الأصحاح الثاني - عدد 5
فقال بوعز لغلامه الموكل على الحصادين لمن هذه الفتاة ( ع 5)
ونرى في الغلام الموكل على الحصادين صورة للروح القدس المرسل من السماء ليبكت العالم على خطية، وعلى بر، وعلى دينونة. وليقودنا إلى كل الحق. فهو الممثل الحقيقي للرب في هذا العالم، وهو يمارس سلطان الرب يسوع في اجتماعات الكنيسة، وكذلك على خدام الرب (1كو 4:12-11، غل 17:5، أع 6:16-10). بذات هذا السلطان أيضاً نراه في تكوين 24.
إنه حق مبارك الذي نستعرضه الآن. فهناك حديث في اللاهوت يجري، وموضوعه هو نحن. في تكوين 16:1 يتحادث اللاهوت عن خلق الإنسان، وفي عبرانيين 5:10-10 محادثة أخرى عن فداء الإنسان. وأيضاً في زكريا 13:6 يتحادث اللاهوت عن البركات الألفية. وفي يوحنا 17 يخاطب الابن الآب عنا. كما نرى صورة لمحادثة ستكون عندما يؤتى بالكنيسة إلى بيت الآب في تكوين 66:24، إذ سيحدِّث الروح القدس الرب يسوع عن كل ما فعل في دعوته للعروس وإعدادها للعرس، ورفقته لها في البرية حتى أحضرها للعريس.
أما هنا في سفر راعوث فإننا نسمع حديثاً موضوعه مؤمن واحد حديث. فيسأل بوعز غلامه «لمن هذه الفتاة؟». لم يسأل «من هذه الفتاة». فالرب يعلم الجميع، حتى أصغر القديسين (ع11). ولكن سؤاله هو عمن نحن له. أنحن للعالم؟ أم نحن لأنفسنا؟ أم نحن للرب؟ ليس السؤال هنا هل نحن تغيرنا بمعرفة المخلص أم لا. فكل من ولد ثانية هو لا شك للرب يسوع ملكاً له (1كو 20:6). ولكن السؤال بالأحرى: هل حياتنا العملية تتفق وكوننا ملكاً للرب؟ في رومية 9:8 نقرأ «ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له». معنى ذلك أنه طبقاً للمكتوب فإن الذين قبلوا الروح القدس فقط هم الذين لهم أن يُدْعوا مسيحيين، وهذا يعني في الحقيقة - كما سنرى فيما بعد - أن يكون لديهم اتحاد، عن إدراك، بالمسيح في موته وقيامته.
إن تمتع المؤمن روحياً أمر يهم الرب يسوع جداً، حتى بالنسبة لأصغر مؤمن. لذلك يهمه أن يعرف لمن نحن على وجه التحديد، فهلا سألنا أنفسنا هذا السؤال؟ لمن نكون عندما تمتلك حياتنا أمور هذا الزمان؟ لمن نكون عندما نريد أن نحيا لأنفسنا؛ أو عندما نريد أن نختار لأنفسنا ما يطيب لها؟ ألا نكون حينئذ لأنفسنا؟ ولكن إن كنا حقيقة وعملياً للرب فإن سؤالنا سيكون إليه عما يريد هو منا، حينئذ تكرَس الحياة بالتمام له. هذا هو شوق قلبه، وهذا أيضاً شوق الروح القدس الساكن فينا، إذ أن غرضه أن يمجد ربنا يسوع (يو 14:16).
- عدد الزيارات: 34695