في نبوات أشعياء وإتمامها والتعليق عليها - المسيح الراعي الصالح القدير
المسيح الراعي الصالح القدير
النبوة: "هوذا السيد الرب بقوة يأتي وذراعه تحكم له. هوذا أجرته معه وعملته قدامه. كراع يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات” (أشعياء 40: 9-11).
الإتمام: "أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف... أما أنا فإني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب. وأنا أضع نفسي عن الخراف. ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضاً فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد” (يوحنا 10: 9- 16).
التعليق: تؤكد لنا هذه النبوة أن المسيح هو الراعي الصالح القدير. فإذا سألنا من الآتي؟ فجواب النبوة الصريح "هوذا السيد الرب بقوة يأتي": بالرئاسة الراعوية يأتي، بيد قوية يأتي، وحين إتيانه يُقاوَم كثيراً ولكنه يتغلب على كل مقاومة، ويُخضع شعبه لنفسه إخضاعاً تاماً، ويغلب أعداءه وأعداءهم، ويسحق الصعوبات التي تتصدى له، لأنه هو رب القوة والراعي الصالح القدير، ولأن أحوال شعبه تحتاج إلى قوته ورعايته لأنهم محاطون بقوات الشيطان، ولا يمكن أن يخلصهم إلا الذي هو أقوى من جميع الشياطين ومن كل قوات السموات والأرض. فالمسيح أقوى من كل قوة "وذراعه تحكم له"، ولمجده. فيدخل القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ لأنه هو الراعي الصالح والقاضي العادل المنجي الطائعين والمهلك الرافضين العاصين. فهو يحافظ على رعيته الطائعين الذين صاروا ملكاً له واشتراهم بدمه كما حافظ يعقوب على قطعانه التي صارت ملكاً له جزاء أتعاب خدمته "وعملته قدامه" هي عمله الفدائي العظيم الذي قام به لأجل البشر عموماً والمؤمنين به خصوصاً. فهو بعمله خلاص ونور لشعبه (راجع مزمور 80: 1- 3).
وقد صرح المسيح رب المجد بأن النبوة تمت به وفيه ذاتياً بقوله أنه هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف (يوحنا 10: 11)، ويقود قطيعه ويرعاهم بيد الشفقة والرحمة والمحبة. فيرى قطيعه منه كل لطف وحنان، وينالون به الحياة الأبدية. فكلامه هو طعام قطيعه الروحي، وتعاليمه الحيوية هي المراعي الخضراء التي يرعاهم فيها، وخدامه الأمناء هم الرعاة الثانويون وأعوان رعايته يعيّنهم عليها تعييناً لأنه هو رئيسهم الأكبر. ويعتني بالحملان الضعيفة- التي لا تقدر العناية بنفسها- بكيفية لا يقدر أعوانه عليها، وذلك لعدم قدرة الحملان الصغيرة الضعيفة على احتمال أنواع صعوبات هذا العالم. ويحمل حملان النعاج المرضعات على ذراعيه ليقودها وراءه ليثبت الجميع في طريقهم إلى السماء. يجمعهم بيد قوية فتكمل قوته في ضعفاتهم فلا يحتاجون إلى شيء ما دامت قوته لهم (2كو 12: 9).
- عدد الزيارات: 71838