Skip to main content

في نسبة الصفات الإلهية أو الأعمال الإلهية الخ

الباب الحادي عشر

في نسبة الصفات الإلهية أو الأعمال الإلهية الخ

إلى الآب والابن على السواء

قد سبقنا فذكرنا في الباب العاشر نسبة الألقاب الإلهية إلى المسيح. أما هنا فغرضنا أن نذكر بعضاً من أقوال الكتاب بطريق المقارنة التي تبيّن أن الصفة أو الحادثة منسوبة لله وللمسيح فيظهر منها بهيئة واضحة أن المسيح هو الله فنقول:

1- أنه بمراجعة أش 6: 1 الخ نجد القول " رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع... السرافيم واقفون فوقه... وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض... فقلت ويل لي... لأني انسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود... ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا. فقلت هأنذا أرسلني. فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعاً ولا تفهموا...” (قارن هذا مع يو12: 37 -40).

" ومع أنه (المسيح) كان قد صنع أمامهم (أي اليهود) آيات هذا عددها لم يؤمنوا به. ليتم قول أشعياء النبي... قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم ". لكن النقطة المركزية هي قوله في ع 41 " قال أشعياء هذا حين رأى مجده (المسيح) وتكلم عنه " فنرى أن يوحنا فسّر بالروح القدس أن ذاك الذي رآه أشعياء جالساً على كرسي عال ومرتفع والسرافيم واقفون فوقه وسمّاه " السيد " و" رب الجنود " و"الملك رب الجنود " هو المسيح. فنتج من ذلك أن المسيح هو الله رب الجنود الذي قدّمت وتقدّم إليه تسبيحات الملائكة.

2- راجع رؤ 22: 6 "والرب إله الأنبياء القديسين أرسل ملاكه ليري عبيده ما ينبغي أن يكون سريعاً " وقارن هذا مع عدد 16 من ذات الأصحاح " أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس".

فترى أن الذي قيل عنه في ع6 أنه الرب إله الأنبياء القديسين وأن له ملاكاً يرسله تحت أمره هو الرب يسوع المذكور في ع16 بعينه وإذا راجعنا مز 103: 20 " باركوا الرب (يهوه) يا ملائكته... الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" نفهم منه أن الملائكة مطيعون لأمر يهوه. وما دام المسيح يرسل الملاك فيطيع أمره فينتج من ذلك أن المسيح هو "يهوه" القدير الواجب أن يباركه كل الناس والملائكة وهو الذي قدّم له داود التسبيحة الواردة في المزمور المائة والثالث.

3- راجع أش 44: 6 " هكذا يقول... رب الجنود. أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري " وقارن هذا مع رؤ22: 12و13 " وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي... أنا الألف والياء البداية والنهاية الأول والآخر " وقوله في ع 16 " أنا يسوع " يبيّن واضحاً أنه هو المتكلم فنتج من ذلك أن يسوع هو الرب الأزلي والأبدي الذي لا إله غيره.

4- راجع اش 43: 11" أنا أنا الرب وليس غيري مخلص" وقارن هذا مع أع 4: 10 و12 " يسوع المسيح... ليس بأحد غيره الخلاص " وتي 1: 4 " يسوع المسيح مخلّصنا " فنتج من ذلك أن يسوع المسيح هو الرب " يهوه " الذي ليس غيره مخلّص.

5- راجع إرميا 2: 13 قول الرب " أنا ينبوع المياه الحية " وقارن هذا مع قول المسيح في يو 7: 37 " إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب " و4: 14 " من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية " فنتج إذاً أن المسيح هو الرب الذي قال عنه إرميا أن شعبه تركه وأنه ينبوع المياه الحية ويكفي أن النبي يسمّي المسيح " يهوه " أي الإله القيوم الاسم العلم للعزّة الإلهية كما مرّ.

6- راجع مز 78: 56 " فجرّبوا وعصوا الله العلي " وقارن هذا مع 1كو 10: 9 " ولا نجرّب المسيح. كما جرّب أيضاً أناس منهم ".

فهاتان الآيتان تشيران إلى التجربة المؤرخة في سفر العدد ص 21 فالمجرّب سمّي في المزمور " الله العلي " وفي كلام الرسول هو المسيح نفسه فهل يمكن أن يتصور عقل أن مخلوقاً يسمى " الله العلي "؟ ألا ينتج إذاً أن المسيح هو الله المعتني بشعبه والمتدخّل في كل أمورهم حتى أن خطاياهم التي يقترفونها إنما يقترفونها ضده تعالى؟

7- راجع اش 54: 5 " لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه " وقارن هذا مع يو 3: 29 " من له العروس فهو العريس” (وهو المسيح) انظر مر 2: 19 و2كو 11: 2 ورؤ21: 9 فنتج من هذا أن المسيح هو عريس شعبه المسمّى في أشعياء " صانعك رب الجنود".

8- راجع يه 24 و25 "والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب... الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور ". وقارن هذا مع أف5: 25- 27 " أحب المسيح أيضاً الكنيسة... لكي يقدّسها...لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها... مقدسة وبلا عيب" فنتج من ذلك أن المسيح في الشاهد الثاني هو ذات الإله الحكيم الوحيد مخلصنا الذي المجد والقدرة في الشاهد الأول.

9- راجع 1مل 8: 39 نجد أن سليمان يقول في صلاته لله " لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر " وقارن هذا مع رؤيا 2: 23حيث يقول المسيح " ستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله " فما ينسبه سليمان لله ينسبه المسيح لنفسه فنتج إذاً أن المسيح هو الله العارف قلوب كل بني البشر.

10- راجع مز 68: 17 و18 " مركبات الله ربوات. ألوف مكررة. الرب فيها... صعدت إلى العلاء. سبيت سبياً. قبلت عطايا من الناس " وقارن هذا مع أف 4: 8 " لذلك يقول إذ صعد (المسيح انظر عدد 9 و10) إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا " فنتج إذاً أن المسيح هو الله والرب الذي صعد إلى العلاء.

11- راجع أش 45: 23 " بذاتي أقسمت خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع أنه لي تجثو كل ركبة يحلف كل لسان " وقارن هذا مع في2: 10 و11 " لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب " ومع رؤ 14: 10 و11 " لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح. لأنه مكتوب أنا حي يقول الرب أنه لي ستجثو كل ركبة وكل لسان سيحمد الله " فنتج من ذلك أن المسيح هو الله الذي لا يحق لأحد أن يقسم بذاته سواه (عب 6: 13) والذي يعبده الجميع ويحمدونه على الدوام.

12- راجع أش 8: 13 و14 " قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مقدّساً وحجر صدمة وصخرة عثرة " وقارن هذا مع 1بط 2: 7 و8 " وأما للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية وحجر صدمة وصخرة عثرة ". فالمسمّى في الآية الأولى حجر صدمة وصخرة عثرة هو رب الجنود ويتضح من الآية الثانية أن حجر الصدمة وصخرة العثرة هو المسيح فنتج من ذلك أن المسيح هو رب الجنود. ومعلوم أن هذا الاسم رب (يهوه) الجنود لا يطلق إلا على الله العلي جلّ اسمه.

13- راجع مز 102: 24- 27 " يا إلهي... إلى دهر الدهور سنوك. من قدم أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى. كرداء تغيّرهن فتتغير. وأنت هو وسنوك لن تنتهي " لا يشك أحد أن هذا القول هو وصف سرمدية الله وعدم تغيره تعالى لكن قارن ذلك مع عب 1: 8- 12 "أما عن الابن (فيقول)... وأنت يارب في البدء أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى " فنتج من ذلك أن الله الذي يخاطبه المرنم بالقول " يا إلهي " ويصفه بأنه السرمدي الغير المتغير هو يسوع المسيح ابن الله والإله الدائم.

14- راجع مز 45: 6 " كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك " وقارن هذا مع عب 1: 8 " أما عن الابن (فيقول) كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك " فما قاله المرنم في المزمور لله نسب للمسيح في قول الرسول فنتج إذاً أن المسيح هو الله السرمدي.

15- راجع أش 45: 21 و22 " أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري. إله بار ومخلّص. ليس سواي. التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر " قارن هذا مع أع 4: 10 و12 " يسوع المسيح... ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص " و2بط 2: 20 " الرب والمخلص يسوع المسيح” (انظر أيضاً عب2: 10 و5: 9) فترى من الأمور المدهشة والواضحة أن الرب يسوع هو الرب (يهوه) ولا إله آخر غيره وهو المخلص وليس سواه.

هذه بعض الفصول التي يظهر منها بكيفية عجيبة مدهشة أن المسيح هو الله وأن " الله ظهر في الجسد " وأنه وأن كان قد ظهر في الجسد لكنه لا يزال بلاهوته السرمدي منذ الأزل وإلى الأبد وكائناً على الكل إلهاً مباركاً وفيه يقوم الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق (انظر رو 9: 5 وكو1: 16). فنسأل الله أبا ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح أن يزيدنا من الإيمان به ويثبتنا فيه إلى النهاية له المجد إلى الأبد. آمين.  

  • عدد الزيارات: 3372