الأصحاح الثالث - عدد 8
وكان عند انتصاف الليل أن الرجل اضطرب والتفت وإذا امرأة مضطجعة عند رجليه (ع8)
نأتي الآن إلى لحظة حاسمة في تاريخ الكنيسة كما يسرده الرب في رؤيا 2و3. ففي نهاية الأصحاح الثاني نقرأ عن ثياتيرا، التي فيها نرى كنيسة روما الكاثوليكية وهي في أوج قوتها في العصور الوسطى المظلمة. كانت قد فسدت، ورفضت أن تتوب، لذلك كان لابد للرب أن يدينها. على أنه كانت لا تزال هناك بقية أمينة، لها محبة وإيمان وخدمة وصبر، وكانت أعمالها الأخيرة أكثر من الأولى. لذلك وضع الرب المجموع جانباً، ولم يعد يعترف بثياتيرا، مع أنها ستبقى موجودة حتى مجيئه. وبدلاً منها أعطى الرب بداية جديدة للشهادة، ولكنها كانت شهادة تختلف عما كان في الكنائس الأربعة الأولى، حين كانت الكنيسة تُرى ككل. وكانت هذه الشهادة في حركة الإصلاح. ولكن ما هو حال هذه الشهادة الجديدة؟ وماذا صار لها بعد رحيل المصلحين؟ هذا ما نجده موصوفاً في كنيسة ساردس في القول «لك اسم أنك حي وأنت ميت». حتى البقية التي في ساردس يقال عنها «عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم» ولكن لا نقرأ عن أي شيء إيجابي يقال عنها كما قيل عن البقية التي في ثياتيرا، وإنما يذكر فقط حسنة سلبية، فهم «لم ينجسوا ثيابهم». هذه هي حالة البروتستانتية قبيل وأثناء عصر نابليون.
ثم بعد ذلك نرى عملاً جديداً للروح القدس في كل أعفار المسكونة، ولكن على الأخص في الأقطار البروتستانتية، إذ كانت نفوس تولد وتنفصل عن الأرثوذكسية الميتة، وعن العالم**، وأظهرت حياة الله في سلوكها وطرقها. كانت هناك عملية إحياء، وإنني أعتقد أن هذه هي الحقيقة التي نراها ممثلة في أن بوعز "اضطرب" عندما وجد امرأة عند قدميه. ففي الأيام التي أعقبت الاحتلال الفرنسي لأوروبا تحت قيادة نابليون وجد الرب في كثيرين حالة روحية استطاع معها أن يتحد نفسه بهم، ويقودهم إلى ما نقرأ عنه في الرسالة إلى كنيسة فيلادلفيا.
- عدد الزيارات: 27147