Skip to main content

الأصحاح الثالث - عدد 12-13

الصفحة 11 من 15: عدد 12-13

والآن صحيح إني وليٌّ، ولكن يوجد وليٌّ أقرب مني. بيتي الليلة ويكون في الصباح أنه إن قضى لك حق الوليِّ فحسناً، ليقضِ. وإن لم يشأ أن يقضي لكِ حق الوليِّ فأنا أقضي لك. حي هو الرب. اضطجعي إلى الصباح ( ع 12 و13).

واضح أن بوعز لم يفاجأ بطلب راعوث، فقد كان في نعمته يريد أن يجتذبها إليه، إذ أنه الوحيد الذي كان قادراً على أن يعينها. ولكن هذا لم يجعله يتصرف باندفاع أو تسرع دون أن يعمل حساب النتائج التي كان يمكن أن تترتب على تصرفه. فقد كانت هناك موانع لا تزال تحتاج إلى إزالة، وكان هو يعلم تلك الموانع أكثر من راعوث.

إن الرب يسوع يعرف قلوبنا جيداً، ويعلم أيضاً ظروفنا، وطرقنا التي نسلكها. لذلك يقول «أنا الله وليس آخر، الإله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعل. قائلاً رأيي يقوم. وأفعل كل مسرتي». (إش 9:46 و10). وفي مزمور 139 يقول المرنم «فهمت فكري من بعيد...لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها». فالرب يعمل بروحه في قلوبنا حتى نخضع ذواتنا له تماماً بثقة كاملة فيه، حتى نتعلم أنه هو الوحيد الذي يفك عنا كل قيد عبودية، وأنه هو الطريق الوحيد لنا لننال ميراثاً مع القديسين. صحيح أنه هناك عوائق في طريقنا لأن نتمتع بهذه الحالة، ولكنه ليس عنده مستحيل، ولا تقف في طريقه الصعوبات. لأجل ذلك فإنه يؤكد لنا أنه يفعل لنا كل ما نطلبه منه بالإيمان. فالصعوبات مصدرها فينا في حقيقة الأمر، وليست هي من جانبه هو. فقلوبنا الخبيثة الخدَّاعة تحاول مرة ومرات أن تجد ولياً آخر. وهذا ما يجعل طريق اختبار رومية 7 عادة ما يكون طويلاً وصعباً، حتى ننتهي من ذواتنا ونصرخ «ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت». وإلى أن نصل إلى هذه النقطة لا يستطيع الرب أن يساعدنا. فعجز الناموس يلزم أن يصير واضحاً لنا أولاً، إذ هو لا يستطيع أن يقود إنساناً ذا طبيعة خاطئة إلى خدمة الله، ولا أن يخلص من سلطان الخطية. وسوف نرجع إلى هذه النقطة في الأصحاح الرابع بتفصيل أوفر.

يقول بوعز لراعوث «اضطجعي إلى الصباح». فقد أتت إليه ليلاً، واضطجعت عند قدميه وهو نائم. وقد رأينا في هذا إشارة إلى كوننا اعتمدنا لموته، «فدفنا معه بالمعمودية للموت» (رو 4:6). وهذا هو المكان الذي فيه أعتقنا، حيث نلنا نصيباً في عمل الفداء الكامل، العمل الذي يمتد إلى كل شيء، خطايانا وأيضاً خطيتنا. ومن هنا أيضاً نبدأ امتلاك ميراثنا، إذ نقبل بالإيمان حقيقة كوننا قمنا مع المسيح، وأجلسنا فيه في السماويات (أف 5:2و6). لأجل هذا قال بوعز لراعوث «اضطجعي إلى الصباح» وفي الصباح سيتضح ما إذا كان الولي الآخر سيقضي لها أم لا.

عدد 14
الصفحة
  • عدد الزيارات: 27151