الفَصلُ الأوَّل "وَصَفَةٌ للإرشاد" - كَلِمَةُ الله
الخُطوَةُ الرَّابِعَة
كَلِمَةُ الله
يُخبِرُنا إشَعياءُ أنَّهُ يُوجَدُ فَرقٌ كَبيرٌ بينَ أَفكارِ وطُرُقِ اللهِ وبينَ الطريقة التي بها نُفَكِّرُ ونعمَلُ الأشياء، وهذا الفَرقُ هُوَ مثلُ إرتِفاعِ السَّماواتِ عنِ الأرض. إنَّ فَلسَفَةَ إشَعياء للخدمة، كانت أن يكرِزَ بكَلِمَةِ اللهِ، لأنَّ كَلِمَةَ اللهِ تُسَبِّبُ إنسجاماً بينَ أفكارِنا وبينَ أفكارِ اللهِ، وبينَ طُرُقِنا وبينَ طُرُقِ اللهِ، وبينَ إراداتِنا وبينَ إرادَةِ الله (إشعياء 55: 9- 11)
يُخبِرُنا أميرُ الأنبِياءِ هذا بالسببِ الذي جعلَهُ يكرِزُ بِكَلِمَةِ الله. فبِحَسَبِ إشَعياء، إذا أرادَ شَعبُ اللهِ بصِدقٍ أن يعرِفُوا إرادَةَ اللهِ الذي لا يُفَكِّرُ ولا يعمَلُ كما يعمَلُون، عليهم بِبَساطَة أن يَقضُوا المَزيدَ منَ الوقتِ في دِراسَةِ كلمتِهِ.
سَمِعتُ مرَّةً بِيلي غراهام يُخبِرُ بِقِصَّةٍ عن صُعُودِهِ إلى طائِرَة، قبلَ أن يُصبِحَ معرُوفاً بالقَدَرِ الذي هُوَ فيهِ اليوم. وعندَ دُخُولِهِ الطَّائِرَة، حَيَّى قسِّيساً كانَ صديقاً قديماً لهُ، وكانَ يجلِسُ على كُرسِّيِ قَريبٍ للكُرسِّيِّ التي جلسَ عليها بيلي غراهام، وهُوَ يقرَأُ كِتابَهُ المُقدَّس. فتَجاهَلَ القِسِّيسُ الشَّيخُ بيلي غراهام تماماً. وبعدَ مِضِيِّ حوالي السَّاعَة على إقلاعِ الطَّائِرة، جاءَ القِسِّيسُ الشَّيخُ إلى بيلي غراهام وحَيَّاهُ بِحرارَة، وإعتَذَرَ لأنَّهُ تجاهَلَهُ سابِقاً قائِلاً، "عندما أُصَلِّي، أتكلَّمُ معَ الله، ولكن عندما أفتَحُ كلِمَةَ اللهِ، يتكلَّمُ اللهُ معِي. وهكذا كانَ يتكلَّمُ اللهُ معي عندما حَيَّيتَني، فلم أستَطِعْ أن أُقاطِعَ اللهَ لأُجيبَ بيلي غراهام."
عندما كان يفتح Thomas a Kempis كتابه المقدّس في كُلِّ صَباح، كان يُصَلِّي قائِلاً: "لتصمت كلّ الأصوات. تكلّم معي يا ربّ أنتَ وحدك". فإن كُنَّا نُريدُ بِصدقٍ معرِفَةَ إرادَةِ اللهِ، علينا أن نتمكَّنَ مِن الإستِماعِ لله. علينا أن نطلُبَ منَ اللهِ أن يتكلَّمَ إلَينا بينما نفتَحُ كَلِمَتَهُ. لهذا علينا أن نقضِيَ وقتاً في قِراءَةِ كَلِمَةِ اللهِ عندما نطلُبُ معرِفَةَ مشيئَتِهِ.
- عدد الزيارات: 20901