الفَصلُ الأوَّل "وَصَفَةٌ للإرشاد" - كُنْ مُريداً أن تعمَلَ إرادَةَ الله
الخُطوَةُ الثَّانِيَة
كُنْ مُريداً أن تعمَلَ إرادَةَ الله
الخُطوَةُ الثَّانِيَة هي الأكثَرُ أهَمِّيَّةً بينَ الخُطُواتِ الإثنَتَي عشرَةَ خُطوةً التي أُريدُ أن أتكلَّمَ عنها: أن نكونَ مُريدِينَ ومُستعدّينَ للقيام بإرادة اللهِ. عِندَما علَّمَ يسُوعُ تلاميذَهُ كيفَ يُصَلُّون، علَّمَهُم أن يُصَلُّوا قائِلينَ، "لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ." عندما صَلَّى يسُوعُ في بُستانِ جُثسيماني قَبْلَ صَلبِهِ بِلَيلَةٍ واحدَة، أظهَرَ لتلاميذِهِ كيفَ يُصَلُّون، عندما تساقَطَ عرقُهُ كَقَطَراتِ دَمٍ نازِلَةٍ على الأرض، فصلَّى قائِلاً، "لِتَكُنْ لا مَشيئَتي، بل مَشيئَتُكَ." (متَّى 6: 10؛ 26: 39؛ لُوقا 22: 42- 44).
عندما أعطانا يسُوعُ مبدأً يُظهِرُ لنا كيفَ بإمكانِنا أن نعرِفَ أنَّ تعليمَهُ هُوَ تَعليمُ الله، أعطانا أيضاً مبدأً ينطَبِقُ عندما نطلُبُ أن نعرِفَ مشيئَةَ الله. والمَبدَأُ هُوَ بِبَساطَةٍ التَّالِي: "إِنْ شَاْءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيْئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيْمَ هَلْ هُوَ مِنَ اللهِ أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَاْ مِنْ نَفْسِيْ". (يُوحَنَّا 7: 17). هذه الكلماتُ القَليلَة التي نطقَ بها يسُوعُ، وَضَعَت بينَ أيدينا مِفتاحاً يَكشفُ عن إرادَةِ اللهِ أو عن مشيئَتِهِ لِحَياتِنا.
بِحَسَبِ الرَّسُول بُولُس، إنَّ مَعرِفَةَ إرادَةِ اللهِ لِحَياتِنا لا ينبَغي أن تَكُونَ صَعبَةً أو مُعَقَّدَةً. فاللهُ لا يُعَقِّدُ ولا يُشَوِّشُ مشيئَتَهُ عَمداً. والصُّعُوبَةُ لا تَكمُنُ في إرادَةِ اللهِ، بل في إرادَتي وإرادَتِكَ. وبينما يُخبِرُنا بُولُس كيفَ يُمكِنُنا أن نعرِفَ "مَشيئَةَ اللهِ الصَّالِحة والمَرضِيَّة والكامِلَة،" يبدَأُ بِوَصفَتِهِ لمعرِفَةِ إرادَةِ اللهِ بإخبارِنا بأن نرفَعَ أيدينا مُسَلِّمينَ إراداتِنا بِدُونِ شُروطٍ لإرادَةِ الله. قالَ، "قَدِّمُوا أجسادَكُم ذَبيحَةً حَيَّةً للهِ..." (رومية 12: 1- 2).
إنَّ إستِسلامَنا غير المَشرُوط لإرادَةِ اللهِ، سوفَ يُبَسِّطُ بَحثَنا عن مَشيئَتِهِ. فَبِمُلاحَظَةِ وإختِبار ودرس كلمةِ الله، تَوَصَّلتُ إلى الإستِنتاجِ أنَّ أكبَرَ عائِقٍ لمعرِفَةِ مشيئَةِ اللهِ لحياتِنا، ليسَ إرادَة الله، بل إرادتُنا نحنُ. فاللهُ لا يُعلِنُ إرادَتَهُ لأشخاصٍ لا يُريدُونَ أن يعمَلُوا بها.
- عدد الزيارات: 20894