Skip to main content

الفَصلُ الأوَّل "وَصَفَةٌ للإرشاد" - إنتَظِرِ الرَّبَّ

الصفحة 13 من 15: إنتَظِرِ الرَّبَّ

الخُطوَةُ العاشِرَة

إنتَظِرِ الرَّبَّ

اللهُ ليسَ على عَجَلَةٍ من أمرِهِ. ونحنُ غالِباً ما نُفَوِّتُ على أنفُسِنا قيادَةَ الرَّبِّ لنا، لأنَّنا نركُضُ بَعيداً، مُوجِّهِينَ بِشكلٍ مُضطَّرِبٍ الرَّبَّ لكي يُلاحِقَنا في تَيَهانِنا في الرَّحلَةِ أو الخُطَّةِ التي رَسمناها لحياتِنا. من هُنا جاءتِ الحاجَةُ للعبارَةِ القائِلة، "إنتَظِرِ الرَّبَّ،" والتي غالِباً ما نَجِدُها في كلمة ِالله.

يتطلَّبُ الإنتِظارُ إيماناً أكثَر ممَّا يتطلَّبُهُ النَّشاطُ والعَمَلُ. ووصفَةُ اللهِ للإرشاد لأشخاصٍ أمثال يعقُوب، هي أن ننتظِرَ الرَّبَّ. لقد كانَ يعقُوبُ بِأَمَسِّ الحاجَةِ إلى معرِفَةِ إرادَةِ اللهِ لحياتِهِ، لأنَّهُ كانَ دائماً يركُضُ تائهاً أمامَ الرَّبّ.

إقرأْ قِصَّةَ يعقُوب في سفرِ التَّكوين، الإصحاحات 25 إلى 32، وكذلكَ تعليقَ بُولُس على هذه القِصَّة في الإصحاحِ التَّاسِع من رِسالَةِ رُومية. فبينما تقرَأُ كيفَ جعلَ اللهُ من يعقوب أعرجَ لكَي يُتوِّجَهُ بِبَرَكَةِ مشيئَتِهِ، سوفَ ترى الإيضاحَ العَظيم عمَّا يعنيهِ إنتِظارُ الرَّبّ. فعندما يُصبِحُ شَخصٌ تَقِيٌّ أعرَجَ، ماذا بإمكانِهِ أن يفعَلَ غيرَ إنتِظارِ الرَّبّ؟

في سفرِ المَزامِير، تُوجَدُ كَلِمَةُ "سِلاه" في ثلاثٍةٍ وسبعينَ مكاناً. إحدى التَّرجماتُ المُعاصِرَة لهذه العِبارَة هي، "توقَّفْ وتأمَّلَ بِهُدُوءٍ بهذا." وغالِباً ما يضعُ اللهُ عبارَة "سِلاه" في حياتِنا اليوم، بينما يَقُودُنا في رِحلاتِِ إيمانِنا. فاللهُ لَدَيهِ أسبابُهُ الخاصَّة لجَعلِنا نهدَأُ وننتظِر. فقد يكُونُ يُريدُنا أن نتوقَّفَ ونُفَكِّرَ بِهُدُوءٍ حولَ أولَويَّاتِنا، وحولَ أهدافِ رِسالَتِنا، وحولَ قضايا أُخرى، بينما نختَبِرُ مشيئَتَهُ لحياتِنا.

عندما نلتَقِي بِواحِدَةٍ من عباراتِ اللهِ القائِلة "سِلاه،" علينا دائماً أن نسألَ ماذا يُريدُ اللهُ منَّا أن نفعَلَ في توقُّفِنا وتأمُّلنا بِهُدُوءٍ في هذه المرحلة. وعلينا أن لا نتعجَّبَ أبداً عندما يضعُ اللهُ في حياتِنا وقفَةً في رِحلَتِنا الإيمانيَّة. تذكَّرْ أنَّ اللهَ قد يستَخدِمُ هذهِ الوَقفَة في مُخطَّطاتِكَ ليُحَضِّرَكَ لأُمُورٍ أكثَر أهمِّيَّةً في خُطَتِهِ. (أنظُرْ حياة يُوسُف، تكوين 39 – 40)

تابِع التَّقدُّم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 20906