رعاية الحب والزواج السعيد - ارع حبك بالطاعة المستمرة لوصايا رب الجلال
(8) ارع حبك بالطاعة المستمرة لوصايا رب الجلال
كان زواج آدم وحواء زواجاً مثالياً. كانت كال عناصر الزواج السعيد متوفرة لهذين الزوجين.
الله خلق الزوج "آدم" وبغير شك أنه كان جميلاً, قوياً, خالياً من العيوب الجسمية أو العقلية, أو النفسية..
والله بنى الضلع التي أخذها من آدم امرأة, وأحضرها إلى آدم,ولا بد أنها كانت رائعة الجمال, تجسدت فيها كل الصفات التي يشتهيها الرجل.. أنثى, صحيحة الجسم, ممتلئة بالحيوية, وذكية وخالية من العيوب والنقصات الجسمية أو العقلية, أو النفسية.
لم تكن هناك حواجز حضارية, أو اختلاف اللغة, أو صراع ديني عقائدي, أو مشاكل جنسية.
ومن ناحية العمل, فقد آدم كل علاقة متينة بصاحب العمل, حتى أن صاحب العمل كان يقضي معه الساعات يحدثه عن مستقبله وما يجب أن يعمله كان صاحب العمل هو "الله".
ولم يكن هناك مشاكل وراثية بين الزوجين, ولا مشاكل تربوية فقد نشأ في بيئة واحدة من أصل واحد, ولا مشاكل نفسية فقد كانا في نقاوة الحياة ولم يكن هناك "منافس" لآدم يريد أن يسلبه "حواء" ولا "منافسة" لحواء, تريد أن تسلبها آدم.
كانا يملكان كل شيء.. الاستقرار, والسعادة, وهدوء البال...
فلماذا دخل الشقاء إلى هذا البيت السعيد؟!
دخل بعصيان وصايا الله!! دخل بالخطية!!
"من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5: 12). والخطية في مفهوم الكتاب المقدس هي التعدي على وصايا الله "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً. والخطية هي التعدي" (1 يو 3: 4).
فالزوجان اللذان يتعديان وصايا الله لا بد أن تدخل التعاسة بينهما, ويريان ثمر عصيانهما في أولاد متمردين مثل قايين, لقد دخلت التعاسة, والفوضى والاضطراب بيت داوود الملك بعد زناه مع بثشبع, فاغتصب أمنون أخته ثامار وحاول أبشالوم اغتصاب عرش أبيه واضطجع مع نسائه علانية, وسب شمعي ابن جيرا الملك داوود أما الملأ..
فكسر وصايا الله يهدم الحب, ويجلب الشقاء, لذلك لا غرابة في أن يكتب صاحب المزمور كلماته "طوبى لك من يتقي الرب ويسلك في طرقه. لأنك تأكل تعب يديك طوباك وخير لك. امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك. بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك. هكذا يبارك الرجل المتقي الرب. يباركك الرب من صهيون.. وترى بني بنيك" (مز 128: 1 - 6).
عليك إذاً لكي تحتفظ بكيان بيتك أن تتأمل كلمة الرب ليلاً ونهاراً, أن تتلذذ بكلام الله, أن تقول مع إرميا "وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" (إرميا 15: 16). أن تعرف وصايا الله وتعطيها بسرور "فإن هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه.. ووصاياه ليست ثقيلة" (1 يو 5: 3) "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض. وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم" (إش 1: 19, 20).
- عدد الزيارات: 19795