رعاية الحب والزواج السعيد - ارع حبك بالامتناع عن الصراع والاستغلال
(4) ارع حبك بالامتناع عن الصراع والاستغلال:
ذات مرة دعيت لمصالحة زوجين جامعيين, كانت كل المظاهر الخارجية انه بامكانهما الاستمتاع بزواج سعيد.. وقد بدأ زواجهما بحب عنيف, واستمر كذلك لفترة من الزمن, ثم بدأت الزوجة تتفوق بعملها, حصلت على درجة علمية أعلى, ومركز أرقى ودخل أكبر. وهنا بدأ النزاع والصراع بين الزوجين. تحدثت إليهما معاً, وأعطاني الله الحكمة لمعرفة سبب الصراع. فقلت لزوج الممزق الحزين.. أعتقد أن سر حياتك الممزقة هو أنك تعيش في صراع مع زوجتك بسبب نجاحها وتفوقها بدلاً من أن كنت تعيش في وئام.. فهل اعتقدي صحيح؟!
وسكت الزوج قليلاً ثم أجاب.. أجل أنا أعيش معها في صراع.. أخاف من مركزها.. أخاف من ازدياد مركزها.. أخاف من الدرجات العلمية التي حصلت عليها.
قلت: ألا يعني هذا أنك تحب نفسك أنك أكثر مما تحبها؟!
وأجاب لا أدري.
واستطردت: السبيل الوحيد لإعادة السلام إلى بيتك أن تحسب نجاحها نجاح لك, وأن تدرك أن كل منجزاتها ستعود بالخير على بيتك وعلى أولادك, وبذلك تتوقف عن ازعاجها وعن هذا الصراع الذي بلا مبرر قائم بينك وبينها.
ورد الزوج: أرجو أن يعطيني الله نعمة لأفعل ذلك.
امتنع عن الصراع مع شريكة حياتك بسبب تفوقها في ميادين عملها..
وامتنع كذلك عن الاستغلال. فالاستغلال يقود إلى الخراب.
"السالب أباه أو أمه وهو يقول لا بأس فهو رفيق لرجل مخرب" (أم 28: 24).
فإن كان هذا وصف السالب لأبيه وأمه فكم يكون الوصف للسالب لزوجته أو السالبة لزوجها.
إن موقف الزوج من زوجته يجب أن يكون الموقف الحب الباذل وليس موقف الأنانية المستغلة "أيها الرجال أحبوا نساؤكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أف 5: 25).
لا تسلب زوجتك لتصرف على ملذاتك , أو لتعطي للفقراء من أفراد أسرتك.. ولا تسلبي زوجك لتنفقي على ملذاتك ونعطي لأفراد أسرتك.
إن الله لا يبارك الاستغلال في أية صورة من صوره.. إذا عشت للاستغلال فأنا أحذرك من التدهور والدمار.
- عدد الزيارات: 19803