أبعاد الحب في الزواج السعيد
حدثنا "كريج ماسي Graig Massey" عن خطيبين جاءا إليه لاستشارته في مستقبل حياتهما الزوجية.
قال ماسي: كان وجهاهما يتألقان بالفرح الذي ملأ قلبيهما بعلاقتهما الجديدة, وخيل إليهما أنه من المستحيل أن يقوم أي خلاف بينهما يؤدي بهما إلى الانفصال, أو الطلاق, ولكنني كراع ومستشار في الأمور الزوجية, كنت أعرف جيداً الصعوبات والمشكلات التي ستواجه حبهما الصغير قلت للاثنين: "إذاً أنتم خطيبان؟" أجابت الفتاة: "نعم, الليلة الماضية تمت خطبتنا .. كان كل شيء جميلاً, كان القمر في تمامه, وكنا نسير في ضوئه الفضي حين أخبرني بخطبته لي .. لقد صليت طويلاً لهذا الأمر, وأنا مقتنعة أن هذه مشيئة الرب".
سألتها: "هل يحب الواحد منكما الآخر؟".
أجاب الشاب: "إنني أحبها وأثق أنها تحبني بشدة, ونعلم أن خطبتنا من الرب, وخلال العشرة شهور التي تعرفنا فيها الواحد بالآخر لم يحدث بيننا أي احتكاك".
سألت الشاب: "هل تستطيع أن تعطيني تحديداً لمعنى الحب!!".
نظر الشاب إلى خطيبته ثم قال: "إن الحب هو ألذ إحساس في الوجود عندما نكون معاً يملأني شعور بأنني أستطيع التغلب على أية مشكلة مادامت جواري .. إنها كالدواء الشافي لي, عندما أكون متعباً تنعشني, عندما أكون منحرف المزاج تعيد إليّ اعتدالي, وعندما أكون يائساً تعيد إلي الأمل".
وقالت الفتاة: "وأنا أشعر بأنني ملكة حين أكون معه, إن شعور الإنسان بأهميته عند شخص آخر, وبأن هناك من يحتاج إليه شعور جميل ... إنني أحبه".
قلت لهما: "لقد أخبرتماني عن إحساسكما الجميل بالراحة عندما تكونان معاً, وعن لذة إحساسكما بالحب الذي يحمله الواحد منكما للآخر. أو بمعنى آخر أخبرتماني بما يأخذه الواحد منكما من الآخر, ولكن لم يخبرني أحدكما عن ما يتوقع أن يقدمه للآخر".
أجاب الشاب: "نحن لا نتوقع شيئاً الواحد من الآخر".
واستطردت قائلاً: "إن ما قاله كل منكما يعلن عن أنانيته, وإذا لم يكبح جماح الأنانية فإنها تتحول بالتدريج إلى قوة مسيطرة تفسد زواجكما". وتابعت حديثي للشاب قائلاً "في بعض الأوقات سيغمرك الإحساس بالفشل ولن تستطيع فتاتك أن تعيد إليك الأمل, ستحس بالتعب ولن تستطيع زوجتك أن تنعشك ستكون منحرف المزاج ولن يكون في قدرة زوجتك أن تعيد الاعتدال إلى مزاجك".
والتفت إلى الفتاة وقلت: "وأنت لن تشعري دوماً أنك ملكة, فقد يضطر زوجك للعمل وقتاً طويلاً, وستشعرين عندئذ أنه يهملك, وستتراكم عليك أعمال المنزل وتأخذ كل حيويتك ونشاطك, وستلدين أولاداً, والأولاد يتطلبون وقتاً وجهداً جباراً للعناية بهم .. ستضرين إلى غسل الثياب والجوارب, وتنظيف وترتيب البيت, وغسل الصحون والأواني, وهذا كله سيحرمك من الشعور بأنك ملكة. فهل سيكون هذا نهاية زواجك؟!"
إن الحب الصحيح وحده, هو الذي يستطيع أن يخفف هذه السئوليات, بل ويجعل لها قيمة كبرى.
وعدت إلى الشاب وسألته: "ما هي أبعاد حبك لخطيبتك؟ في كم دائرة من دوائر الحياة تحبها؟".
وأجاب: "دائرة واحدة كما أعتقد, إن كل ما أعرفه هو أنني أحبها".
وأجابت الفتاة: "وأنا أعتقد نفس الشيء .. دائرة واحدة .. إن كل ما أعرفه أنني أحبه".
قلت برقة: "هذا لا يكفي" .. واستطردت قائلاً: "إن آفاق الحب الصحيح يجب أن تغطي عدة دوائر في حياتنا .. ومن الصعب على الخطيبين الصغيرن أن يدركا هذه الدوائر كلها قبل زواجهما .. لكن من الضروري أن يكن لهما معرفة واضحة بها ليكون زواجهما ناجحاً وسعيداً".
إن الرب قد أعلن لنا في كلمته المقدسة أن الحب الحقيقي يحتوي أربع دوائر:
(1) الدائرة الأولى وهي دائرة العقل فعلينا أن نحب بعقولنا.
(2) الدائرة الثانية هي دائرة العاطفة فعلينا أن نحب بعواطفنا.
(3) الدائرة الثالثة هي دائرة الجسد فعلينا أن نحب بأجسادنا.
(4) الدائرة الرابعة هي دائرة الروح فعلينا أن نحب بأرواحنا.
+ إن أول دوائر الحب هي دائرة "العقل",
وعندما يقرب الحب بين شاب وفتاة ليبدأ حياة زوجية فعليهما أن يمزجا عقليهما معاً, لأننا بعقولنا نفكر معاً, ومزج عقلين ليس أمراً سهلاً, لأنه ليس هناك شخصان متشابهان تماماً في التفكير, وذلك بسبب كثير من العوامل.
من اللحظة التي نولد فيها وحتى نصل إلى سن الرشد ونحن نمتص ونختزن كمية كبيرة من المعلومات في عقولنا, إننا نبدأ الحياة ببعض صفات والدينا, وننمو في دائرة ثقافة الأسرة التي ولدنا فيها وحضارتها, وعندما نتزوج يكون نموذج تفكيرنا قد تحدد في عقولنا, وكذلك الأمر في عقول زوجاتنا.
الحب كما نعرف من الكتاب المقدس هو سلسلة من العمليات المتعاقبة, فكما تعلم الشاب أن يعتني بجسده ولا يهمله ويحترمه .. كذلك يجب أن يتعلم العناية بزوجته, ورعايتها, واحترامها, لأن الزوج عليه أن يحب زوجته كما يحب جسده "كذلك على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً للكنيسة" (أف 5: 28 - 29).
وكذلك يجب أن تتعلم الفتاة كيف تحب زوجها, ويجب أن يأتيها هذا العلم من أمها, أو جدتها, أو من امرأة أكبر منها سناً وأكثر اختباراً كما كتب بولس لتيطس قائلاً: "وأما أنت فتكلم بما تليق بالتعليم الصحيح .. أن يكون .. العجائز في سيرة يليق بالقداسة غير ثالبات .. لكي ينصحن الحدثات أن يكن محبات لرجالهن ويحببن أولادهن. متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن لكي لا يجدف على كلمة الله" (تي 2: 3 - 5).
ويجب أن لا يغرب عن بالنا من البداية أن هناك اختلافاً بين أسلوب تفكير الرجل, وأسلوب تفكير المرأة, فالرجال والنساء لا يفكرون بذات الأسلوب .. إن الرجل يفهم الحياة ويتصرف فيها من وجهة نظر الرجل, أما المرأة فهي تستجيب للحياة من وجهة نظر الأنثى. والتفكيران ليسا متناقضين بل أن الواحد منهما يكمل الآخر, ولذا فإن تبادل وجهات النظر بين الرجل والمرأة أمر في غاية الأهمية .. وبينما الرجل قد خلق نزاعاً إلى التفكير الواقعي أكثر, فإن المرأة قد خلقت لتفكر تفكيراً مثالياً وعاطفياً أكثر من الرجل, ولذا فتبادل الأفكار بين الزوجين ضرورة للوصول إلى المفهوم الكامل التام.
إن ما يبدو مناسباً ومنطقياً بالنسبة للمرأة قد لا يبدو مناسباً ومنطقياً بالنسبة للرجل, ومعظم سوء التفاهم وعدم الوفاق, والشجار, والصراع في الحياة الزوجية يعود إلى عدم فهم هذه الحقيقة.
يقول الزوج لزوجته: "إنك يجب أن تفكري كرجل" وترد زوجته قائلة: "وأنت يجب أن تفكر كإمرأة", ولأن ليس في قدرة الزوج أو الزوجة تنفيذ هذا, فإنه لا بد من الشجار والصراع والمنغصات التي يبدو لهما أن لا حل لها, مع أن الحل موجود في قدرة الزوج والزوجة على الاستماع بدقة واهتمام, كل واحد لوجهة نظر الآخر, ورسم صورة متكاملة الجوانب للموضوع الذي يتناقشان فيه, وهكذا يشعر الواحد باهتمام الآخر به الاهتمام اللائق, وهذا الاهتمام هو مظهر الحب الصحيح, لأن الحب الصحيح وحده هو الذي يستطيع أن يملأ الفجوة العقلية الموجودة بين أسلوب تفكير الزوج وأسلوب تفكير زوجته.
إن الزوج ليس في قدرته أن يغير نموذج التفكير الذي اختزنه عقل زوجيه خلال سنين, كما أن الزوجة ليس في قدرتها أن تغير أسلوب تفكير زوجها وكل ما يستطيع الزوجان أن يعملاه هو مزج تفكيرهما معاً, والاحتمال برفقه, والتسامح بصبر عند وجود اختلاف في التفكير, وهذه الصفات لا توجد إلا في مصنع الحب "محتملين بعضكم بعضاً في المحبة" (أف 4: 2). "المحبة تحتمل كل شيء" (1 كو 13: 7).
وبينما تمر السنون فإن الزوجين يجب أن تعمقا في تبادل أفكارهما بواسطة مزج عقليهما معاً, فالزوج عليه أن يسر بسماع وجهة نظر زوجته لأنها تجعل اهتمامه بالعالم حوله مزدوجاً وشاملاً, والزوجة كذلك يجب أن توسع أفاق تفكيرها وهي ترى الأشياء بعيبي زوجها.
+ هذا يأتي بنا إلى دائرة الحياة العاطفية,
فعندما ندخل رباط الزوجية نكتشف أن الشخص الذي أحببناه يختلف عنا في استجابته العاطفية, وهكذا تصبح حياتنا معقدة, وفي كثير من الأحيان نجد صعوبة في فهم سبب الإحساسات والمشاعر التي تتملك كلامنا.
نجد أننا نختلف في استمتاعنا بالألوان, فكل واحد منا يحب لوناً يختلف عن ما يحبه الآخر, وكذلك يختلف في محبتنا للبلاد والأشجار والجبال والبحار والأماكن الجغرافية, ولأن الطعام يدخل في دائرة الاستجابة العاطفية فإننا نختلف في ما نحب ونكره من طعام.. بعض الناس المنبسطين يبدون وكأنهم يستمتعون بكل شيء, وأصحاب المزاج السوداوي يميلون للنظر إلى العالم نظرة تشاؤمية, وآخرون يميلون إلى جمود العاطفة ربما لدرجة يظهرون فيها أنهم باردون, وقساوة وغير مكترثين, ومتوحشين, وآخرون أفقهم ضيق في الاختبارات العاطفية, ولهذا فإن درجة إحساسهم بالسعادة أو بالحزن لا تصل إلى مقياسها إلى درجة علو أو عمق إحساس الآخرين.
إننا بعواطفنا نحس معاً, ومحبة الله الموهوبة لنا في المسيح هي العلاج الوحيد الذي به نستطيع قبول اختلاف الاستجابة العاطفية في شريك حياتنا.
إن عواطف المرأة تختلف عن عواطف الرجل, ولا يمكن أن نتوقع الاتفاق التام في إحساسنا العاطفي من جهة ما يصادفنا في العالم المحيط بنا.
لخص رجل جاء لاستشارتي مشكلته الزوجية كما فهمها بقوله "أنا لا أستطيع فهم زوجتي فهي تضحك من أشياء لا تثير الضحك, وتبكي لأسباب تافهة, وأحياناً تبكي بغير سبب".
قلت له: "إنك لم تستطع فهم عواطف زوجتك أبداً.. فهي تعيش في مستوى عواطفي يختلف تماماً عن مستواك, وأنا متأكد أنها تود أن تقول إنها كذلك لا تفهم عواطفك".
هذا حق, فإن كثيرين من الرجال ليس في قدرتهم فهم مشاعر زوجاتهم, وأكثر من هذا فإنهم ينزعجون من عواطفهن, ويحاولون تغيير هذه العواطف وفشلهم في هذا الأمر يدفعهم في الإحساس بالضيق والانزعاج.
إن الزوجين السعيدين هما اللذين يقدران كل واحد مشاعر الآخر وكيفية استجابته للأمور, وبهذا يصلان إلى نوع من الفهم لنوع تأثير مواقف الحياة على شريك الحياة.
علينا أن نقبل مشاعر شريك حياتنا كما نقبل أيضاً أسلوب تفكيره, والحب وحده يستطيع تغطية هذه الفجوة.
إن الزوج الذي يحقر مشاعر زوجته ويتهكم عليها يمكن أن يقودها إلى انهيار عاطفي.. إنه من الأفضل جداً أن نترك شريك الحياة يعبر عن مشاعره بحرية, وعلى الطرف الثاني أن يشاركه ما استطاع في أحاسيسه, بدلاً من أن يدفعه إلى كبت مشاعره في داخله حيث ترقد مختمرة منتظرة لحظة الانفجار.
إن من أجمل اللحظات في الحياة الزوجية, اللحظة التي يعبر فيها أحد الزوجين عن مشاعره, ويشاركه الطرف الثاني برقة ظاهرة, إن على كل طرف في الحياة الزوجية أن يشجع الطرف الآخر لإظهار عواطفه على السطح, ويقينا أن مزج مشاعر الزوجين معاً يعطي للزوج ثباته واستقراره واستدامته.
وهنا نقول أن العواطف الحقيقة, لا تكون عواطف إذا عبرنا عنها أمام الناس مراراً وبصوت مرتفع, إن التعبير العلني عن العواطف الزوجية أمام الآخرين هو بمثابة إخراج أثاثات البيت الجميلة في العراء, إنها جميلة ورائعة في مكانها, لكنها تبدو مشوشة في نور الشمس.
+ هذا يأتي بنا على البعد الجسدي في الحب بين الزوجين,
وهنا نقول أن الجاذبية الجسدية هي في العادة التي تدفع الرجل والمرأة إلى الزواج, ومع أن الفارق الجسدي بين الرجل والمرأة تظهر جاذبيته بقوة ووضوح, فإن هذه الجاذبية وحدها, لا يمكن أن تكون الأساس الصحيح لحياة زوجية سعيدة ناجحة طويلة المدى, لأن الزمن يسلبنا الكثير من صفاتنا الجسدية التي لعبت الدور الأكبر في الجاذبية في بداية زواجنا.
"الحسن غش والجمال باطل. أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح" (أم 31: 30).
"خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل" (أم 11: 22).
إن الفروق الجسدية بين الرجل والمرأة تذهب إلى أعمق مما تبدو في البداية, ليس فقط في أن جسم المرأة يختلف عن جسم الرجل, ولكن تصرفاتها كذلك تختلف عن تصرفاته.. الطريقة التي تمشي بها.. وتحرك بها ذراعيها.. وتجلس بها.. وتقوم بها.. وتهز بها رأسها.. وتتكلم بها.. وحتى الكلمات التي تختارها.. كل هذا تعكس أنوثتها.
واستجابة المرأة للعلاقة الجنسية تختلف عن استجابة الرجل, وإذ لم يفهم الرجل هذه الحقيقة فقد تحدث فجوة في علاقة الزوجين.
وسنتحدث بإفاضة عن الجنس في الزواج السعيد في فصل مستقل.
+ هذا يأتي بنا إلى الحديث عن البعد الروحي للحب في الحياة الزوجية,
ويقينا أن أول ما يجب أن يجذب اثنين من المؤمنين هو وحدة الاختبار الروحي, إن المؤمن المولود من الله لا يجب أن يختار زوجته على أساس حاجاته ورغباته, بل يجب أن يختارها لأن الله قاده بالصلاة المخلصة قيادة واضحة لهذا الاختيار, واستجابة الفتاة المؤمنة يجب أن تكون على ذات الأساس, وهو أن ذلك الرجل الذي وافقت على الزواج به, هو الرجل الذي اختاره الله ليكون شريكاً لحياتها.
لقد حذرنا الرب بوضوح لا غموض فيه من النير المتخالف مع غير المؤمنين ولكن في أحوال كثيرة يكتشف الزوجان بعد زواجهما, بحزن, أنه مع أنهما مؤمنان لكن اهتماماتهما الروحية واختباراتهما مع الرب تختلف في مستواها.
ولكي نصل إلى الزواج النموذجي السعيد, فعلى الزوجين أن يعضد الواحد الآخر روحياً.. إن الرجل يرى الرب يسوع المسيح من وجهة نظر الرجل, ومسئوليته أن يشارك زوجته في وجهة نظره عن المسيح, وعن نوع الحياة التي يريدها المسيح لهما.. والمرأة ترى المسيح من وجهة نظرها كامرأة, ومشاركتها لزوجها في وجهة نظرها ستعطي زوجها نوراً جديداً عن المسيح لا يستطيع أن يصل إليه وحده, ومزج وجهتي النظر سيعطي لكل من الزوجين عمقاً روحياً أكبر مما يقدر أن يحصل عليه وحده.
عندما تصل الاستجابات الروحية للمسيح إلى المستوى الذي تكون فيه غنية وممتلئة في حياة الزوجين, فإن الحب سيصل إلى قمته, ويسيطر على كل أبعاد الحياة الزوجية.
إن البعد الروحي سيحكم البعد العقلي في حياة الرجل والمرأة, وسيعطي لوناً جديداً لتقييمهما للحياة, وبالتالي سيحكم البعد العاطفي, وهذا كله يعد الزوجين للوحدة الجسدية في كمالها. لكي تكون حياتك الزوجية سعيدة, ومثمرة, ومستقرة, فإن عليك أن تحب بكل أبعاد الحب في الحياة, والحب درس نزداد علماً بدقائقه على مدى السنين, وبه يزداد الزواج قوة وثباتاً.
يحدث مراراً بعد الزواج أن يتنازل الزوج أو الزوجة عن اهتماماته السابقة ليتأقلم مع اهتمامات شريك حياته, وينتهي هذا التنازل بشعور المرارة, ولكن في الزواج السليم يقوم الحب الحقيقي بعمل كوبري يعبر عليه كل من الزوجين ليستمتع بما يحبه الآخر, فإذا تعلم الزوجان فن المشاركة في الاهتمامات, و الهوايات, والنشاطات, فإنهما سيحصلان على انسجام أعظم في حياتهما.
إن الحب في جوهره يعني أن يهب الواحد نفسه للآخر طوعاً واختياراً ومكافأة الحب الغنية هي السعادة الناجمة عن استجابة المحبوب لمن يحبه.
وواضح أنه لو وهب اثنان كل واحد منهما نفسه للآخر, فإن كل منهما يشعر بشعور الكمال والاكتفاء, وتتم في حياتهما كلمات ربنا "إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد" (مت 19: 6) وسيصبح بيتهما هيكلاً للحب النقي الذي يباركه المسيح.
"أكلة من القبول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة" (أم 15: 17).
"لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام" (أم 17: 1).
فهل أدركت أبعاد الحب في الحياة الزوجية – ومدى تأثير هذا الحب على سعادتك وهنائك؟!
- عدد الزيارات: 6037