الفصل الرابع - إذلال الجبار - الملك المجنون
الملك المجنون
"كل هذا جاء على نبوخذ نصر الملك. ند نهاية اثني عشر شهراً كان يتمشى على قصر مملكة بابل. وأجاب الملك فقال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. والكلمة بعد بفم الملك وقع صوت من السماء قائلاً "لك يقولون يا نبوخذ نصر الملك إن الملك قد زال عنك. ويطردونك من بين الناس وتكون سكناك مع حيوان البر ويطعمونك العشب كالثيران فتمضي عليك سبعة أزمنة حتى تعلم أن العلي متسلط غي مملكة الناس وانه يعطيها من يشاء" (دانيال 4: 28 _ 32).
"في تلك الساعة تم الأمر على نبوخذ نصر فطرد من بين الناس وأكل العشب كالثيران وابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور وأظفاره مثل الطيور" (دانيال 4: 28 _ 33).
"الكثير التوبخ المقسى عنقه بغتة يكسّر ولا شفاء" (أمثال 29: 1).
وقد وبخ الله الملك أكثر من مرة، وكلمه بالأحلام ومع ذلك لم يسمع، وكان لا بد أن يكسر.
وقد كسر الله الملك بغتة عندما ظهرت كبرياؤه واضحة، فقال في زهوه وتجبره "أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداره؟.. وأين جلال مجده؟
لقد تغير قلبه أو بتعبير آخر تغير عقله، فالقلب والعقل مترادفان في كلمة الله، واعطى عثل حيوان.
(اقرأ جامعة 2: 1 ولوقا 2: 51) لقد ضربه الله بالجنون.. جنون من النوع الذي يسميه طب العقل
"Lycanthropy"، وهو جنون يجعل من يصاب به يتصور أنه ذئب.. وفي حالة نبوخذ نصر تصور الملك بأنه ثور. ويسجل قاموس الطب النفسي "Dictionary of Psychological Medicine" : "إن هذا النوع من الجنون يسبب الفقدان التام لشخصية المريض به واعتقاده بأنه تغير إلى حيوان.. واكتشاف هذه الحقائق يعد من أهم الاكتشافات في تاريخ علم النفس"
لقد جن الملك العظيم، ضربه الله بالجنون بسبب كبريائه "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أمثال 16: 18)
ولسبع سنين عاش الملك نبوخذ نصر في هذا الهوان.
من الذي قام بمهام العرش خلال مدة جنونه؟
لعل دانيال قد قام بدور كبير في إعطاء المشورة لرجال البلاط الملكي. ولعله أخبرهم عن المدة الزمنية التي سيقضيها الملك بمرضه العقلي الذي نزل به إلى مرتبة الحيوان. ويقال أن الملكة زوجة نبوخذ نصر قد لعبت دوراً هاماً خلال هذه الحقيبة من التاريخ، وكانت تحترم وتقدر مشورة دانيال كل التقدير (دانيال 5: 9 - 12)
- عدد الزيارات: 20767