Skip to main content

الفصل الخامس - نهاية الإمبراطورية البابلية

الصفحة 1 من 10

خطر ببالي عدة عناوين لهذا الفصل، كان من الممكن أن يكون العنوان "نهاية الاستهتار الملكي"، وكان من الممكن أن يكون "ملك في موازين الله"، وكان من الممكن أن يكون "اليد الكاتبة على الحائط" ولكنني فضلت أخيراً أن يكون "نهاية الإمبراطورية البابلية" لأن هذا العنوان يتفق مع المسيرة النبوية للسفر.

يقدم الإصحاح الخامس من سفر دانيال حادثاً تاريخياً كما يقدم حديثاً نبوياً. أما الحادث التاريخي فهو المشهد الذي انتهت به الإمبراطورية البابلية وحلت محلها الإمبراطورية الفارسية المادية. وأما الحديث النبوي فهو أن هذه النهاية التي وصلت إليها بابل القديمة ستكون حتماً نهاية بابل الدينية، وبابل المدينة.

في بابل القديمة نور كيف ارتبطت الخطايا الجسدية بالعبادات الوثنية "كانوا يشربون الخمر ويسبحون آلهة الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر" (دانيال 5: 4). وفي بابل الدينية نجد ذات الارتباط بين ما يسمونه عبادة الله وبين الخطايا الجسدية الشريرة، فبابل الدينية نراها في سفر رؤيا يوحنا الإصحاح السابع عشر "متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها" (رؤيا 17: 4). في بابل القديمة كان الناس يسبحون آلهة الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب، وفي بابل الدينية نرى أن الناس "لم يتوبوا عن أعمال أيديهم حتى لا يسجدوا للشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب" (رؤيا 9: 20). وبابل المدينة القديمة سقطت فجأة (دانيال 5: 30 و 31) وبابل المدينة الحديثة ستسقط فجأة "من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الإله الذي يدينها قوي.. المدينة العظيمة بابل المدينة القوية. لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك" (رؤيا 18: 8 و 10). ويصف يوحنا الرائي سقوط بابل الفجائي بكلماته "ورفع ملاك واحد قوي حجراً كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد في ما بعد" (رؤيا 18: 21)

الكنيسة في هذا العصر تسير بسرعة مذهلة نحو التنظيم البابلي، حيث تتوحد الطوائف المسيحية في كنيسة واحدة تتحد مع الديانات العالمية بحجة أو هذا هو الطريق إلى السلام العالمي.

وفي بابل الدينية ترتكب أبشع وأفظع الخطايا. وفي بابل المدينة نجد التجارة في أجساد ونفوس الناس (رؤيا 18: 13)

وستنتهي بابل الدينية، وبابل المدينة كما انتهت بابل القديمة.

والملك الذي جاءت على يديه نهاية بابل القديمة "بيلشاصر"، هو رمز للحاكم العالمي القادم الذي ستأتي على يديه نهاية بابل الحديثة سواء كانت بابل الدينية أو بابل المدينة. فبيلشاصر الملك استهان بآنية بيت الله، والحاكم العالمي القادم سيكون "المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً" (2 تسالونيكي 2: 9) والذي سيعطيه الشيطان "قدرته وعرشه وسلطاناً عظيماً" (رؤيا 13: 2).. سيكون أن "الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه" (2 تسالونيكي 2: 8)

وهكذا نرى أن الحادث التاريخي كان رمزاً لإتمام الحديث النبوي في نهاية الأيام.

والآن إلى تفسير الإصحاح الخامس من سفر دانيال.

الخطايا الملكية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 30458