Skip to main content

عناصر الاختيار السديد - عنصر الأمور الصغيرة

الصفحة 7 من 7: عنصر الأمور الصغيرة

(6) عنصر الأمور الصغيرة

هناك أمور صغيرة قد يعتبرها البعض غير جوهرية, ولكنها تعمل عمل الذباب في الزواج, ذلك الذباب الذي قال عنه كاتب سفر الجامعة "الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار" (جا 10: 1).

وسأضع هذه الأمور مع هذه الباقة من النصائح:

(أ) كن أمينا ودقيقاً فيما تقدمه من معلومات عن نفسك احذر من أن تخدع من تتزوجها أو أن تخدعي من تتزوجيه من جهة: السن.. المركز المالي.. المستوى العلمي.. الحالة الصحية.

إن الزواج شركة عمر, وكل خداع سيكتشف إن آجلاً أم عاجلاً, وحين يتزوج إنسان على أساس الخداع في أي دائرة من دوائر الحياة, يعتبر الطرف المخدوع نفسه ضحية.. ويمتلئ قلبه مرارة, ويفقد ثقته في شريك حياته.. وتلون مرارة نفسه كل جوانب حياته الزوجية.

لقد زوج لابان ابنته ليعقوب بالخداع, وعن هذا نقرأ الكلمات:

"ثم قال يعقوب للابان أعطني امرأتي لأن أيامي كملت.. فجمع لابان جميع أهل المكان وصنع وليمة. وكان في المساء أنه أخذ ليئة ابنته وأتى بها إليه. فدخل عليها.. وفي الصباح إذ هي ليئة. فقال للابان ما هذا الذي صنعت بي أليس براحيل خدمت عندك. فلماذا خدعتني" (تك 29: 1 - 29).

وكانت نتيجة هذا الزواج الذي بني على الخداع, أن ليئة عاشت في جو الكراهية "ورأى الرب أن ليئة مكروهة" (تك 29: 31), وجو المذلة "الرب قد نظر إلى مذلتي" (تك 29: 32), والفجوة العميقة التي وجدت بينها وبين زوجها.

فقل الصدق الكامل في المعلومات التي تقدمها عن نفسك.. حتى لا تتسرب مرارة الإحساس بالخداع إلى بيتك.

(ب) استشر والديك

في الأيام القديمة كان الأب يتولى زواج ابنه, وكان الزوج يطلب فتاته من أبيها.. العصر الحديث قلب هذه المعايير.. ولكنني أنصحك حين تقبل على الزواج أن تستشير والديك. إن لهما من الخبرة في الحياة ما يجنبك الكثير من كوارث الأيام, وفوق خبرتهما هناك حبهما الشديد لك.. والحب إحساس مرهف دقيق.

واحذر أن تستهزئ بأبيك أو تحتقر أمك لأنك أصبحت أكثر منهما علماً أو مالاً.. واذكر كلمات أجور ابن متقية مسا:

"العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقورها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر" (أم 30: 17)

(جـ) لا تتزوج بغير رضا والديك ووالدي فتاتك:

لقد تزوج عيسو بغير رضا والديه, وكان زواجه سبباً في مرارتهما, ولما كان عيسو ابن 40 سنة اتخذ زوجة يهودت ابنة بيري الحثي وبسمة ابنة أيلون الحثي. فكانتا مرارة نفس لإسحق ورفقة, (تك 26: 34, 35).

بل كان أكثر من ذلك سبباً في ملل أمه من الحياة "وقالت رفقة لإسحق مللت حياة من أجل بناة حث. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الأرض فلماذا لي حياة" (تك 27: 46).

وكان مع هذا كله سبباً في تكدير اسحق أبيه "رأى عيسو أن بنات كنعان شريرات في عين اسحق أبيه" (تك 28: 8).

وكثيرون يقدمون على الزواج بغير رضا والديهم, ويكونون سبباً في حزن الآباء وتكدير حياتهم ومرارة نفوسهم.

إن الزواج الذي بحسب مشيئة الرب سيرضى عنه كل الأطراف, والدا الزوج ووالدا الزوجة, وسيقول الجميع "من الرب خرج الأمر" (تك 24: 50).

هذه هي العناصر الجوهرية في الاختيار, والتي تؤدي في اعتقادنا للزواج السعيد فادرسها بتدقيق. واطلب إرشاد الله في ضوئها ومن سار على الدرب وصل.

أول شيء الرجل المؤمن كإبراهيم, فالأمانة الحقيقية مصدرها الإيمان الحقيقي "فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً" (رو 4: 3).

 

والرجل الأمين هو ثانياً الرجل الممتلئ بالعاطفة الحية كيعقوب, لقد أحب يعقوب راحيل, كان دليل حبه لها استعداد للتضحية من أجلها "فخدم يعقوب براحيل سبع سنين, وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها" (تك 29: 20).

والرجل الأمين هو ثالثاً الرجل الصبور كأيوب "قد سمعتم بصبر أيوب" (يع 5: 11).

والرجل الأمين هو رابعاً رجل البصيرة والتمييز الروحي كداود اسمعه وهو يتحدث إلى سليمان ابنه "وأنت يا سليمان ابني أعرف إله أبيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار فإذا طلبته يوجد منك, وإذا تركته يرفضك إلى الأبد" (1أخ 28: 9).

والرجل الأمين هو خامساً رجل الصلاة كإيليا "كان إيليا إنسانا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً, وأخرجت الأرض ثمارها" (يع 5: 17, 18).

والرجل الأمين هو سادساً رجل الطهارة كدانيال. "أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه. فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس" (دا 1: 8).

لقد أوصى بولس ثيموثاوس قائلاً "لا يستهن أحدا بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة" (1 تي 4: 12).

"أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (1 تي: 2: 22).

والرجل الأمين هو سابعاً رجل المبادئ المسيحية كبولس الذي كتب لتيموثاوس قائلاً "وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبتي وصبري واضطهادي وآلامي" (2 تي 3: 10, 11).

هذه هي صفات الرجل الأمين, والفتاة المؤمنة يجب أن ترى هذه الصفات في الشاب الذي سيشاركها حياتها وعمرها قبل أن توفق على الزواج به.

ويقينا أن هناك عوامل أخرى وراء كل اختيار خاطئ.

ذات مرة اجتمعت بعدد غير قليل من الشبان والشابات في ندوة دار الحديث فيها حول "الزواج".. قلت لهم: قبل أن أبدأ الحديث أريد أن أسأل كل واحد منكم وكل واحدة منكن هذا السؤال: لماذا تتزوج ولماذا تتزوجين؟!

كانت الإجابات كما يلي:

+ إنني سأتزوج لأن "ماما" تقول لي أن هذا مصير كل فتاة, ومن الأفضل أن أصل عاجلاً إلى مصيري المحتوم.

+ سأتزوج لأن كل زميلاتي في الدراسة يتزوجن, فلماذا أشذ عن الجموع.

+ سأتزوج لأنني أريد أن أؤسس لنفسي بيتاً ولا بد من فتاة تشتغل وتكسب لتساعدني في هذه الأيام الصعبة على تأسيس بيتي.

+ سأتزوج لأشبع دافعي الجنسي بطريقة حلال.

+ سأتزوج لأني أخشى أن يفوتني قطار الزواج.

+ سأتزوج لأن المجتمع يزعجني دائماً بالسؤال: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟

ومن هذه الإجابات خرجت بالأسباب التي تدفع الكثيرين إلى الزواج وهي إما أسرية, أو اجتماعية, أو مادية, أو جنسية لكنها في مجموعها لا تكون الأسس الصالحة للزواج السعيد, وتدفع الشاب أو الفتاة إلى الاختيار الخاطئ الذي يولد الحسرة والندم بقية العمر.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 16381