عناصر الاختيار السديد - عنصر الصلاة الحارة
(2) عنصر الصلاة الحارة:
أخذ عبد إبراهيم عشرة جمال مولاه ومضى وجميع خيرات مولاه في يده, وذهب إلى آرام النهرين إلى مدينة ناحور, وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت خروج المستقيات.. ثم صلى..
وكانت صلاته على أساس الوعد الذي نطق به إبراهيم "الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي والذي كلمني والذي أقسم لي قائلاً لنسلك أعطى هذه الأرض هو يرسل ملاكه أمامك فتأخذ زوجة لابني من هناك" (تك 24: 6).
والصلاة المستجابة هي الصلاة المؤسسة على مواعيد الله ومشيئته المعلنة في كلمته "وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (1يو 5: 14).
وكانت صلاته كذلك لطلب الإرشاد الإلهي للفتاة المنية للزواج من اسحق, ووضع علامة الرب ليتأكد بها من استجابة صلاته.
وهذه هي صلاة عبد إبراهيم "أيها الرب إله سيدي إبراهيم يسر لي اليوم واصنع لطفاً إلى سيدي إبراهيم. ها أنا واقف على عين الماء وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماء فليكن أن الفتاة التي أقول لها أميلي جرتك لأشرب فتقول اشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً هي التي عينتها لعبدك إسحق. وبها أعلم أنك صنعت لطفاً إلى سيدي" (تك 24: 12 - 14).
الصلاة إذا عنصر هام, بل هي العنصر الأهم لمعرفة مشيئة الله بخصوص شريكة الحياة أو شريك الحياة.
ويجدر أن أقول هنا إن الصلاة لطلب الإرشاد في الزواج يجب أن تبدأ قبل البحث عن الفتاة, لا بعد وجودها, ذلك لأننا إن وجدنا الفتاة أو الشاب قبل الصلاة فسوف تتشكل نظرتنا بالظروف ويتعذر علينا معرفة مشيئة الله الصالحة: وقد سبق أن قلت أن العبد قد وضع علامة للرب للتأكد من استجابة صلاته, وفي العهد الجديد, أولاد وبنات الله المولودين منه يسكن فيهم الروح القدس, ويقودهم قيادة واضحة حين يخضعون لصوته الإلهي اللطيف "لأن كل الذي ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14).
فروح الله يمنح سلاماً فياضاً للمؤمن المسلم تماماً لمشيئة الله, سيما في أمر خطير يرتبط بحياته وسعادته على هذه الأرض.
فلتكن صلاتك حارة, أمينة, هدفها مجد الله وبناء بيت يعبد فيه, ويكرم اسمه.. واحذر من أن تعرف كما فعل شاب انجليزي اسمه "جاكسون" أحب فتاة اسمها "بيتي" ورفع لله هذه الصلاة: "يا رب أرجو أن ترشدني إلى شريكة لحياتي, ولتكن هذه الفتاة هي "بيتي"!!".
إن صلاة من هذا الطراز بلا معنى.. إنها ليست لطلب الإرشاد الإلهي لكنها لفرض إرادة الإنسان على الله.
وحين تصلي لطلب إرشاد الله في الزواج يجب أن تتأكد تماماً من أن كل خطواتك تسير وفق مشيئة الله المعلنة في كلمته.. فإهمال ناحية ما قد يقودك إلى التردي في شباك العدو, وإلى زواج ليس بحسب مشيئة الله الصالحة المرضية الكاملة.
- عدد الزيارات: 16379