صورة الرجل الأمين
والآن ما هي الصورة التي رسمها الكتاب المقدس للرجل الأمين؟
نقرأ في سفر الأمثال الكلمات "أكثر الناس ينادون كل واحد بصلاحه. أما الرجل الأمين فمن يجده" (أم 20: 6).
كما يبحث الشاب المؤمن عن "المرأة الفاضلة", كذلك يجب على الفتاة المؤمنة أن لا توافق على الزواج من رجل غير أمين. لقد صدقت تلك الأخت الأمريكية المكرسة حين قالت "خير ألف مرة أن تبقى الفتاة بغير زوج من أن تتزوج رجلاً ينغص حياتها. ويتعب نفسيتها ويسلب منها سلام قلبها وروحها".
والرجل الأمين هو أولاً وقبل كل شيء الرجل المؤمن كإبراهيم, فالأمانة الحقيقية مصدرها الإيمان الحقيقي "فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً" (رو 4: 3).
والرجل الأمين هو ثانياً الرجل الممتلئ بالعاطفة الحية كيعقوب, لقد أحب يعقوب راحيل, كان دليل حبه لها استعداد للتضحية من أجلها "فخدم يعقوب براحيل سبع سنين, وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها" (تك 29: 20).
والرجل الأمين هو ثالثاً الرجل الصبور كأيوب "قد سمعتم بصبر أيوب" (يع 5: 11).
والرجل الأمين هو رابعاً رجل البصيرة والتمييز الروحي كداود اسمعه وهو يتحدث إلى سليمان ابنه "وأنت يا سليمان ابني أعرف إله أبيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار فإذا طلبته يوجد منك, وإذا تركته يرفضك إلى الأبد" (1أخ 28: 9).
والرجل الأمين هو خامساً رجل الصلاة كإيليا "كان إيليا إنسانا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً, وأخرجت الأرض ثمارها" (يع 5: 17, 18).
والرجل الأمين هو سادساً رجل الطهارة كدانيال. "أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه. فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس" (دا 1: 8).
لقد أوصى بولس ثيموثاوس قائلاً "لا يستهن أحدا بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة" (1 تي 4: 12).
"أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (1 تي: 2: 22).
والرجل الأمين هو سابعاً رجل المبادئ المسيحية كبولس الذي كتب لتيموثاوس قائلاً "وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبتي وصبري واضطهادي وآلامي" (2 تي 3: 10, 11).
هذه هي صفات الرجل الأمين, والفتاة المؤمنة يجب أن ترى هذه الصفات في الشاب الذي سيشاركها حياتها وعمرها قبل أن توفق على الزواج به.
ويقينا أن هناك عوامل أخرى وراء كل اختيار خاطئ.
ذات مرة اجتمعت بعدد غير قليل من الشبان والشابات في ندوة دار الحديث فيها حول "الزواج".. قلت لهم: قبل أن أبدأ الحديث أريد أن أسأل كل واحد منكم وكل واحدة منكن هذا السؤال: لماذا تتزوج ولماذا تتزوجين؟!
كانت الإجابات كما يلي:
+ إنني سأتزوج لأن "ماما" تقول لي أن هذا مصير كل فتاة, ومن الأفضل أن أصل عاجلاً إلى مصيري المحتوم.
+ سأتزوج لأن كل زميلاتي في الدراسة يتزوجن, فلماذا أشذ عن الجموع.
+ سأتزوج لأنني أريد أن أؤسس لنفسي بيتاً ولا بد من فتاة تشتغل وتكسب لتساعدني في هذه الأيام الصعبة على تأسيس بيتي.
+ سأتزوج لأشبع دافعي الجنسي بطريقة حلال.
+ سأتزوج لأني أخشى أن يفوتني قطار الزواج.
+ سأتزوج لأن المجتمع يزعجني دائماً بالسؤال: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
ومن هذه الإجابات خرجت بالأسباب التي تدفع الكثيرين إلى الزواج وهي إما أسرية, أو اجتماعية, أو مادية, أو جنسية لكنها في مجموعها لا تكون الأسس الصالحة للزواج السعيد, وتدفع الشاب أو الفتاة إلى الاختيار الخاطئ الذي يولد الحسرة والندم بقية العمر.
- عدد الزيارات: 11154