سفرا هوشع النبي وحجي
الفصل الثالث
دعوة المسيح من مصر
النبوة: "لما كان إسرئيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابني" (هوشع 11: 1).
الإتمام: "فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت ابني" (متى 2: 14و 15).
التعليق: إن هذه النبوة مزدوجة الغرض لأن لها وجهة تاريخية هي دعوة إسرائيل من مصر على يد موسى وهارون، ووجهة نبوية هي دعوة المسيح (الذي دعي في النبوات "إسرائيل" مراراً كثيرة) وهو غلام من بعد وفاة هيرودس الكبير. لما أمر الله فرعون بإطلاق شعبه قال له: “أطلق ابني البكر" فالذين يحبهم الله يخرجهم من عبودية الشيطان إلى حرية مجد أولاد الله. ونص الإنجيل على أن هذه النبوة تمت في شخص المسيح إتماماً صريحاً (متى 2: 15)، وكان خروج بني إسرائيل من أرض مصر رمزاً ظاهراً إلى دعوة المسيح من أرض مصر.
المسيح مشتهى كل الأمم
النبوة: "هي مرة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة. وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود... مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود. وفي هذا المكان أعطي السلام قال رب الجنود... إني أزلزل السموات والأرض... وأقلب كرسي الممالك وأبيد قوة ممالك الأمم" (حجي 2: 6- 9 و22)
الإتمام: "الذي صوته زعزع الأرض حينئذ وأما الأن فقد وعد قائلاً إني مرة أيضاً أزلزل لا الأرض فقط بل السماء أيضاً. فقوله مرة أيضاً يدل على تغيير الأشياء المتزعزعة كمصنوعة لكي تبقى التي لا تتزعزع. لذلك ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى. لأن إلهنا نار آكلة” (عبرانيين 12: 26- 29).
التعليق: دُعي المسيح "مشتهى كل الأمم" لأن فيه تتبارك كل قبائل الأرض. فهو المسيح المنظر، والمسيح المشتهى من جميع أخيار الناس في كل الأمم، ومن جميع أولئك الذين فهموا حقائق ما ترمي إليه تلك النبوات الحقة المسطورة في العهد القديم جيداً. لاحظوا أيضاً أن بلعام الموآبي تكلم في أرض موآب وفي عصر موسى عن كوكب يبرز من يعقوب، وأن أيوب الذي عاش قبل عصر إبراهيم تكلم عن فاديه الحي، وأن يهوداً رجالاً أتقياء من كل أمة تحت السماء كانوا ساكنين في أورشليم وكانوا في كل حين منتظرين زلزلة السموات والأرض (ولو بهيئة طبيعية) وإتيان المسيح مشتهى كل الأمم. فمن ذا الذي دعي "مشتهى كل الأمم" إلا الذي أتى وبذل حياته مختاراً ليحيي الأمم اللاجئين إليه جميعاً بصفة كونه حمل الله الذي يرفع خطية العالم كله؟ هذا هو سيدنا يسوع المسيح وحده.
ويقول المفسرون الحرفيون (علاوة على ما ذكر) أن هذه الآية النبوية تشير أيضاً إلى قلب كراسي الممالك وإنزال الملوك عنها (حرفياً) وذلك كله يحدث استعداداً لمجيء المسيح الثاني. ومن أدهش الأمور كثرة الملوك الذين انقلبت كراسيهم في هذه الأيام الأخيرة. ومشتهى الأمم المشار إليه في النبوة هو سيدنا يسوع المسيح، وهو الذي سيأتي بقوة ومجد كثير.
- عدد الزيارات: 4763