مقدمة
كلمة (الكهنوت) على وزن (الملكوت) و (الجبروت)، هي المصدر من كلمة (كاهن). وكلمة (كوهين) العبرية المرادفة للكلمة الأخيرة، تدل على "الاقتراب من الله على أساس ذبيحة مقبولة أمامه"، كما تدل على "الإنباء بأموره تعالى للآخرين"، وذلك بوصف العمل الثاني مترتباً على العمل الأول، أما الكلمة اللاتينية المترجمة "كاهن" فمعناها، كما يقول علماء اللغات، "يأتي المعبر" ولذلك فالمراد بها أن الكاهن هو الشخص الذي يعبر العالم ليأتي إلى الله. ومن ثم كان للكهنوت أهمية عظيمة لدى أتقياء اليهود في العهد القديم، كما له الآن لدى أتقياء المسيحيين في العهد الجديد- أما "الكهانة" بمعنى "العرافة" فلا شأن لها بهذا الكهنوت، لأنها التكهن أو الادعاء بمعرفة الأمور المستقبلة، بواسطة الاتصال بالأرواح الشيطانية أو الجان (كما يقال)، ولذلك يجب عدم الخلط بينهما.
وبالرجوع إلى الكتاب المقدس يتضح لنا أن أسمى كهنوت وأفضله هو كهنوت المسيح. وقد أشار إليه العهد القديم برموز متنوعة، وأعلن عنه العهد الجديد بإسهاب في آيات متعددة. ومن ثم رأينا من الواجب أن نقتصر حديثنا في الجزء الأول من كتاب "الكهنوت"، على كهنوته له المجد. وذلك بعد التمهيد له بكلمة عن ضرورة الكفارة، التي هي السبب الرئيسي في قيامه. وكلنا رجاء أن يبارك الله هذا البحث، لأجل مجده وخير المؤمنين الحقيقيين، إنه سميع مجيب.
- عدد الزيارات: 3136