الفصل الثاني: أيديولوجية وتنظيم - العبد ونظامه
العبد ونظامه
نظامهم غريب من نوعه بين الفرق المسيحية وأقرب في تركيبته إلى المنظّمات العالميّة منه إلى النظام المسيحي الكنسي. تتألف المنظمة من مناصب عديدة تتشّعب من المركز الرئيسي لها في بروكلين- نيويورك لتمتد إلى الجماعات المحلية الصغيرة. أما اليد المحركة للمنظمة بكل فروعها فهي "الهيئة الحاكمة لشهود يهوه"، وتتألف الهيئة من 18 شخصاً ينتخبهم أعضاء المركز الرئيسي في بروكلين في جو سرّي تام، وتنتخب الهيئة بدورها رئيساً لها من صفوفها.
تصف برج المراقبة طبيعة نظامها وترتيبه بالثيوقراطي، فتجعل الله يهوه رأساً، ثم يليه الملك يسوع المسيح، فالهيئة الحاكمة بشتى لجانها وفروعها، كما يتضح من التركيبة الهرمية في الرسم التالي:
الله يهوه |
صف "العبد الأمين الحكيم" (متى 24: 45-47) |
الهيئة الحاكمة |
لجنة التعليم |
لجنة الخدمة |
لجنة الموظفين |
لجنة النشر |
لجنة التأليف |
لجنة الرئاسة |
النظام الثيوقراطي، عن " مجلة برج المراقبة" 1/4/1970
تقدّر أرباح المنظمّة ودخلها السنوي بأكثر من 350 مليون دولار. ومن مواردها المطبوعات، التي تُباع للشهود بسعر زهيد، لكنها مع ذلك تدرّ على المنظّمة أرباحاً طائلة بفضل توفّر عدة عوامل مساعدة هي:
أ - عدم احتياج المنظّمة للمطابع ودور النشر، فهي تطبع الكتب في المركز الرئيسي في بروكلين، حيث تملك المنظّمة إحدى أكبر مطابع العالم على الإطلاق، فضلاً عن مطابع عدّة في بلدان أخرى.
ب - عدم احتياجها إلى مواد الطباعة، إذ تصنعها بنفسها.
ت - تطبع الكتب والمجلات بملايين النسخ، الأمر الذي يخفّض من كلفتها.
ج - عدم احتياج المنظّمة إلى أيدٍ عاملة، فالأتباع هم عمّال متطوّعون وزبنٌ مضمونون في الوقت ذاته. وللتهرب من النظام الضريبي في بعض البلدان تتجنب الجمعية بيع الكتب، فتوزعها مجاناً أو تأخذ مقابلها التبرعات.
أما الموارد الأخرى والأهم فهي اشتراكات الشهود وتبرعاتهم وممتلكاتهم. غالبية المشايعين يتركون ثروتهم للمنظمة التي تحثّ المسنّين منهم على كتابة الوصية قبل أن توافيهم المنّية، فتتسرب الثروة إلى الخارج. والأموال الواردة يُخصص بعضها للخدمة الدعائية والبعض الأخر يتم استثماره.
تفتقر برج المراقبة إلى أهم مقومات وصفات المسيحية المتمثلة بالروح الساعية إلى فعل الخير للإنسان. فلا تكرس جهداً أو مالاً لإقامة مستشفيات أو مدارس أو دور للأيتام والعجزة والمعاقين، ولا تعين الجياع والمحتاجين لاعتقادها، أنّ مدّ يد العون للمنكوبين في هذا العالم هو ضد الإرادة الإلهية. لقد تأسست كجمعية لنشر وتوزيع الكتب، ولازالت هكذا رغم صبغتها الدينية.
تتفوّق منظمة برج المراقبة على غيرها من البدع المعاصرة في العمل الكرازي. ويرجع نجاحها إلى ثلاثة عوامل، هي:
أ - الدّعم المالي للكرازة والذي يتراوح ما بين 30 إلى 40 مليون دولار للسنة الواحدة.
ب - الخدمة الإلزامية المجانية التي يقوم بها شهود يهوه.
ت - حسن استخدامها لوسائل الدعاية، وأهمّها المطبوعات.
هذه العوامل أهّلتها إلى نشر معتقداتها في أكثر من مائتي بلد في العالم، كما عملت على ازدياد نسبة أعضائها الفعّالين بشكل خيالي. وفي إحصائياتها لسنة 2008 تقول بأن عدد أعضائها الفعّالين يبلغ "نحو 6.000.000 شاهد في أكثر من 230 بلدا"وأنها طبعت "ما يزيد عن 28 مليون كتاب بما فيها أكثر من 2.6 مليون كتاب مقدس". [23]
- عدد الزيارات: 16462