Skip to main content

الفصل الرابع عشر: شهود يهوه على الباب.. ما العمل؟

ينبغي علينا كمسيحيين رفض عروضهم واتّخاذ موقفاً حاسماً ثابتاً تجاه تعاليمهم المنحرفة. ليس عن طريق قذفهم بعبارات تتنافى مع الآداب أو وصد الباب في وجوههم، الأمور التي لا تتّفق مع الروح المسيحية، بل ينبغي التعبير عن رفضنا لتعاليمهم بطريقتين:

أ - يمكننا أن نُفهمهم بأدب أنّ زيارتهم غير مرغوب فيها، إذ لنا إيماننا الخاص.

ب – أما إن ثقّل الرب قلوبنا للتكلّم معهم، فلا نتردّد في دخول حوار موضوعي هادف وبنّاء، مع عدم الإهمال بإعطائهم عظة روحية نهزّ بها أركان تعاليمهم.

أما استقبالهم بحفاوة والإصغاء إلى تعاليمهم بسرور دون اعتراض فيجلبان معهما متاعب جمّة لا حصر لها، إذ أن الزيارات ستتوالى بعدئذٍ بلا انقطاع حتى يجد الإنسان نفسه يوماً ما مضطراً، إما إلى طردهم أو إلى الرضوخ لهم.

ولا تخفى علينا أساليبهم المتبعة لكسب الناس، والتي يصفوها بأنفسهم كالتالي:

"واليوم،‏ حيثما أمكن،‏ يحاول شهود يهوه أن يذهبوا إلى كل بيت مرارا عديدة فيالسنة،‏ طالبين أن يتحدثوا دقائق قليلة إلى صاحب البيت حول موضوع محلي أو عالميمثير للاهتمام. ويمكن التأمل في آية أو اثنتين. إذا اظهر صاحب البيت الاهتمام،‏يمكن أن يرتِّب الشاهد للعودة في وقت مناسب لمزيد من المناقشة. وتُقدَّم الكتبالمقدسة والمطبوعات التي تشرح الكتاب المقدس،‏ وإذا رغب صاحب البيت يُعقد معه درسبيتي مجاني في الكتاب المقدس".[145]

يجب توفّر شرطين أساسيين في من يرغب محاورتهم: أن يكون ملمّاً بالكتاب المقدس، وأن يكون مطّلعاً على تعاليمهم ومتّخذاً موقفاً صامداً منها. فليس من الحكمة أن يخوض المرء حديثاً عقائدياً مع شهود يهوه، فيما تعوزه هذه الشروط، لأنّه سيجد نفسه مغلوباً ومضطراً بالتالي، إمّا للدفاع بثورة وغضب أو للتسليم بمعتقداتهم، وفي كلتا الحالتين هم الظافرون.

وفي حديثنا معهم يمكننا أن نلاحظ النقاط التالية:

1 - أن نبيع ولا نشتري، أي أن نعرض عليهم ما لدينا من حقائق روحية يجهلونها، علّها تكون بركة لحياتهم، مع عدم إضاعة الوقت في الإصغاء إليهم. فشهود يهوه يدخلون البيوت ليس بقصد التحاور والنقاش وتبادل خبرات الإيمان، وإنما لغرض أساسي هو زعزعة إيمان الناس وحشوا الأدمغة بتعاليم جمعية برج المراقبة؛ هذا يتم بإتباع منهاج خاص تتدربوا على ممارسته، وبرامجهم التعليمة مدروسة بدقة بالغة ومنظمة بحيث تتناسب مع ثقافة كل شخص وخلفيته الدينية.

2 - لنتجنب قدر الإمكان خوض المناقشات المطوّلة حول عقائدهم، الأمر الذي لا يجدي نفعاً ولا يحوز أيّة قيمة روحية.

3 - لا نُفسح لهم المجال للثرثرة والتحدّث بلا انقطاع، أو الانتقال من موضوع إلى آخر في كلمة الله بغية التمويه والتهرّب من سؤال محرج نوجّهه إليهم.

4 - ليكن شخص الرب يسوع المسيح محور حديثنا، فنلفت انتباههم إلى أمجاده ونجعلهم يتأملّون في شخصه.

5 - يجب التنبيه على كونهم خطاة هالكين وأنهم بحاجة إلى غفران المسيح.

6 - لنخبرهم عن اختباراتنا مع المسيح ومركزنا فيه كأولادٍ لله.

7 - لنكن في قلوبنا مصلّين لكي يؤيّدنا إلهنا بقوة روحه، لأنّه "لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود" (زكريا 4: 6).

لينعم علينا رئيس إيماننا ومكمّله الرب يسوع المسيح، أن نجاهد الجهاد الحسن ونكمل السعي في الحفاظ على إيماننا الأقدس "المسلّم مرةً للقديسين". ومع إننا نراهم اليوم بأم أعيننا غصناً مزدهراً ينمو ساقه وتتكاثر ثماره، علينا ألاّ نيأس أو نخور، لأنّ الموعد المعيّن من الله لاستئصاله آتٍ عاجلاً أم آجلاً، ولنا ثقة كاملة في وعد الرب الصادق والأمين "كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع" (متى 15: 13).

  • عدد الزيارات: 3021