الإصحاح الحادي والثلاثون: إعلان زكاوته (زكيٌّ أنا) - إشفاق في البيت وفي الخارج
(ع13-23) إشفاق في البيت وفي الخارج.
هنا يتوسع فيما يتناوله من قبل- الأمر الذي ينكره عليه أصحابه- أي إحسانه وعطفه واستقامته. وإذ يبدأ بالبيت الذي لم يكن ترتيبه وتنسيقه سوى نتاج طهارة سيده، الطهارة الدفينة. فإنه يثبت أنه كان يتساوى في كل معاملاته مع عبيده، معترفاً بأن لهم وله الطبيعة الواحدة، والموقف الواحد قدام الله الذي لا يحابي الوجوه. ثم يتقدم إلى الفقراء المعوزين فيقول أن اليتيم والأرملة كانا يقاسمانه الطعام، وإنه كان يمنحنهما الدفء بما يعطيهما من ثياب. وخلاصة القول: كان أباً لليتامى و إبناً للأرملة، وهنا نجد أنفسنا أمام صورة واقعية "للديانة الطاهرة النقية".
وإذ يتحدث عن إحساناته يبيّن كيف إنه لم يستغّل أي حق شرعي مما يمكن أن يبرره إزاء أية معاملة قاسية مع المعوزين. فلما رأى "عونه في الباب". أي القضاة الذين على استعداد أن يؤيدوه، ليس كمن يرشوهم، بل تقديراً منهم لمطالبه العادلة. لم يرفع دعوى ضد اليتامى. وإذا كان قد هزّ، أو رفع، يده عليهم، يقول "لتسقط عضدي من كتفي" إزاء هذا جميعه لا يسعنا إلا أن نقول: هذا حق وجميل، ولكن لماذا يتكلم عنه؟ لماذا لم يترك مخافة الله تحفظه من هذه الأمور عوض الافتخار بها؟.
- عدد الزيارات: 17094