الفصل الخامس - نهاية الإمبراطورية البابلية - وزن الله حياة بيلشاصر في ميزان الحب
وزن الله حياة بيلشاصر في ميزان الحب.
والحب أنواع.. هناك الحب الشهواني الذي يهدف إلى التمتع بجسد المحبوب. وهناك الحب الإنساني، حب الأصدقاء والخلان.. وهناك الحب الإلهي الحب الذي مصدره الروح القدس في حياة المؤمن "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رومية 5: 5)
هذا الحب الأخير هو الحب الذي يطلبه الله من كل واحد.. هو الحب الذي وصفه بولس في إصحاحه العظيم في رسالته للكورنثيين.
"المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تننتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبداً" (1 كورنثوس 13: 4 - 8)
فالحب الذي مصدره الروح القدس يتأنى ويرفق، ولا يحسد، ولا يتفاخر ولا ينتفخ، ولا يقبح، ولا يطلب ما لنفسه فهو ليس حباً أنانياً نفسانياً، ولا يحتد، ولا يظن السوء، ولا يفرح بالإثم فهو يتألم حين يرى الإثم منتشراً، بل يفرح بالحق.. إنه حب يحتمل كل شيء.. ويصدق كل شيء.. ويرجو كل شيء.. ويصبر على كل شيء.. إنه حب أبدي "لأن الله محبة"
ومن يقف أمام ميزان الحب؟
لقد وزن الله بيلشاصر الملك في الميزان، وأعلن له نتيجة وزنه "وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً"
وزن الله حياة بيلشاصر في ميزان الاحتمال.
وأعني بميزان الاحتمال.. احتمال النجاح، واحتمال الفشل وقد وجد ناقصاً في الدائرتين.
ففي دائرة النجاح قاده النجاح إلى التعظم على رب السماء. تماماً كما حدث مع عزيا الملك الذي نقرأ عنه "وفي أيام طلبه الرب أنجحه الله.. وامتد اسمه إلى بعيد إذ عجبت مساعدته حتى تشدد. ولما تشدد ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه" (2 أخبار 26: 5 و 15 و 16).
أجل تعاظم بيلشاصر على رب السماء ودنّس في كبرياء قلبه آنية بيت الله.
وفي دائرة الفشل ارتعب أمام طرف اليد الكاتبة.
والتجارب قد تحرقك فتحولك إلى رماد. والتجارب قد تثير شكوكك فتحولك إلى ملحد.
والتجارب قد تصقلك وتزيل زغل حياتك فتحولك إلى سراج موقد.
لقد حذّر موسى الشعب القديم من تجارب النجاح فقال "لأن الرب إلهك آت بك إلى أرض جيدة أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال. أرض حنطة وشعير وكرم تين ورمان. أرض زيتون زيت وعسل. أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزاً ولا يعوزك فيها شيء. أرض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاساً. فمتى أكلت وشبعت تبارك الرب إلهك لأجل الأرض الجيدة التي أعطاك. احترز من أن تنسى الرب إلهك.. لئلا إذا أكلت وشبعت وبنيت بيوتاً جيدة وسكنت يرتفع قلبك وتنسى الرب إلهك" (تثنية 8: 7 - 18)
- عدد الزيارات: 30459