الفصل الخامس - نهاية الإمبراطورية البابلية - خطة تدنيس الأواني المقدسة الهيكلية
خطة تدنيس الأواني المقدسة الهيكلية
"وإذ كان بيلشاصر يوق الخمر أمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي أخرجها نبوخذ نصر أبوه من الهيكل الذي في أورشليم ليشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه. حينئذ أحضروا آنية الذهب التي أخرجت من هيكل الله الذي في أورشليم وشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه" (دانيال 5: 2 و 3)
لقد رأينا في الإصحاح الأول كيف ذهب الملك نبوخذ نصر إلى أورشليم وحاصرها. ولم تكن قوته العسكرية هي التي أعطته النصر، بل كان الرب سيد الأرض كلها هو الذي سلم لنبوخذ نصر يهو ياقيم وبعض آنية بيت الله.
"وسلم الرب بيده يهو ياقيم ملك يهوذا مع بعض آنية بيت الله فجاء بها إلى أرض شنعار إلى بيت إلهه وأدخل الآنية إلى خزانة بيت إلهه" (دانيال 1: 2)
هذه الآنية كانت آنية مقدسة. بمعنى أنها كانت مخصصة بالكلية للاستخدام في بيت الله. ولكن بيلشاصر في كبرياء قلبه تحدى الإله الحي، واستهان بآنيته المقدسة فأمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي أخرجها نبوخذ نصر أبوه من الهيكل ليشرب بها الخمر في وليمته الماجنة. وكان استخدام آنية بيت الله في هذه الوليمة الدنسة تعظماً على رب السماء كما قال دانيال للملك بيلشاصر "بل تعظمت على رب السماء فأحضروا قدامك آنية بيته وأنت وعظماؤك وزوجاتك وسراريك شربتم بها الخمر وسبحت آلهة الفضة والذهب والنحاس والحديد والخشب والحجر التي لا تبصر ولا تسمع ولا تعرف. أما الله الذي بيده نسمتك وله كل طرقك فلم تمجده" (دانيال 5: 23)
وهنا يجدر بنا أن نذكر أن جسد المؤمن هو آنية مقدسة لخدمة الرب.
"أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم. لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله" (1كورنثوس 6: 19 و 20)
وأن من يدنس هذا الجسد بالزنا أ, بالخمر يعرض نفسه للوقوع تحت يد التأديب الإلهي "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عبرانيين 10: 31)
"أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم. إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو" (1 كورنثوس 2: 16 و 17)
ولقد دنس أحد المؤمنين في كنيسة كورنثوس جسده بالزنى مع امرأة أبيه، وحكم عليه بولس الرسول قائلاً "قد حكمت.. باسم ربنا يسوع المسيح.. أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" (1 كورنثوس 5: 3 - 5)
إ، على المؤمن أن يحفظ نفسه طاهراً لكي يستخدمه الرب حسب إرادته كما يقول بولس لتيموتاوس "ولكن في بين كبير ليس آنية من ذهب وفضة فقط بل من خشب وخزف أيضاً وتلك للكرامة وهذه للهوان. فإن طهر أحد نفسه من هذه يكون إناء للكرامة مقدساً نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح" (2 تميوثاوس 2: 20 و 21)
وكما أن حياة القداسة، أي حياة الانفصال عن الشر، والتكريس الكامل للرب هي شرط لجعل المؤمن مستعداً لكل عمل صالح، كذلك معرفة الكتاب المقدس ودرسه وفهمه والتشبع بحقائقه ومعانيه يجعل المؤمن متأهباً لكل عمل صالح كما قال بولس لتيموثاوس أيضاً "وأما أنت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت عارفاً ممن تعلمت. وأنك منذ الطفولة تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع. كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عم لصالح" (2 تيموثاوس 3: 14 - 17)
لقد استهان الملك بيلشاصر بالله ودنّس آنية بيته.
- عدد الزيارات: 30462