Skip to main content

الفصل الأول - دانيال كاتب السفر - الخلفية التاريخية لسفر دانيال

الصفحة 2 من 14: الخلفية التاريخية لسفر دانيال

الخلفية التاريخية لسفر دانيال

وسنبدأ أولاً بالحديث عن الخلفية التاريخية لسفر دانيال، ونجد هذه الخلفية في سفر أخبار الأيام الثانية في الكلمات "كان يهو ياقيم ابن خمس وعشرون سنة حين ملك إحدى عشر سنة في أورشليم وعمل الشر في عيني الرب إلهه. عليه صعد نبوخذ نصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل. وأتى نبوخذ نصر ببعض آنية بيت الرب إلى بابل وجعلها في هيكله في بابل" (2 أخبار 36: 5- 7) وهذه الكلمات تتفق تماماً مع بداية الإصحاح الأول في سفر دانيال.

"في السنة الثالثة من ملك يهو ياقيم ملك يهوذا ذهب نبوخذ نصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها. وسلم الرب بيده يهو ياقيم ملك يهوذا مع بعض آنية بيت الله فجاء بها إلى أرض شنعار إلى بيت إلهه وأدخل الآنية إلى خزانة بيت إلهه" (دانيال 1: 1- 2)، [اقرأ أيضاً 2 ملوك 23: 36- 37].

وقد استخدم دانيال الأسلوب البابلي في حساب التاريخ فقال "في السنة الثالثة من ملك يهو ياقيم" وقد كان البابليون يحسبون السنة الأولى لحكم الملك بعد سنة توليه العرش، بينما استخدم ارميا الأسلوب العبري فقال "في السنة الرابعة ليهو ياقيم" (ارميا46: 2) وكان العبرانيون يحسبون سنوات حكم الملك من أول يوم يرتقي فيه العرش، وهكذا ينتفى وجود أي تناقص في كلمة الله. في السنة الثالثة لملك يهو ياقيم بالحساب البابلي حاصر نبوخذ نصر أورشليم، وصار يهو ياقيم عبداً لنبوخذ نصر الذي تركه على العرش بوعد الولاء له (2ملوك 24: 1)وقد استمر يهو ياقيم خاضعاً لنبوخذ نصر ثلاث سنين ثم عاد فتمرد عليه، الأمر الذي دفع نبوخذ نصر إلى استخدام غزاة الشعوب الخاضعة له لغزو يهوذا، وخلال هذا الغزو قبض على ياقيم وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل، ويبدو أن يهو ياقيم استمر مقيداً حتى انتهى حكمه بموته في أورشليم (2ملوك 24: 6).

خلال هذا الغزو البابلي الأول أُخذ دانيال إلى بابل، وكان هذا حوالي سنة 605 قبل الميلاد في السنة الثالثة لنلك يهو ياقيم ملك يهوذا.

في ذلك الوقت لم يؤخذ إلى بابل إلا عدداً قليلاً، وكان الذين أُخذوا في غالبيتهم من الشبان من نسل الملك ومن الشرفاء كما نقرأ في الكلمات "وأمر الملك أشفنز رئيس خصيانه بأن يحضر من بني إسرائيل ومن نسل الملك الشرفاء فتيان لا عيب فيهم حسان المنظر حاذقين في كل حكمة وعارفين معرفة وذوي فهو بالعلم والذين فيهم قوة على الوقوف في قصر الملك" (دانيال 1: 3- 4).

من هؤلاء الشبان كان دانيال كاتب هذا السفر.

وتعال معي الآن لنتعرف على هذه الشخصية العظيمة.

دانيال من نسل الملك حزقيا
الصفحة
  • عدد الزيارات: 45829