الفصل 14: نبوءات اليوم
قال يسوع: وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. (متى 24: 6).
لاشك أن التاريخ مملوء بالحروب وأخبار الحروب لكن القرن العشرين امتاز عجبا بالنسبة لهذا الموضوع..!
(150) حربا وثورة اندلعت في هذا القرن وحده تقول الشيكاغو تريبيون هذه الصحيفة الذائعة الصيت: منها الحروب العظيمة كحرب روسيا – اليابان (1904- 1905) وحرب البلقان (1912- 1913) وحرب أسبانيا الأهلية (1937- 1939) وحرب كولومبيا الأهلية (1948- 1953) وحرب كوريا (1950- 1953) وحرب الفيتنام (1963- 1973) وحرب العرب مع اسرائيل (1948- ؟؟؟).
إن حصيلة هذه الحروب وحدها فاقت الأربعة ملايين قتيل، بدون أن ننسى الحربين العالميتين الأولى (1914- 1918) + (10) ملايين قتيل والثانية (1939- 1945) + (51) مليون قتيل.
تضيف الصحيفة: أنه تدور الآن في العالم ما لا يقل عن الـ (35) حربا وثورة، حيث أن ما يقارب الـ (10) ملايين من الجنود والميليشيات الخاصة، متورطة فيها وما لا يقل عن الـ (6) ملايين شخص لاقوا حتفهم.
ومنها (الحرب العربية- الإسرائيلية) و(حرب لبنان وهذه سنتها الـ (12) وحرب (إيران- العراق) و(اضطرابات السودان) و(أثيوبيا) و(نزاع الصحراء المغربية- الجزائر) و(وحرب ليبيا- الولايات المتحدة الأمريكية) و(اضطرابات أفريقيا الجنوبية) و(اضطرابات بولونيا) و(تركيا- اليونان) و(تركيا- قبرص) و(اضطرابات الفلبين) و(الحروب الأهلية في أمريكا اللاتينية) و(الباكستان- أفغانستان) و(الاضطرابات الدينية في الهند) إلى ما هنالك...
كما علينا أن لا ننسى هذا التطور الهام في أسلوب الحروب، ألا وهو الحرب الإرهابية التي أصبحت على مستوى دول، والدائرة في العالم أجمع اليوم، ونحن في هذا البلد أعلم من الجميع فيها..!
نعم، وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب ...
قال لي أحدهم:" إنك لم تأت بشيء جديد، إذ إنك تستطيع أن تتقصى أخبار العالم وحروبه في أقل من نصف ساعة وذلك بواسطة استماعك للراديو أو التلفزيون أو بقراءتك إحدى الصحف اليومية أو المجلات..." فكان جوابي له: "ما هذه الاختراعات المذهلة، سوى الوسيلة التي بواسطتها تمت هذه النبوءة تمتما كما حددها المسيح حين قال: وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب... إذ أن حاسة السمع كان لها دور عظيم في إتمام هذه النبوءة..."
قال يسوع أيضا:... وتكون مجاعات (متى 24: 7).
الناس يتكاثرون على الأرض، فرص العمل تتضاءل والمجاعة تزداد إلى حد رهيب... إن آخر تقرير للأمم المتحدة بهذا الخصوص يقول: هناك ما يزيد عن الـ (650) مليون جائع في العالم اليوم... (40) مليون طفل يموتون سنويا من سوء التغذية أومن الجوع المتزايد...
كلنا يتذكر المجاعة التي اجتاحت إثيوبيا منذ عدة شهور مضت، حيث مات الآلاف من السكان وكلنا يتذكر الحفلات الموسيقية التي أقيمت في أماكن عديدة من العالم وذلك لجمع التبرعات والمال اللازم لإطعام الجياع في إفريقيا..!
وقال يسوع أيضا:... أوبئة (متى 24: 7).
من أهم ردّات فعل الإشعاعات النووية: أنها تقتل الإنسان والحيوان، لكنها تعطي ردات فعل معاكسة على الحشرات الكبيرة وخصوصا الصغيرة منها، فتنتعش وتتكاثر وتقوى بشكل لم يسبق له مثيل. هذا ما حصل وما قد يحصل مع تزايد التجارب النووية، تاركة وراءها الإشعاعات النووية التي تؤثر تأثيرا مباشرا، كما قلنا في الحشرات، مما اضطر الأمر إلى اختراع أنواع جديدة من المبيدات لمكافحتها والتي بدونها قد تصاب المغروسات بأمراض عديدة وغريبة في بعض الأحيان، تنتقل عندها إلى الإنسان الذي يقتاتها وقد حدث في أميركا، فبالرغم من استعمال كمية كبيرة من المبيدات، تم إتلاف حقول شاسعة من المزروعات التي كانت مصابة بمرض وذلك بسبب نوع غريب من الحشرات التي لم تتأثر بالمبيدات المرشوشة، مما اضطر الأمر لاكتشاف نوع جديد وفعال لمكافحتها.
إن كان هذا هو نصيب النباتات. فما هويا ترى نصيب الإنسان..؟
إنه بالحقيقة ليس بأحسن..!
مرض جديد يجتاح العالم اليوم، لم نسمع به في كل التاريخ إلا وهو) السيدا- الإيدز) مما أحدث ذعرا في العالم وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لسرعة انتشاره هناك.
إن هذا المرض، قد أنسى الناس الكثير من الأمراض الفتاكة الأخرى التي امتاز بها عصرنا هذا ومنها(السرطان) على أنواعه، هذا المرض التي تقف شعور الرؤوس عند التكلم عنه والذي قل ما خلا منه بيت.
إن التعبير العلمي لمرض السرطان هو(ورم أو دمامل خبيثة)...!
اسمع جيدا عزيزي القارئ، ما دونه لنا الوحي الإلهي على فم الرسول يوحنا، كإحدى العلامات التي ستحظى باهتمام خاص في آخر الأيام: وسمعت صوتا عظيما من الهيكل قائلا للسبعة الملائكة: امضوا واسكبوا جامات غضب الله على الأرض فمضى الأول وسكب جامه على الأرض فحدثت دمامل خبيثة وردية على الناس (رؤيا يوحنا16: 1-3).
نعم. هذا صياد سمك آخر يتحدث عن أمور علمية اكتشفها العلم حديثا، بينما هي مدونة لنا قبل حوالي ال (2000) سنة في كلمة الله لتحذيرنا وبالتعابير العلمية الحديثة الصحيحة..!
وأيضا قال يسوع:... وزلزال في أماكن (متى 24: 7).
سنة (1976) كلنا يتذكر الزلزال العظيم الذي حدث في الصين الشعبية، حيث اختفت مدينة بكاملها عدد سكانها يقارب الـ (500000) شخص... صحيح أن الزلازل ليست جديدة، لكنها تتزايد بحجمها وقساوتها، بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ. يقول أحد خبراء الزلازل: إن الزلازل ازدادت من (137) زلزالا في القرن الرابع عشر، إلى ال (1700) زلزال في عصرنا هذا..!
في إحدى مقالات مجلة تايم، وردت هذه التحذيرات: إننا في زمان الزلازل والفترة ما بين (1979- 1989) ستكون مميزة في هذا المجال..!
إن الزلزال الذي ضرب المكسيك أخيرا والذي كانت ضحاياه لا تقل عن العشرة آلاف ضحية ما عدا الخراب والدمار المادي الذي سببه، لهو خير دليل على تكاثر الزلازل.
في شهر نيسان الماضي (1986)، ادعت إحدى الإذاعات المحلية هذا النبأ: قد حدث في لبنان في غضون هذا الشهر(10) هزة أرضية صغيرة ممل ينذر بحدوث واحدة كبيرة وخطيرة..؟
إن إحدى العلامات الهانة التي أعطاها يسوع تقول: ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهى (متى 24: 14).
هناك اجتهادان مميزان لتفسير هذه النبوءة:
أول اجتهاد يقول: بأن المسيح قبل عودته ثانية لأخذ كنيسته، ستعم البشارة، أي بشارة الإنجيل العالم كله...
ثاني اجتهاد يقول: إن هذه البشارة، ستتم بواسطة الـ (144000) المذكور عنهم في سفر الرؤيا، على أنهم مبشرون يهود قد رجعوا إلى المسيحية وذلك في وسط الضيقة العظيمة التي ستلي الاختطاف...
في كلا الاجتهادين، شيء واحد نستطيع أن نؤكده ألا وهو أن العالم يشهد اليوم وبشكل هائل، تطور نوعيا في توصيل بشارة الإنجيل إلى العالم أجمع.
الكتاب المقدس، يطبع ويوزع بمئات الملايين من النسخ سنويا وبأكثر من (1700) لغة ولهجة.
الإرساليات المسيحية تعم العالم بشكل لم يسبق له مثيل.
الإذاعات بالعشرات، تنقل بكل جرأة البشارة المفرحة، مخترقة الحواجز مهما كانت مستحيلة وذلك للملايين المحظر عليهم سماعها..
وأيضا: لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة (متى 24: 24) قال يسوع محذرا...
تقول إحدى الصحف الأمريكية: أن هناك ما يقارب الـ (1500) مسيح كذاب منتشرين في العالم اليوم. كل هؤلاء أسسوا بدع هلاك وأصبح عندهم أتباع بالآلاف وبالملايين.
كلنا يتذكر هذا الانتحار الجماعي في غويانا، حيث أن (900) شخص انتحروا في تشرين الثاني 1978 وذلك بنصيحة مسيحهم ونبيهم الكذاب جيم جونز.
كلنا سمع عن غورو مهارجي، الذي ادعى أن المسيح تقمص فيه وله أتباع بالملايين.
والكل أيضا سمع أو قرأ عن القس الكوري الأصل سون ميونغ مون، الذي يدعي أنه المسيح الموعود به ثانية والمخلص الخ...
الحقيقة تقال، بأن العالم متعطش لمعرفة الحق، عطشان لمعرفة الأمور الروحية وهولا يجدها للأسف إلا مزيفة عند هؤلاء الدجالين، بدلا من أن يحصل عليها بواسطة المسيحيين، إذ أننا نرى هؤلاء في سبات عميق وانشغال في أمور الدنيا المادية وهذا الأمر الهام والخطر جدا، قد ساهم في ظهور البدع والشيع على أنواعها وظهور هكذا مدعين الألوهية أو أنهم المسيح المنتظر الخ...
تصور عزيزي، أن شخصا كبول هنري سباك، وهو قائد سابق لحلف الناتو، هذا الشخص المرموق والرفيع المنصب وعلى إطلاع واسع بوضع العالم الحساس، صرح سنة (1974) هذا التصريح الملفت للنظر حين قال: أرسلوا لنا رجلا يستطيع أن يوحد العالم ويسيطر عليه وليكن إلها أو شيطانا لا فرق، فسنستقبله..
إن رغبة هكذا أشخاص بمستوى المسؤولية، تعكس رغبة السواد الأعظم من البشر، فما كان من أصحاب البدع الكثيرة المنتشرة في جميع أرجاء العالم إلا أن وجدوا صيدا وفيرا من خلال نفوس تعيسة تتلمس الشفقة والخلاص، وقعوا في فخاخهم ظنا منهم أنهم حقيقة مسحاء أو آلهة..؟
وما هذه الظاهرة الجديدة(أي كثرة البدع) إلا تعبيد الطريق أمام الذي يسميه الكتاب المقدس: المسيح الكذاب... وظهوره سيكون مكللا بظهور هكذا مسحاء كذبة، كما يقول لنا الرسول بولس: وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا ولأجل هذا يرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان الجميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم. (2 تسالونيكي 2: 8- 12).
وما هذه الظاهرة الفريدة من نوعها والجديدة على مسرح التاريخ، إلا إثبات جديد من الرب نفسه على أننا في أواخر الدهور لأنه قال: فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين (متى 24: 5).
وما أكثر العجائب والظهورات على أنواعها في أيامنا هذه..
إن كلمة اللّه المدونة لنا في الكتاب المقدس، هي المقياس الصحيح والوحيد التي بها وحدها نستطيع أن نزن الأمور على حقيقتها وما هذه الأمور الحادثة في وسطنا، إلا إحدى أهم الأسباب التي ساهمت وما زالت تساهم في إبعاد الناس عن الإيمان الحقيقي بالمخلص وبكلمته... إن مهمة رجال الدين هي: ردع هذه الظاهرة الخطيرة والخطيرة جدا.
إنني كمسيحي مؤمن بكلمة الله وبصدق إرشاده لي فيها، لا يهمني إن تحدث عجيبة هنا أوهناك، لأن المسيح خذرني من هذا الأمر قائلا: حينئذ إن قال أحد هوذا المسيح هنا أوهناك فلا تصدقوا... لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا ها أنا قد سبقت وأخبرتكم فإن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو المخادع فلا تصدقوا (متى 24: 23- 26). فإن كان أمر ظهور المسيح بطرق عجائبية ليس علينا أن نصدقه، فكيف نصدق أمر ظهور العجائب على أنواعها..؟
نعم. هذه هي الحقيقة... والعجيبة الحقيقية هي: في أن يغير الرب حياتك من حياة مملوءة بالشر والخطيئة، إلى حياة صالحة ونقية... من إنسان عاجز عن التوبة، إلى إنسان منتصر بالمسيح... من حياة مملوءة بالفشل المتتالي، إلى حياة مفعمة بالبركات والانتصارات والتي تساوي كل واحدة منها جميع العجائب الأخرى مجتمعة بما لا يقاس.
إنك لا تستطيع عزيزي القارئ، أن ترى يسوع بعينيك المجردة، لكنك تستطيع أن تراه من خلال عين إيمانك، التي تستطيع أن ترى الذي لا يرى..
إذا فتحت له قلبك يحل فيك الروح القدس ويجعل منك هيكلا لروحه القدوس كمل يعلمنا الرسول بولس قائلا: أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس (1 كورنتوس 6: 19). عندها يعطيك النصرة والغلبة ونعمة الشركة معه بواسطة كلمته المباركة والصلاة، فتراه عندئذ في كل ثانية من حياتك، إلى أن يأتي حقيقة كما وعد منظورا بالعين المجردة، لكي يأخذك إليه حيث ستكون معه إلى أبد الآبدين.
- عدد الزيارات: 3934