الفصل 15: الهيكل
من أولى مهمات المسيح الكذاب: إعادة بناء هيكل سليمان وفرض السجود له بالقوة فيه.. وهذه الحقيقة يؤكدها الرسول بولس قائلا في (2 تسالونيكي 2: 3- 4): ويستعلن إنسان الخطيئة ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبودا حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله...
ويضيف بولس الرسول الذي كان يتحدث في الفصل نفسه عن مجيء المسيح، معطيا هذه العلامة كإحدى أهم العلامات قبل مجيئه: ثم نسألكم أيها الأخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حضر لا يخدعنكم أحد على طريقة ما لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولا ويستعلن إنسان الخطيئة ابن الهلاك... (2 تسالونيكي 2: 1- 3).
يبدو من كلام الرسول بولس أن قوما اعتقدوا أن المسيح قد جاء ثانية، لكننا نبّهنا عن هذا الأمر، أن المسيح لا يأتي إلا عندما تبدأ الاستعدادات لظهور المسيح الكذاب، إنسان الخطيئة ابن الهلاك، كما يسميه الرسول بولس، الذي سيتخذ الهيكل مركزا له، ولكي يقوم بهذه الخطوة، عليه أن يبنيه أولا..!
فعلى ضوء هذا التنبيه، هل هناك أية دلائل تشير أو تدل على أن الهيكل سيعاد بناؤه..؟
لاشك في أن أقاويل عديدة أطلقت من هنا ومن هناك في ما يخص الهيكل الذي على أساساته بني المسجد الأقصى وهو ثاني أهم مكان مقدس عند إخواننا المسلمين، بعد المسجد الحرام في مكة.
تقول مجلة تايم الأمريكية: عندما احتلت إسرائيل المدينة المقدسة أورشليم سنة (1967)، كتب المؤرخ اليهودي(إسرائيل الداد): " نحن في المرحلة نفسها التي كانت قائمة أيام داوود الملك، عندما حرر أورشليم ومن ذلك الحين إلى بناء الهيكل بواسطة ابنه سليمان، مر جيل واحد... وها هو التاريخ يعيد نفسه، إذ أن جيلنا سيحضر بناء الهيكل من جديد..."
وسئل أيضا الداد:" ماذا عن المسجد الأقصى القائم على أساسات الهيكل..؟"
فأجاب: "إنه سؤال مفتوح ومن يعلم، ربما سيحدث زلزال..؟"
والكل يعلم أن الحكومة الإسرائيلية، تقوم حاليا بحفريات تحت المسجد المذكور، بحجة أنها تبحث عن آثارات قديمة لها علاقة بتاريخها القديم، فأصبحت البنية التحتية للمسجد فارغة كليا من الردم، بحيث أن هزة أرضية بسيطة قد تطيح به حتى آخر حجر منه...
نحن نعلم أنه سيكون هناك هيكل وبأن اسرائيل مهتمة كل الاهتمام في إعادة بناءه وخصوصا أن حجارته قد تم تحضيرها وترقيمها حجرا حجرا في ولاية إنديانا الأمريكية وشحنها إلى أورشليم؟؟!!
لكن، متى سيبنى هذا الهيكل، هذا ما لا نعلمه..؟
يقول تشارلز تايلور، الباحث في نبوءات الكتاب: "هناك مدرسة خاصة قد تم تأسيسها لتمرين الشباب الإسرائيلي، الذين هم من سبط لاوي، على إقامة الذبائح كما ينص على ذلك ناموس موسى وهذه المدرسة تدعى (ياشيفا افوداس هاكوديش)".
تأسست المدرسة في (كانون الأول- 1970) ومؤسسها هوالحاخام (هيرش هاكوهين).
ينضم إلى المدرسة، التلامذة اليهود المتعصبون، المتزمتون والمدققون في طقوسهم وتقاليدهم، ويقبل فقط التلامذة الذين يستطيعون أن يؤكدوا أنهم من سبط لاوي، من نسل هارون...
يتعلمون في هذه المدرسة، بكل تفصيل ودقة، القوانين والوصايا والنواميس الموضوعة قديما من موسى وكيف تقدم الحيوانات على أنواعها وبحسب ما تقتضي الوصية وبالضبط كما كانت تقدم في الهيكل أيام سليمان الخ...
(الكوهانيم)، هذه هي تسمية التلامذة المتخرجين من هذه المدرسة الفريدة من نوعها، ويفترض أيضا أن يكونوا جاهزين لممارسة مهماتهم، عندما يتم بناء الهيكل المنتظر، والجدير بالملاحظة هنا، أن أولئك التلامذة يؤمنون بأن تكرار الانتصارات التي امتاز بها جيلهم هذا وخصوصا احتلال اسرائيل لمدينة أورشليم، يدل على أن المسيح على وشك الظهور...
عزيزي القارئ، إن كان الهيكل بدون شك سيعاد بناؤه، إن كانت حجارته جاهزة للبناء وإن كان اللاويون يحضّرون أنفسهم للقيام بخدمتهم في الهيكل كما تنص الفرائض والطقوس الموسوّية على الكهنة، وذلك كتأكيد على تصميمهم على تنفيذ هذه المهمة...
إن كان كل هذا لا يعني لك شيئا، فأنت في مأزق وفي خطر البقاء هنا للضيقة العظيمة ولمعركة (هرمجدون) وقد يفوتك هذا الحدث البهيج ألا وهو الاختطاف وتبقى على هذه الأرض لتوسم بختم المسيح الكذاب كما سبق وذكرنا، الذي سيحكمك بطغيان ويستعبدك زمنيا ويلقيك أبديا في جهنم النار...
اهرب قبل فوات الأوان...
- عدد الزيارات: 4293