Skip to main content

الفصل 12: المعرفة تزداد

بينما دانيال النبي يتكلم عن نهاية العالم، أعطى إحدى أهم العلامات التي ستسبق تلك النهاية فقال: أما أنت يا دانيال فأخف الكلام واختم السفر إلى وقت النهاية كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد (دانيال 12: 4).

هناك اجتهادان لهذه الآية...

الأول يقول: أن المعرفة التي تكلم عنها دانيال هنا، هي معرفة السفر الذي كتبه إذ أن الكثيرين سيتصفحونه آخر الأيام؟؟؟

والاجتهاد الثاني يقول: أن المعرفة والاكتشافات العلمية المتزايدة ستميز هذا العصر عن باقي العصور كعلامة مسبقة لآخر الأيام ومجيء المسيح؟؟؟

وفي كلتا الحالتين، إن معظم الباحثين في الكتاب المقدس، يؤكدون أن هذه النبوءة إعلان واضح وصريح عن قرب النهاية وإليكم البرهان.

قبل ما يقارب الـ(60)سنة، لم يكن هنالك من وسيلة للتنقل أفضل من الوسيلة التي اتبعها أجدادنا في القديم، أما اليوم وبعد مرور هذا العدد الضئيل من السنين، فقد طور العلو وسيلة النقل البدائية التي استخدمها أجدادنا في الماضي، حين كانوا يتنقلون على الدواب أو مشيا على الأقدام. وفجأة تطورت السرعة بشكل هائل وتجاوزت سرعة الصوت، حتى أن الإنسان مشى على سطح القمر وهو بصدد غزو كواكب أخرى كالمريخ والزهرة الخ...!

إن السفر الجوي ليس هو الوسيلة المتطورة الوحيدة في أيامنا هذه، فلا ننس صناعة السيارات التي هي في أوج مجدها، من الناحية الجمالية والتقنية والسرعة، بالإضافة إلى وسيلة السفر البحرية إذ أن الإنسان قد أصبح بمقدوره أن يقتني مركبه الخاص ويسافر به أينما يشاء...!

انتقد الكاتب الفرنسي جول فرن بشدة في القرن الثامن عشر، حين كتب كتابه الشهير بعنوان: (حول العالم في 80 يوما)لكن جيلنا الحاضر عايش ورأى أناسا، يدورون حول العالم بأقل كثيرا من(80)دقيقة، حتى أنهم رؤوا أكثر من ذلك: رؤوا أناسا، ذهبوا إلى القمر ومشوا عليه وعادوا إلى الأرض وكل ذلك في أقل من ثلاثة أيام..!

إن علم الالكترونيات لم يكن موجودا في الأجيال الماضية وحتى القريبة منها وأهمها هو: الكومبيوتر، هذا الدماغ الآلي الذي تم اختراعه منذ حوالي الـ(30)سنة...

إن كمبيوتر الثمانينات مدهش للغاية، تصور أن كومبيوتر إحدى قطع الأسطول السادس الأميركي، يستطيع أن يخزن(70) مليون وحدة من المعلومات في كل إنش مربع من شريطه الممغنط، كما أنه يستطيع أن يجري(60)مليون عملية حسابية في الثانية الواحدة..!

يقول أحد علماء مشروع الفضاء الأمريكي (نازا- NASA): " عندما ضاعت مركبة أبولو(8) في الفضاء الخارجي وانقطع الاتصال معها ومع طاقمها، تم تشغيل كومبيوتر النازا لمدة ساعة ونصف الساعة وذلك لكي يعيد المركبة الضائعة إلى مدارها القويم، لاحتاج ذلك إلى ما يزيد على المليون سنة لذلك..‍"

إن الكمبيوتر، يستطيع أن يقلع بطائرة بوينغ (747) أو كونكورد، من مطار طوكيو إلى مطار لوس أنجلوس   ويعيدها إلى طوكيو..‍

إن الكومبيوتر، يحفظ المعلومات على أنواعها والخطط العسكرية والطبية والهندسية الخ... أنه يقوم بمئات بل بآلاف المهام مكان الإنسان وبسرعة لا يتصورها عقل...

يحسب ويحاسب، يرسم، يصنع، يخطط ويبرمج، يتنبأ الخ... إن الكمبيوتر، قد أصبح من ضروريات الحياة اليومية، لدرجة أن معظم المؤسسات والشركات، تبنته بشكل لا تستطيع فيما بعد أن تتخلى عن خدماته، كما أنه أصبح بإمكان كل بيت أن يمتلك دماغه الإلكتروني الخاص..‍

إن الولايات المتحدة الأمريكية، تخطط لبدء استعمال وسيلة الكترونية متطورة جدا، لإرسال الرسائل البريدية بواسطة جهاز كمبيوتر خاص، بحيث يستطيع الإنسان إدخال رسالته في هذه الجهاز الموضوع في مركز البريد وفي ثوان معدودة، يتحول محتوى الرسالة إلى شيفرة أو اصطلاح خاص يبث عبر قمر اصطناعي، حيث ترسل الرسالة إلى البلد الذي يراد إرسالها إليه وحيث أن جهازا مماثلا يستقبل الرسالة الشيفرة ويعود فيحولها إلى لغتها الأصلية وفي ثوان معدودة أيضا، ومن ثم تسلم للمرسل إليه وكل ذلك يستغرق أقل من ساعة.

السينما

يسمى هذا الاختراع الذي تم اكتشافه منذ عشرات السنين فقط، يسمى(الفن السابع) أي الكمال في الفن...

يبقى هذا الاختراع في المرتبة الأولى من ناحية مردوده المادي، إذ أن غلة هذا الفن تقدر بمليارات من الدولارات سنويا، إنه اكتشاف مدهش للغاية، قد ميز بدون أدنى شك هذا العصر عن باقي العصور.

التلفزيون

هو واحد من أهم اكتشافات القرن العشرين الذي حول وطور طريقة عيش الكثيرين وغير عادات وتقاليد كثيرة اتبعها أجدادنا في الماضي ولقرون عديدة... ساهم في الانحطاط، كما أنه ساهم أيضا في التطور، ساهم في انهيار الأخلاق، كما ساهم أيضا في تطوير المعرفة والعلم.

إن شابا متخرجا من جامعة، قد سبق وشاهد(17000)ساعة تلفزيون، من طفولته حتى تخرجه، يكون قد تزود بمعلومات لم يحصل عليها ولا مئة طفل مجتمعين من الجيل الماضي..‍

بوجود الأقمار الاصطناعية، يستطيع العالم أجمع في آن واحد أن يشاهد برنامجا أو أي حدث عالمي كبطولة العالم في كرة القدم وغيرها على شاشته الصغيرة، مما ميز هذا العصر عن باقي العصور..‍!

الهاتف

العجيب في أمر هذا الاختراع، أنك تستطيع أن تتحدث مع أي شخص موجود بعيدا عنك ربما آلاف الكيلومترات وكل ذلك يتم لاسلكيا..! والأعجب من ذلك، أنك ترى هذا الشخص الذي يستعمل هذه الآلة، يؤمن بها وبمخترعها وبطريقة عملها ولا يؤمن بالله غير المنظور الذي هو مالئ هذا الكون ومحركه بكلمة قدرته..!

إن هذا الاختراع المدهش يزداد على قائمة الاختراعات التي ميزت هذا العصر عن باقي العصور وذلك بالمعرفة المتزايدة.

آلة التصوير

لم يشهد أي عصر من العصور الماضية مثل هذا الاكتشاف المثير... تطور صنع هذه الآلة بشكل مدهش جدا وذلك بتطوير عدساتها، تصور غريزي، أن عدسة آلة التصوير الموجودة على متن طائرة التجسس الأمريكية(يو2)، تستطيع أن تقرأ حرف جريدة بحجم عشرة سنتيمترات وذلك على علو(75000)..!

كما علينا أيضا أن لا ننسى الأسلحة المتطورة التي تستعملها الجيوش في أيامنا هذه كالصواريخ الموجهة في أيامنا الكترونيا والتي تستطيع أن تصيب أهدافها بدقة متناهية وذلك عن بعد آلاف الكيلومترات..!

وأجهزة الستيريو الحديثة والفيديو والراديو الخ... هذه جميعها لم تكن موجودة بأي شكل من الأشكال في العصور الماضية، مما ميز عصرنا عنها.

إذا أردنا حقيقة أن نذكر هنا جميع الاختراعات والاكتشافات التي تمت في هذا العصر ونتحدث عنها بالتفصيل لأعوزنا مجلد ضخم لذلك، فنكتفي بالتي ذكرناها مع بعض التفاصيل.

إن (85) بالمئة من العلماء الذين عاشوا على أرضنا هذه في كل مراحل تاريخ البشرية، موجودون حاليا وبشكل فعال جدا في عصرنا الحالي..!

إن (35000) مجلة علمية، تطبع وتوزع اليوم في العالم..! (80) بالمئة من الاكتشافات الطبية الحالية، قد تم اكتشافها بعد الحرب العالمية الثانية..!

لم يطبع ولم ينشر قط في التاريخ عدد الكتب التي طبعت ونشرت اليوم، فهناك كتب، يطبع منها ملايين النسخ سنويا وأهمها الكتاب المقدس الذي يطبع في (1700) لغة ولهجة عالمية، وتوزع منه سنويا مئات الملايين من النسخ وفي أقطار العالم.

إن هناك سيلا هائلا من الطلاب المتخرجين من الجامعات سنويا وهم في تزايد مستمر ومن جميع البلدان..!

 فعلى كل ذلك وبدون أدنى شك، إن عصرنا هذا يشهد تقدما عظيما في المعرفة لم تشهده العصور الماضية، مما يميزه عنها. وما إتمام هذه النبوءة التي تنبأ عنها دانيال قبل عشرات القرون وهو مسبي في بابل، سوى تأكيد آخر لنا على صدق كلمة الله وتحذير لنا بأننا في أواخر الدهور وعلى أبواب ظهور المسيح..!

استعد..!

  • عدد الزيارات: 4467