بشارة لوقا
الفصل الثالث
قيل أن لوقا البشير كان يهودياً دخيلاً من أنطاكية (أي أنه تهود من الأمم). قال بعضهم أنه كان أحد التلميذين الذاهبين إلى عمواس وذلك غير محقق لنا. فقط نعلم أنه كان رفيقاً أميناً لبولس الرسول في أسفاره الكثيرة وأتعابه وآلامه كما يتضح من سفر أعمال الرسل (ص 16: 11 و20: 5 و6 و2تي 4: 11). وكانت مهنته الطب كو 4: 14. كتب بشارته نحو سنة 63م، وسفر الأعمال نحو سنة 64 م. وكان عنوان هذين الكتابين إلى رجل مسيحي شهير يقال له "ثاوفيلس". وقيل إن لوقا استشهد في حكم نيرون الملك الروماني، وذلك لا يبعد عن الصواب لأنه كان غالباً مصاحباً لبولس الذي قضى نحبه حينئذ.
نعلم من سفر أعمال الرسل أن لوقا الطبيب الحبيب كان رفيقاً لبولس في أسفاره. والمرجح أن سفر الأعمال كتب في آخر المدة التي يعطينا تاريخها. ولا ريب في أن بولس الرسول كان حينئذ حياً، وبالنتيجة إن بشارة لوقا هذه التي كتبت قبل الأعمال- كما يرى من مقابلة لوقا 1: 3 مع أع1: 1- قد كتبت في حياة بولس وغيره من الرسل. ولا يوجد سبب للريب في أنها تألفت إما بمناظرة بولس شخصياً وإما بإطلاعه واستحسانه، وبأن هذه البشارة صارت مقبولة عند عموم الكنائس المسيحية منذ كتابتها كتاريخ صحيح عن حياة مخلصنا وتعاليمه موحى به من الروح القدس.
إن لوقا لم يكن من الرسل الاثني عشر، وهو لا يدّعي بأنه قد شاهد بعينه الأمور التي كتبها، بل يصرّح بأنه جمعها باجتهاد وتدقيق من الذين كانوا معاينين وخداماً للكلمة (ص1: 1- 4). وهذا لا ينقص كونه أوحي بها إليه بالروح القدس، ولذا وجب اعتبارها كل الاعتبار.
وهذا البشير يذكر في بشارته أكثر الأمور المذكورة في بشارتي متى ومرقس اللذين كتبا قبله. ويذكر أيضاً أموراً عديدة لا توجد فيهما، كما سيأتي. وهي تتضمن أخباراً عن تعاليم مخلصنا وأعماله من أثمن وأنفس ما يكون. وهو يتتبع نسب المخلص ليس إلى إبراهيم فقط، كما فعل متى، بل إلى آدم؛ وبهذا الاسلوب يبين للبشر أن يسوع ابن آدم قد أتى إلى العالم لكي يخلص نسل آدم الهالك الذي هو أبو جميع البشر.
أما ثاوفيلس الذي كتب إليه لوقا هذه البشارة وسفر أعمال الرسل فهو من الأمم الذين اعتنقوا المسيحية، والأرجح أنه يوناني. وكان هذا الرجل شريفاً ويدل على ذلك استعمال لوقا معه لقب "العزيز” (ص1: 3) وهو لقب شرف كان يخاطب به في ذلك الوقت اولو الرتب السامية (انظر أع 23: 26 و24: 3 و26: 25).
ومع أن لوقا عنون بشارته باسم هذا الشخص الشهير فلا ريب أنه قصد به إفادة الكنائس عموماً. وإن صح القول أن ثاوفيلس كان من الأمم البعيدين عن فلسطين يمكننا الاعتقاد بأن لوقا كان يفتكر بنوع خصوصي في احتياجات المسيحيين من الأمم نظير رفيقه بولس، وهذا يوافق روح بشارته فإن الأخبار المذكورة التي بها تظهر بشاشة هذه البشارة نحو الأمم مطولة بنوع خصوصي (انظر ص 4: 25- 27 و9: 51- 56 و17: 15- 19 ومثل السامري الصالح ص 10: 29- 37 والرجل الذي صنع عشاءً عظيماً ص 14: 15- 24 ومثل الابن الضال ص 15: 11- 32).
وقد لاحظ المفسّرون أن لوقا كثيراً ما كان يهمل ترتيب ذكر الحوادث بالنظر إلى تاريخها معتبراً في ترتيبها العلامة المعنوية الداخلية أكثر من علامة ظروف الزمان الخارجية. وغالباً كان يستأنف أخباره بعبارات شائعة لا تعين الوقت كقوله مثلا: وكان في إحدى المدن. وفي أحد الأيام دخل سفينة. وفيما هو يصلي على انفراد. وفيما هم سائرون دخل قرية وهلم جراً... وأما الأمور العظيمة التي يذكرها لوق دون غيره من البشيرين فهي:
أولاً- العجائب:
1- إقامة ابن أرملة نايين ص 7، 2- شفاء المرأة المنحنية ص 13، 3- شفاء عشرة برص (ص 17).
ثانياً- أحاديث المسيح:
1- ابتداؤه بالتبشير في الناصرة ص 4 2- حديثه مع التلميذين المنطلقين إلى عمواس ص 24.
ثالثاً- أمثاله:
1- مثل السامري الصالح ص 10، 2- مثل الغني الغبي ص 12، 3- التينة الغير المثمرة ص 13، 4- الابن الضال ص 15، 5- وكيل الظلم ص 16، 6- الغني ولعازر ص 16، 7- الأرملة وقاضي الظلم ص 18، 8- الفريسي والعشار ص 18.
رابعاً - الحوادث المختصة بحياة المخلص:
1- تاريخ الحبل وولادة سابق المسيح وهو يوحنا المعمدان ص 1 ، 2-ظروف وأحوال الحبل وولادة يسوع وفقر أبويه واعتراف الملائكة به وارجاع روح النبوة إلى العالم كما ظهر في إليصابات ومريم وزكريا وحنة وسمعان ص 1 و2
3- تلألؤ تقوى المسيح في حداثته ص 2: 46 الخ. 4- طاعته لأبويه ص 2: 51، 5- حنوه على الخطاة كما يتأكد من بكائه على أورشليم الشقية ص 19: 41.
خامساً- ظروف موته:
1- إرساله إلى هيرودس ص 23: 5-11، 2- صلاته من أجل قاتليه ص 23: 34، 3- غفرانه للص التائب ص 23: 43 الأمر الذي أظهر للعالم أنه وهو في حال الضعف الأشد قادر أن يخلص إلى النهاية كل الذين يتقدمون به إلى الله ومن هذا القبيل أيضاً ذكر كيفية صعوده إلى السماء.
والآن نشير إلى أمور واردة في بشارة لوقا تبرهن لاهوت المسيح، ونرتبها كما فعلنا في بشارة مرقس.
تسمية المسيح بالأسماء والألقاب الإلهية في بشارة لوقا
لوقا 1: 16 و17 قيل عن يوحنا المعمدان الذي ظهر أمام المسيح ليعد طريقه المسمى في إش 40: 3 "طريق الرب" (يهوه) "ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم ويتقدم أمامه (أمام الرب) بروح إيليا... لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً" فيظهر من مراجعة يوحنا 3: 28 أن يوحنا المعمدان قال "لست أنا المسيح بل إني مرسل أمامه. وبمقابلة إش 40: 3 ومل 4: 5 نرى أن المسيح هو يهوه إله إسرائيل. ولو1: 31 سمي "يسوع" أي يهوه مخلص (قابل إش 42: 8 "أنا الرب (يهوه) هذا إسمي ومجدي لا أعطيه لآخر" و43: 3 و11 "لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" "أنا أنا الرب وليس غيري مخلص"). وفي لو 1: 32 و8: 28 سمي "ابن العلي"، وفي 1: 35 سمي " القدوس "، و4: 34 سمي " قدوس الله "، وفي 1: 35 و3: 38 و4: 41 و22: 70 سمي " ابن الله " وفي 3: 22 و9: 35 وكذلك 20: 9- 19 يسمى ابن الله الحبيب، وأيضاً في 2: 49 و23: 34 و46 نرى أن الله أبوه، وفي 1: 76 و3: 4 و5: 8 و7: 27 و13: 15 و17: 5 و19: 31 و34و24: 3 و34 سمي " الرب "، وفي 1: 43 قيل عنه "ربي"، وفي 5: 8 و6: 46 و9: 54 و10: 17 و40 و11: 1 و19: 8 و22: 49 و23: 42 ينادي بالقول " يا رب "، وفي 20: 42 و44 قيل عنه أنه رب داود، وفي 2: 11 سمي "المسيح الرب"، وفي 2: 26 و9: 20 سمي مسيح الرب ومسيح الله، وفي 2: 11 سمي مخلص، وفي 1: 69 سمي قرن خلاص، وفي 2: 30 خلاص الرب، وفي 3: 6 خلاص الله (قابل أع 13: 47)، وفي 2: 25 لقب " تعزية إسرائيل " وفي 6: 5 هو رب السبت، وفي 21: 6 الخ نراه ينبىء بالمستقبل ومثله 17: 24 الخ.
نسبة الصفات والأعمال الإلهية للمسيح
لوقا 1: 33 "ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" وبمقابلة هذا مع مز 29: 10 "يجلس الرب ملكاً إلى الأبد” (اقرأ كل المزمور) تجد ان يهوه إله إسرائيل هو الملك الذي يسبحه داود بتلك التسبيحة الشائقة فينتج أن المسيح هو يهوه ملك إسرائيل. ونقرأ في 1: 76 و77 "وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه. لتعطي شعبه معرفة الخلاص" فيظهر أن المسيح هو العلي والرب وله شعب هم شعب الرب. وفي 1: 78 و79 وصف بأنه "المشرق من العلاء ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام". وفي 2: 32 وصف أنه "نور إعلان للأمم". وفي 2: 38 وصف بأنه "فداء" أي صانع الفداء أو الفادي. وبمقابلة هذا مع إش 43: 14 نرى أن الفادي هو " الرب” (يهوه) " قدوس إسرائيل". وفي 3: 16 نرى أنه يعمّد بالروح القدس. وفي 3: 17 نرى أن المسيح له بيدر وقمح ورفش والمخزن هو ملكه- "مخزنه "- وهو الذي يدخل الأبرار- " القمح "- إلى مخزنه ويحرق الأشرار- "التبن"- بنار لا تطفأ. و4: 18 هو مبشر المساكين شافي منكسري القلوب مطلق الأسرى وواهب البصر للعميان ومحرر المنسحقين- أعمال لا يقدر عليها سوى الله. و4: 32 "كلامه بسلطان" و5: 12 "فإذا رجل مملؤ برصاً. فلما رأى يسوع خرّ على وجهه وطلب إليه قائلاً يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمدّ (يسوع) يده ولمسه قائلاً أريد فاطهر. وللوقت ذهب عنه البرص" فمن له هذه الإرادة سوى الله؟ فلو قال مثل هذا القول وبهذه الكيفية مخلوق لعدّ أشنع مجدّف.
و5: 20 و7: 48 يهب غفران الخطايا الذي لا يقدر عليه إلا الله، و5: 24 يأمر المرضى بأمره صريحاً فيهبهم الشفاء السريع التام، و6: 20 - 26 له السلطان أن يطوّب ويعطي الويل، و6: 27 الخ يعطي الشريعة، و7: 14 يقيم الميت بأمره الشخصي- "ثم تقدم (يسوع) ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم". و7: 23 الذين لا يعثرون فيه يطوّبون، و7: 40 و9: 47 و11: 17 يظهر أنه يعلم القلوب، و8: 25 "من هو هذا. فإنه يأمر الرياح أيضاً والماء فتطيعه" وبمقابلة مز 89: 8 و9 "يا رب إله الجنود من مثلك قوي ربّ وحقك من حولك. أنت متسلط على كبرياء البحر. عند ارتفاع لججه أنت تسكنها" يظهر لنا واضحاً أن المسيح هو الرب إله الجنود الخ، و8: 54 يقيم الميت بأمره، و9: 1 يعطي السلطان على إخراج الشياطين وشفاء المرضى، و9: 22 و44 نراه ينبىء بمستقبله، و9: 24 الذي يهلك نفسه من أجله يخلصها، و9: 26 نرى أن له مجداً، و9: 56 وصف بأنه مخلص. و10: 17 الشياطين خضعت للرسل باسمه و13: 34 "يا أورشليم... كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها" وهذا التعبير لا يطلق إلا على الله (راجع مز 17: 8 و36: 7 و57: 1 و63: 7 وغيرها). و18: 41و 42 سأل يسوع الأعمى قائلاً "ماذا تريد أن أفعل بك. فقال يا سيد أن أبصر. فقال له يسوع أبصر... وفي الحال أبصر". فهو يعطي البصر بأمره، و19: 5 يعرف أسماء الجميع، و19: 8 تقدم له الإعترافات والتوبة والنذور مخاطباً "يا رب" و19: 9 يقدر أن يقرّر الخلاص، و19: 10 يخلص الهالكين. وبمقابلة ذلك مع إش 43: 11 و13 نجد أن الذي يستطيع أن يخلّص ما هو إلا الرب الإله. ومن مضمون المثل الذي قاله المسيح في 19: 12-27 نرى أن المسيح هو المقصود بالملك الذي يقول في يوم الدين "أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي"، و19: 29-32 يعلم بما لا ينظر؛ و19: 42- 44 ينبىء بالمستقبل بالتدقيق؛ و21: 14 و15 و17 و18 يقول "لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. لأني أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها. وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي. ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك". فمن ذا الذي يعطي الفم والحمة ويحرس شعبه حتى لا تهلك شعرة من رؤوسهم سوى الله؟ وكيف ينسب يسوع لذاته هنا ما نسبه يهوه لنفسه في خروج 4: 11و 12 إن لم يكن هو يهوه بعينه؟ فإننا إذا قرأنا الأصحاح الثالث والرابع من سفر الخروج نجد أن الذي ظهر لموسى يقال عنه "الله" و"الرب" و"السيد" فنقرأ في خروج 3: 4 الخ "فلما رأى الرب أنه مال ليظر ناداه الله من وسط العليقة... ثم قال أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله. فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي... فقال موسى لله من أنا حتى أذهب... فقال إني أكون معك... فقال موسى لله... إذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم... وقال الله أيضا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا إسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور. اذهب واجمع شيوخ إسرائيل وقل لهم الرب إله آبائكم إله إبراهيم واسحق ويعقوب ظهر لي قائلاً إني قد افتقدتكم... فقال موسى للرب استمع أيها السيد. لست أنا صاحب كلام... فقال له الرب من صنع للإنسان فماً... أما هو أنا الرب. فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به. فقال استمع أيها السيد. أرسل بيد من ترسل. فحمي غضب الرب على موسى" فرأينا هنا أن " الله " " الرب " " يهوه " " السيد " إله إبراهيم واسحق ويعقوب" هو الذي قال أنه صنع للإنسان فماً وقال "أنا أكون مع فمك وأعلّمك ما تتكلم به". ومن قول لوقا في الفصل المشار إليه نجد أن يسوع يقول لتلاميذه "أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها... ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك" فلا نعرف إلهاً يممكنه أن يقول وينسب لنفسه أكثر من ذلك. كما أننا لا نتصور أن الله يعطي أسماءه وصفاته الذاتية لكائن آخر أيّاً كان وهو تعالى الذي قال في إش 42: 8 " أنا الرب (يهوه) هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر" و48: 11 " وكرامتي لا أعطيها لآخر " فلو لم يكن المسيح هو يهوه لما أمكنه أن يقول مثل هذا القول. و21: 27 نرى أنه في مجيئه يأتي بقوة ومجد كثير؛ و21: 19- 24 و22: 31- 34 و23: 29 و24: 47 ينبىء أيضاً بالمستقبل ليس كما ييقول الأنبياء "هكذا قال الرب" أو ما أشبه بل بكيفية تدل على أنه يقول ما يعلمه هو شخصياً إذ قال لهم مرة "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (21: 33). وفي 22: 29 يقول أنه يجعل ملكوتاً لشعبه، و23: 42 و43 يصلّى إليه فيجيب الصلاة فقد قال اللص- "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس"؛ و24: 26 له المجد، و24: 49 يرسل الروح القدس.
فمن يمكن أن تنسب إليه هذه الصفات والأعمال إلا الله القدير؟ ذلك فضلاً عن الإكرام الإلهي الذي قدم له. وسجود بطرس قدامه معترفاً بأنه خاطىء (5: 8) وسجود الأبرص أمامه (5: 12). وحتى الشياطين سجدت أمامه داعية إياه ابن الله العلي طالبة منه أن لا يعذبهم كأن تعذيبهم يجريه هو بذاته (8: 28) وما أظهره أبو الولد المصروع من الإكرام (9: 38- 40).
- عدد الزيارات: 4720