(1) المسيح ككاهن لأجل الضعف
المسيح كالوسيط في عمله الشفاعي
والآن نتأمل في حقيقة هذا الكهنوت- كهنوت ربنا يسوع المسيح- وفي تلك الصورة الأخرى للوساطة التي يتكلم عنها الكتاب وهي صورة الشفاعة- فإن الكاهن هو الوسيط لأجل الضعف. لأننا إذا تأملنا رسالة العبرانيين لا نقرأ فيها شيئاً عن المسيح ككاهن في أي أمر يتعلق بالخطية- إنه الآن "انفصل عن الخطاة" لأن عمله الكفاري أنهى كل أمره مع الخطية وكان عمله هذا كاملاً وكفايته كاملة حتى أننا "كملنا" بذلك الدم الكريم الذي دخل إلى حضرة الله لأجلنا. "بهذه المشيئة"- أي بهذه المشيئة التي جاء المسيح ليفعلها- "بهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب10: 10) وأيضاً يقول "بقربان واحد قد أكمل إلي إلى الأبد ( أي بصفة متواصلة بلا انقطاع) المقدسين" (عب10" 14).
وعلى ذلك فالكاهن لا علاقة له بالخطية. ولا يتعامل مع الخطية. إنه يتعامل معنا كمن نعبر برية هذا العالم وكمن نحتاج جداً إلى دقيق عنايته. إنه كاهن لأجل ضعفنا. ليس الضعف المرتبط بسيادة الخطية بل الضعف المرتبط بالإنسانية المخلوقة. نواجه امتحانات البرية باستمرار, ونتعرض لأخطار ما فينا من حركات الخطية-" فإذا لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله... فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه" (عب4: 14).
ومن جهة أخرى "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (1يو2: 1) ولاحظوا هذه الصفة هنا "يسوع المسيح البار-" هل يقول يسوع المسيح الذي يحبنا؟ كلا لأن محبته متضمنة في أنه شفيعنا, لكنه يقول "يسوع المسيح البار", نفس صفته كالوسيط- نفس الوقت عليها أسماء شعبه أيضاً- الكفارة لخطايانا وهنا نجد الشيئين المتلازمين ولا ينفصلان أبداً- اللذين يجعلان منه وسيطاً.
- عدد الزيارات: 2558