الله في جانب الإنسان
وفي صليب المسيح, كما هو واضح, كانت القوة كل القوة في جانب الإنسان (لا ضده). "قد صُلب من ضعف" (2كو13: 4). فكل قوة الناس وكل قوة العالم وكل قوة إبليس- كلها استعلنت كاملة ومن جانب ذاك الذي ترك ليتألم لم تبد أية علامة للقوة بالمرة- كان هناك, لا يقاوم, وليس من يعين أو يرثي. فعلوا به كل ما أرادوا. لم يستعفِ. وجهة عن العار والبصق لم يستر. أخذ مركز العبد- "لأن إنساناً اقتناني من صباي. فيقول له ما هذه الجروح التي في يديك. فيقول هي التي جرحت بها في بيت أحبائي (زك13: 5).
فإذا كان الله معنا (لنا وفي جانبنا) فمن يكون علينا؟ وهل كان الله أبداً في غير جانب شعبه؟ وإن تخلى الجميع, فماذا يهم المؤمن إن كان الله معه؟ قيل عن أول الشهداء في أسبانيا أنهم أدخلوه إلي أتون متقد ولما ظنوا أنه سيتراجع وينكر الإيمان حلوه وأخرجوه لكنه للوقت قال لهم "لماذا أخرجتموني؟ هل تحسدوني على ما أنا فيه من سعادة؟"
- عدد الزيارات: 2284