تألم الوسيط خارج الباب
لكن ما كان أسهل علي أمير الشهداء ومقدامهم- له المجد- أن يموت شهيداً لو أن الأمر كان فقط إلى هذا الحد. كل ما في الأمر كان من يد الناس. ما كان أسهل عليه أن يواجه غضب الناس في "ساعتهم" أو حتى ثورة الشيطان كما قال لليهود مرة "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو22: 53). لكن, أيها الأحباء كان لا بد أن يواجه غضب الله- كان لا بد أن يقف الله ضده ويحجب عنه وجهه. في هذا كانت الصفة الحقيقية للصليب. وفي هذا كان ما يميز موت الرب عن موت أي بار سواء قبل أو بعد الصليب. وفي هذا كانت قوة دمه الكريم للتقديس. فليس ذلك لعظمة هذا الشخص المبارك بل لأنه وهو العظيم والمبارك رضي أن يأخذ مركزنا ويحمل آثامنا وخطايانا في جسمه على الخشبة وجعل نفسه ذبيحة خطية لأجلنا. هذا هو الحكم المزدوج الصادر ضد الإنسان: "الموت والدينونة", وهو له المجد ذاق كليهما, مائتاً خارج أبواب أورشليم, رمزاً عميق المعنى عن الحقيقة الرهيبة التي تصورها هذه الكلمات لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب13: 12).
- عدد الزيارات: 2661