Skip to main content

الفصل الثالث: شهود ضد المسيح - مساواته للآب في الجوهر، والقدرة، والمجد

الصفحة 5 من 5: مساواته للآب في الجوهر، والقدرة، والمجد

مساواته للآب في الجوهر، والقدرة، والمجد

قالوا: "كيف يعقل أن يكون يسوع مساوياً للآب في القدرة والمجد؟ لا يمكنه ذلك، ولا الكتاب المقدس يقول ذلك". [55]

الردّ:

ولم لا؟ ليخبرونا ما هي الأمجاد التي للآب والتي لم تكن للابن أيضاً؟ لقد قال الابن للآب بحق: "وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي" (يوحنا 17: 10). ولم يستثنى في قوله شيئا مما للآب ولا حتى قدرته ومجده، فهو بحق "صورة الله غير المنظور"، وعلى أساس قوله الراسخ بنت الكنيسة تعليمها القائل بمساواة الابن للآب في جوهر اللاهوت وأقرت به في قانون إيمانها. وإذ ادعوا أن الكتاب لا يقول بمساواة الابن للآب في المجد اكتفي بمقارنة الصورة التي يرسمها الوحي لهما:

صفات

الآب

والابن

الإله الحق

أشعياء 30: 18

1 يوحنا 5: 20

الإله القدير

أشعياء10: 21

أشعياء 9: 6

ربُّ الأرباب

مزمور 136: 3

رؤيا 17: 14

الأزلي

أشعياء 44: 6

رؤيا 1: 8

النور

ميخا 7: 8

يوحنا 8: 12

هو الحياة

تثنية 30 :20

يوحنا 1: 4؛ 14: 6

يمنح الحياة

تثنية 32: 39

يوحنا 5: 21

كلامه حياة

تثنية 8: 3

يوحنا 5: 24 و25

القدّوس

1 صموئيل 2: 2

رؤيا 3:7

المخلّص

أشعياء 43: 11

أعمال 4: 12

المعبود

أشعياء 45: 23

فيلبي 2: 10و11 دانيال7: 13و14

الديّان

عبرانيين 12 :23

2 تيموثاوس 4: 1

إن كانت للمسيح كل هذه الألقاب والصفات والسجايا الإلهية، فلم يصرّ شهود يهوه بعد على عنادهم ورفضهم للاهوت المسيح المطلق؟

اعتراض : "صحيح أن يسوع سيكون له دور في دينونة الأحياء والأموات، لكنّ يهوه هو الديان الأخير. (اعمال ١٠‏:٤٢)"[56]

الرد: من الغريب استدلالهم بنص أعمال الرسل مع أنه يساوي الابن بالآب ويصرّح أن من أساسيات الكرازة، أن المسيح هو "المعيّن من الله دياناً للأحياء والأموات".يقول المسيح بصريح العبارة: "لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن" (يوحنا 5 : 22 )، وفي قوله رداُ وافياً على زعمهم، أن للمسيح مجرد دور في الدينونة.

اعتراض: "على الرغم من أن يسوع دعي " قديرا" يمكن أن يكون هنالك واحد فقط قادر على كل شيء وأن يدعى يهوه ... يوجد آخرون يدعون آلهة ولكنهم يشغلون مركزا أقل أو أدنى ". [57]

الرد: إن اللقب "قدير" أعطي للمسيح بلا حدود أو ضوابط وليس فيه ما ينفي قدرته الكلية أو ما يجعله أقل قدرة من يهوه. ثم أنّ الكلمة المستخدمة هنا في العبرية gibbôrגבור، والتي نقلت في الترجمة السبعينيةإلى megasقد جاءت في الحديث عنيهوه نفسه "الإله العظيم الجبار" ( إرميا 32: 18 ). فلا فرق البتة بين وصف الله ووصف المسيح بكلمة جبار، وكما أنها في حالة وصف الله تعني كلي القدرة هكذا أيضا في حالة نسبها للمسيح.

لقد أعلن المسيح قدرته الكلية حين قال لليهود: "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء". ويمين القوة هنا تفيد بلا شك المساواة بالقدرة الإلهية، وهذا ما أثار اليهود، "فَمَزَّق رئيس الْكهنة حينئذٍ ثيابه قَائلاً: قَد جدَّف! إِنَّه مستوجب الْموت" (متى 26: 64- 65 ).

في منشورهم "هل يجب أن تؤمنوا بالثالوث" يحاولون التخفيف من بعض الآيات التي تعلن مساواة الابن للآب، ومنها:

1 - (يوحنا 10: 30 ) "أنا والآب واحد".

اعتراض: "يسوع نفسه اظهر ما يعنيه بأنه "واحد" مع الآب ، ففي يوحنا 17 : 21 و 22 صلى إلى الله أن يكون جميع تلاميذه " واحدا كما إنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ... ليكونوا واحدا كما أننا نحن أيضا واحد... كان يصلي أن يكونوا متحدين في الفكر والقصد، كما هو مع الله "[58]

الرد : هذا خلط وتمويه للحقائق، فمع أن وحدة الرأي والفكر والهدف هي من صفات الوحدة بين الآب وابنه غير أنها لا تشكل الوحدة المشار إليها هنا، والتي هي وحدة الجوهر والطبيعة. هذا بتأكيد السياق، وفيه يصرّح الابن أنه مانح الحياة الأبدية، التي لا يمنحها إلا الله، ويشير إلى عظمة أبوه بأنه "أعظم من الكل" ليعقبها فورا بقوله الشهير "أنا والآب واحد". فالوحدة تعود إلى القدرة والعظمة التي للآب في العدد السابق وليس إلى وحدة الرأي الذي لا تلميح إليه في السياق. وعلى أثر التصريح "تناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه" والسبب معلن في قولهم "أنت إنسان تجعل نفسك إلهاً". فهل الإعلان عن وحدة الفكر والقصد مع الله تجعل من الإنسان إلها؟ كلا، فاليهود لم يفهموا من قوله ما فهمه شهود يهوه، وإنما فهموا منه المساواة مع الله، وهذا تجديف حكمه الرجم، لأن "من جدف على اسم الرب فإنه يقتل. ترجمه كل الجماعة رجما" ( لاويين 24: 16). والمسيح في جوابه لم ينكر ما قصده أو يحاول تصحيح سوء فهم حاصل، بل أكّده من جديد بقوله، أنّ الآب فيه وهو في الآب، مما لا يدع مجالا للشك أن الوحدة جوهرية. ولكن لمــّا فشلت الحجة عند معشر الشهود تحولوا إلى كلمة الله ليحرفوا معانيها، فترجموا الآية: "أن الآب في اتحاد بي وأنا في اتحاد بالآب"، رغم عدم وجود ما يدل في الأصل اليوناني إلى كلمة "اتحاد".

2 - (يوحنا 5 : 18) "فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا إن الله أبوه معادلا نفسه بالله".

اعتراض:"من قال أن يسوع يعادل نفسه بالله؟ ليس يسوع. لقد دافع عن نفسه ضد هذه التهمة الباطلة في العدد التالي نفسه (19)" فأجاب يسوع وقال...لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل". بهذا أظهر يسوع لليهود انه ليس معادلا لله ولذلك لا يقدر أن يعمل من تلقاء نفسه".[59]

الرد: لا اليهود قالوا ولا المسيح قال، بل الوحي يصف المفهوم الحقيقي لعبارة "ابن الله" التي نطق بها المسيح. ولو اعتقد المسيح بعدم استحقاقه للمساواة مع الله لتوجب عليه التصدي لهذا الفكر بعبارات واضحة لا تحتمل الظن. أما قوله أعلاه فلا يفهم إلا في السياق، وقد تعمدوا اقتطاع الآية وإخفاء الشطر الثاني منها بقصد التضليل. وهنا النص كاملاً: "فقال يسوع لهم: الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك". إنّ المسيح يعلن قدرته وسلطانه على عمل كل ما يعمله الآب، ويؤكد "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء"، وكلمة "كما" تعلن مساواة تامة، "لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابنلكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله"، وهذا هو بيت القصيد، إكرام الابن بذات الكرامة التي تعطى للآب.

3 - (يوحنا 20: 27 و28) "أجاب توما: ربي وإلهي. قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا".

قالوا: "بالنسبة إلى توما كان يسوع مثل "إله" وخصوصا في الظروف العجائبية التي أثارت هتافه ...هتاف دهشة عاطفيا".[60]

نقول: لو أن توما نطق بعبارته بدافع الحماس العاطفي وليس الإيمان القلبي يكون قد جدف، إذ جعل الإنسان إلهاً. علاوة على ذلك يكون الرب قد وافقه في تجديفه بعدم توبيخه. يقيناً القول لم يأتي بدافع الحماس، كما أن الغرض منه ليس نداء تعجب وتسبيح لله، على وتيرة "يا إلهي ما هذا؟!"، لأن صيغة التسبيح لا يمكن إسقاطها على هذه العبارة إلا إذا اعتقدنا أن التسبيح هو للمسيح، فالكلام موجه إليه وليس لله "أجاب توما وقال له". إن كانوا يؤمنون بأن توما سبح المسيح بالقول "ربي وإلهي"، فلا بأس.

اعتراض: "هل قال يسوع مرة إنّه الله؟ كلا، لم يقل ذلك قط. ولكنه في الكتاب المقدس يدعى "ابن الله" وقد قال "أبي أعظم منّي". [61]

الرد: إن كان القصد من سؤالهم تعجيزنا، فإننا بالمقابل نسألهم بذات الوتيرة وللغرض عينه: هل قال المسيح مرة عن نفسه إنه الملاك ميخائيل أو إله أدنى مرتبة من يهوه؟

لو أن المسيح قضى كل أيام حياته على الأرض في شرح أموره الإلهية لما استطاع البشر إدراكها، إذ إنها تسمو فوق العقول البشرية سمواً لا حدّ له ولا استقصاء. لقد اقتضى الأمر أن يتنازل إلينا ليس ليفجر قنبلة بالتصريح الكلامي، بل ليكلمنا بلغتنا، ويعبّر لنا عن ذاته بطريقة نستطيع أن نفهمها ونستوعبها، فنرى في حياته وتعليمه الله متجسدا. وقد أعرب عن أمنية قلبه فقال لتلاميذه: "إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يوحنا 16: 12-13). لكن عندما أخفق فيلبس في أن يرى الله فيه لم يتردد في مساعدته فصرّح: "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرِنا الآب" (يوحنا 14: 9).

وقوله "أبي أعظم منّي" لا يحطّ قط من منزلته كابن الله الأزلي. فالمسيحيون أجمعون يؤمنون بأن المسيح نطق بهذه الكلمات، بصفته ابن الإنسان الكامل؛ أمّا بصفته ابن الله فقال: "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30).

اعتراض: "أوضح يسوع أيضاً أنّ هنالك أموراً لا يعرفها هو ولا الملائكة ولكن الله وحده يعرفها (مرقس 13: 32)". [62]

الردّ: إنّ الحديث في الآية المشار إليها هو عن مجيء المسيح، الذي بوصفه ابن الإنسان في حدود تجسده المتواضع لا يشارك الآب في هذه المعرفة. وبقوله هذا يوضح لسامعيه أن لا يتوقعوا معرفة الأزمنة والأوقات من إنسان ما. أمّا من حيث لاهوته فيعرف هذه الساعة حق المعرفة، لأنه هو موضوعها وسيدها. وكيف لا يعرفها وهو "قوة الله وحكمة الله"(1كورنثوس1 :24) و "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة" (كولوسي 2: 3- 4) و "القادر على كل شيء" (رؤيا1: 8)؟ لقد قال، أن كل ما للآب هو له، وهذا يشمل المعرفة المطلقة. وقال، بأن "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن" (متى 11 : 27)، ومن يعرف الآب يعرف كل شيء.

اعتراض: "في إحدى المناسبات صلّى يسوع إلى الله قائلاً: "لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لوقا 22: 42). فلو كان يسوع الله الكلّي القدرة لما صلّى إلى نفسه."[63]

الردّ: لا يغفل المعترضين أنّ المسيح من حيث ناسوته كان خاضعاً لإرادة الله ونواميسه؛ وصلاته هنا لا تنفي لاهوته ووحدته مع الآب في الجوهر إذ إنّه يرفعها كابن الإنسان. أما من ناحية لاهوته فقد برهن على إرادته الذاتية وسلطانه المطلق:

1 - في مغفرته للخطايا

2 - في طرده الشياطين

3 - في شفائه المرضى

4 - في إقامته الموتى

اعتراض: "حسنا، كانت للرسل وللنبيين إيليا وأليشع هذه القدرة أيضا، ولكن ذلك لم يجعلهم أكثر من رجال ...لم يجعل أيّا منهم جزءا من ذات إلهية".[64]

الرد: أن سلطان المسيح في المعجزات لم يكن مشابهاً لسلطان الأنبياء المبني على إرادة الله، بل المبني على إرادته الذاتية، فقال للأبرص " اطهر" فطهر. وقال للميت "قم" فقام . وللريح "اسكني" فسكنت. فمن الإجحاف تشبيه سلطان المسيح بالسلطان المعطى للأنبياء، فحتى أعداء المسيحية لم يجرؤا على هذه المقارنة.

اعتراض: "إنّ يسوع المسيح المقام والممجّد يعبد الآب السماوي بصفته إلهاً له، تماماً كما كان يعبده تلاميذ يسوع؛ ولهذا السبب خاطب يسوع أباه بقوله "إلهي" و"أنت الإله الحقيقي وحدك" (يوحنا 20: 17؛ 17 :3)." [65]

الردّ: إنّ الآيات المعترض بها لا تنفي لاهوت المسيح في أيّة حال. وفي ما يلي نعرض توضيحاً لكل منها:

أ - قوله لتلاميذه: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". قلنا في ما سلف، إن طبيعتي اللاهوت والناسوت في شخص المسيح لم تمتزجا أو تختلطا بالرغم من اتّحادهما كلياً، بل بقيت كل طبيعة محتفظة بخصائصها. ولذلك نرى في أعمال المسيح وفي أقواله ما هو مختص باللاهوت أحياناً وبالناسوت أحياناً أخرى. فهو من حيث لاهوته "الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد" (رومية 9: 5). أما من حيث ناسوته فكان إنسانا كاملاً مقدّماً لله العبادة الكاملة اللائقة به. فضلاً عن ذلك انفرد المسيح بعبادته لله ولم يشاركه فيها أحد ولا حتى تلاميذه، لأنه كان بلا عيب ولا نقص وقد فاقت إنسانيته كل إنسانية.

ب - قوله للآب: "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك". لا يقصد منه أن الآب إله حقيقي بينما الابن إله مزيف أو إله أدنى مرتبة من يهوه، لأن المسيح، إضافة إلى كونه مباركاً وحكيماً ومخلّصاً، هو أيضا "الإله الحق والحياة الأبدية" (1 يوحنا5: 20)؛ وعليه يكون قصد المسيح أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد بالمقارنة مع آلهة الوثنيين الباطلة، وليس قط مع الابن.

اعتراض: "الأسفار المقدسة تقول بعد ذلك أن الله ما يزال رأس المسيح (1 كورنثوس 11: 3)".[66]

الردّ: بالصفة ذاتها التي اعتبر فيها المسيح الله إلهه، يصرّح الوحي أيضاً بأنّ الله رأسه. ولا غرابة في هذا القول، كما ولا اعتراض فيه على لاهوت المسيح.

اعتراض: "يقول الكتاب المقدس أيضاً إنّ يسوع سيملك كملك معيّن من الله حتى يضع كل الأعداء تحت قدميه وحينئذٍ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكلّ في الكلّ (1 كورنثوس 15: 28)." [67]

الردّ: تلخّصت مهمة المسيح ابن الإنسان في مجيئه الأول إلى الأرض بإعلان محبة الله وبتقديم نفسه ذبيحة كفّارية عن الجنس البشري. وتتلخّص وظيفته الحالية في السماء بالشفاعة والوساطة للمؤمنين به. وستكون وظيفته في مجيئه الثاني دينونة الخطاة والحكم على العالم. فلا بد أن يتمّم كل ما عيّن لأجله كأبن الإنسان. بعد ذلك سيخضع كإنسان لله إذ لا تعود هنالك حاجة بعد إلى وساطة أو شفاعة أو فداء أو رعاية أو دينونة في الأبدية - الأمور التي تجسّد لأجلها المسيح- وبذلك يصبح الله هو الكلّ في الكلّ.

شاء شهود يهوه أم أبوا، كان المسيح وسيبقى في قلوبنا وأذهاننا "الكائن على الكلِّ إلهاً مباركاً". وكما أن مسيحنا لا يتغير، هكذا أيضاً مسيحيّتنا لا تتغير وستبقى عابدة ومسبّحة لشخص الربّ يسوع المسيح إلى الأبد.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 15072