الإصحاح الثالث والأربعون: عــاقبة الـرب - العاقبة أو النهاية
(ع 16- 17) العاقبة أو النهاية.
"وعاش أيوب بعد هذا مئة وأربعين سنة". هذا لا يعني أن أيوب عاش مئة وأربعين سنة بعد إتمام التجربة وحوادثها، بل أن حياة أيوب كانت كلها مئة وأربعين سنة. وهو لاشك عمر محترم جداً. صحيح أنه لم يبلغ في طوله عمر إبراهيم أو اسحق ولكنه على ما يعتقد وصل إلى شيء يماثل عمر يعقوب، وأكبر من عمر موسى، وهنا دليل آخر على أن أيوب عاش في عصر سابق لموسى الذي يخبرنا في مزموره التسعين إن "أيام سنينا هي سبعون سنة وإن كانت مع القوة فثمانون سنة" ويبدو أن موسى هو كاتب السفر، وهو وأخوه هرون لم يعيشا مئة وأربعين سنة فذلك يجعله أطول عمراً من أي واحد من الآباء وليس القصد بطبيعة الحال بعض الشيوخ قبل الطوفان، فأولئك كانوا يعيشون أعماراً طويلة جداً، ولكن الناس بعد الطوفان لم يعيشوا مثل هذه الأعمار الطويلة – إلا في الفترة التي تلت الطوفان مباشرة. وهكذا ينتهي السفر بأيوب مائتاً شيخاً وشبعان أياماً.
وهكذا اختفى عن العين ذلك الرجل العزيز "شيخاً وشبعان أيام" ربما أراد مرة أن يقول أنه "شبعان ليالي" لكن النور أشرق عليه وهوذا يسير في النور "إلى النهار الكامل".
نصل إلى النهاية نهاية يوم سلام كامل يرى أربعة أجيال في العمر الكبير الناضج مائة وأربعين سنة وينضم إلى آبائه. في مراجعة الترجمة السبعينية نجد إضافة طويلة للعدد الأخير تبدأ بهذه الجملة: "ومكتوب أنه سيقوم أيضاً مع أولئك الذين سيقيمهم الرب". وتظهر هذه العبارة أن رجاء قيام الجسد كانوا يؤمنون به في الأيام القديمة وبكل تأكيد سيكون أيوب هناك "في ذلك اليوم" وتعبيره العظيم "أعلم أن وليّ حي" ورجاء رؤية الرب يتحقق. كل شعب الله يعلم هذا الحق المنقطع النظير إن الرب في كل معاملاته مع شعبه كثير الرحمة ورؤوف.
في تحليلنا قد أشرنا تكراراً إلى المقارنة بين أيوب وآلامه والرب مخلصنا وآلامه المقدسة وهي تبيّن كمال محبوبنا. استخدام يمكن أن يعمل لإسرائيل أن تتبعوا هذا كفائدة، مثل أيوب، تعاني البر الذاتي لكن يوماً ما ستأتي الأمة وجهاً لوجه إلى الرب وتتواضع في التراب من ثم في استردادهم سيقبلون من يد الرب ضعفين عن كل خطاياهم (أشعياء 40: 2).
"هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟"
"قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف" (يعقوب 5: 11).
- عدد الزيارات: 16928