الإصحاح السادس والعشرون: جواب أيوب لبلدد - يحكم السحب والمياه
(ع8-10) يحكم السحب والمياه.
يتجاوز أيوب السماء النجمية إلى ما يرتبط بالأرض مباشرة، ثم يصف بأسلوب شعري جميل، وفي لغة علمية دقيقة، السحب كالأوعية التي تحتوي المياه فوق الأرض. فالله هو الذي يجمع أبخرة الجلد ويكثفها في السحب الكثيفة. لو أن هذه المياه انسكبت على الأرض بغير قيد، فلا بد من طوفان غامر مهلك. لذلك هو يصر تلك المياه أو يقيدها في سحب، ثم يرسلها في قطرات لطيفة بحسب مشيئته، وبقدر ما يعوز الأرض الظامئة.
وهناك خلف تلك السحب يقوم كرسيه، بعيداً بعيداً عن مدى أبصارنا "السحاب والضباب حوله، العدل والحق قاعدة كرسيه" (مزمور97: 2). لكن الإنسان بكل معارفه ومهارته يستعصى عليه أن ينفذ من خلال تلك السحب ليرى ذاك الجالس على كرسيه. لكن الإيمان وحده هو الذي يشاهده هناك. يرى وجه ذاك الذي يركب لكي يغلب.
"رسم على وجه المياه" أو "أحاط المياه بحدود" وهذه هي مياه الأرض "البحر الكبير الواسع الأطراف" الذي لا تقوى أمواجه المتكبرة على أن يجتاز نطاق القيود والحدود المعنيّة. "وضعت لها تخوماً لا تتعداه، لا ترجع لتغطي الأرض" (مزمور104) "عند اتصال النور بالظلمة" أو "عند الحدود بين النور والظلمة" وهي حدود ممعنة في البعد، لا يميزها إلا حيث يتداخل النور في الظلمة "من حافة الأفق المعتمة". وهذه الترجمة تعطي معنى أجمل وأكثر مناسبة من التراجم التي بأيدينا.
- عدد الزيارات: 18037