Skip to main content

الإصحاح السادس والعشرون: جواب أيوب لبلدد - نصرته في الجو

الصفحة 7 من 9: نصرته في الجو

 (ع13) نصرته في الجو.

إن العدد الثالث عشر أكثر عُسراً من العدد السابق. ففي الترجمة العربية نقرأ "بنفخته. السماوات ويداه أبدأتا الحية الهاربة"

وفي إحدى التراجم الإنجليزية جاء العدد هكذا "بروحه قد زيّن السماوات، يداه أبدأتا الحية الهاربة". وترجمة أخرى تقول "بنفخته السماوات مبتهجة" وهو لفظ يقارب اللفظ العربي "مسفرة" أي مضيئة، "مبهجة" "يده أبدعت التنين المتشرد، غير أن اللفظ الأكثر وضوحاً للفعل الأصلي المترجم "أبدأ" أو "أبدع" هو "جرح، طعن". وهذا يتفق مع (اشعياء27: 1) حيث الفكرة تطوي العددين12، 13، إذن فالرابطة توحي بتقويض العدو. بهدم العدو – الشيطان، تجسيد الكبرياء "التنين الحية الذي هو إبليس الشيطان" (رؤيا20: 2). وهذا قد يتفق، من حيث المفهوم الوحي، مع أقوال بلدد "هو صانع السلام في أعاليه" (ص25: 2).

ونستطيع أن نقول، من الجهة الأخرى (كما البعض) إن هذا كله يمكن تطبيقه على قوة الله الخالقة. فهو قد رصّع أو زيّن أو جمّل السماوات، ويداه أبدعتا أو كوّنتا الحية الملتوية (مجموعة Snake) التي تتلوى حول الأجواء الشمالية. وعلى ضوء المعلومات الغالية التي يزخر بها سفر أيوب، تبدو هذه القراءة، مقبولة، متقنة الأداء

وبقليل آخر نشير إليه – من قبيل الدقة فقط – لنرفضه. يقول البعض إن هذه الحية الملتوية (مجموعة Snake) تحاول أن تكشف ضوء الشمس وذلك بمحاولة منها أن تتلوى أو تلتف حولها. والله يعمل باستمرار على تقييدها، ويحملها على تخفيف قبضتها، فتهرب الحية، الأمر الذي ينتج عنه أن تعود السماوات إلى الإشراق ببهائها!! وهل نتصور أن أيوب يستخدم هذه الخرافة ليعبر بها عن عظمة الله بأسلوب غاية في الجمال والصدق؟

إذن فقد انجلى المفهوم العام: إن الله مطلق السلطان في السماء كما على الأرض، يخلق، يسيطر، يخلّص. ومن الزاوية الروحية سوف يقلب كل ما من شأنه إفساد خليقته الجميلة التي تعلن مجده. وسنجد أن هذا سيتفق مع الإصحاحات الأخيرة من السفر، حيث يعلن الله بنفسه قوته الخالقة، وضبطه لعناصر الكبرياء العدائية (ص38-41).

وهناك أكثر
الصفحة
  • عدد الزيارات: 18036