تمهيد - مقاومات الكرازة في أفسس
مقاومات الكرازة في أفسس
مع أن الله قد بارك كثيراً كرازة وخدمة الرسول بولس في أفسس وأيدها بالقوات " غير المعتادة " التي صنعها على يديه، إلا أنه لقي مقاومات عنيفة من الشيطان وأعوانه، فقد بدأت تلك المقاومات عندما كان قوم من اليهود قد قسوا ولم يقنعوا بكرازته بل كانوا يشتمون الطريق أما الجمهور كما سلفت الاشارة (أع 19 : 9) وفيما كتبه الرسول نفسه في بعض رسائله نرى كم لقى من المقاومات العنيفة، ففي 1كو15 : 32 يقول " كإنسان قد حاربت وحوشا في أفسس " مشيرا بذلك بدون شك إلى المقاومات الشديدة التي لقيها هناك ولا سيما من اليهود ثم يقول أيضاً " ولكنني أمكث في أفسس إلى يوم الخمسين لانه قد انفتح لي باب عظيم فعال ويوجد معاندون كثيرون " (1كو16 : 8، 9) ثم قوله بعد ذلك في رسالته الثانية " فاننا لا نريد أن تجهلوا أيها الاخوة من جهة ضيقتنا التي أصابتنا في آسيا إننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة أيضاً " (2كو1 : 8) لقد كانت للشيطان أيضاً وسائله المتنوعة في مقاومة عمل الله، فلم يكتف بالمقاومات القاسية التي أثارها على خادم الرب الأمين بولس وعلى خدمته، بل استعمل وسيلة أخرى وهي تقليـد عمل الله بواسطة سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة " فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين أن يسموا على الذين بهم الأرواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس " لقد كان هؤلاء التعساء المجدفون يجهلون عاقبة استخدام الاسم القدوس المبارك – اسم ربنا يسوع في سحرهم وعرافتهم، فالإنسان الذي كان فيه الروح الشرير وثب عليهم وغلبهم وقوى عليهم حتى خرجوا من ذلك البيت عراة ومجرحين حتى صار ذلك معلوما عند الجميع " وكان اسم الرب يسوع يتعظم " (أع 19 : 13-17) شكرا لله فانه بالرغم من شدة وقسوة مقاومات العدوفإن كلمة الرب كانت " تنمو وتقوى بشدة " (أع 19 : 20) لأنه مهما اشتد هجوم الشيطان وأعوانه فإن كلمة الرب لا يمكن أن ترجع إليه فارغة.
لم تكن هذه كل المقاومات التي لقيها الرسول بولس في أفسس، إذ واجه مقاومة أخرى شديدة وقاسية، فإن إنسانا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة للألهة ارطاميس، كان ذا نفوذ بين الصناع إذ كان يكسبهم مكسبا ليس بقليل، لذا جمعهم هم والفعلة في مثل ذلك العمل وهيجهم ضد الرسول بولس قائلا " أنتم تعلمون أن سعتنا انما هي من هذه الصناعة. وانتم تنظرون وتسمعون انه ليس من أفسس فقط بل من جميع آسيا تقريبا استمال وأزاغ بولس هذا جمعا كثيراً قائلا أن التي تصنع بالأيادي ليست آلهة. فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من أن يحصل في إهانة بل أيضاً هيكل ارطاميس الإلهة العظيمة أن يحسب لا شيء وأن سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع آسيا والمسكونة " (أع 19 : 24- 27). عندئذ غضبوا وطفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين حتى امتلأت المدينة كلها اضطرابا وخطفوا غايوس وارسترخس رفيقي بولس في السفر (ع 28، 29).
- عدد الزيارات: 11316