Skip to main content

الفَصلُ الخامِس عشَر سفرُ الرُّؤيا - المِفتاحُ الثالِث

الصفحة 8 من 19: المِفتاحُ الثالِث

المِفتاحُ الثالِث

المِفتاحُ الثالِثُ، الذي يُساعِدُنا على حَلِّ لُغزِ هذه الرِّسالة المُشفَّرَة من الله لشَعبِِهِ، هُوَ المُهِمَّة التي أُعطِيَت ليُوحنَّا. تُشكِّلُ هذه المُهِمَّةُ مُلخَّصَ الرُّؤيا التي أخذَها يُوحنَّا على جزيرَةِ بطمُس. يُعطينا الإصحاحُ الأوَّل والعدد 19 هذه المُهمَّة وهذا المُلخَّص. لقد طُلِبَ من يُوحنَّا، "أكتُبْ ما رَأَيتَ وما هُوَ كائِنٌ وما هُوَ عَتيدٌ أن يكُونَ بعدَ هذا."

في الإصحاحِ الأوَّل من سفرِ الرُّؤيا، نقرَأُ عن إختِبارِ يُوحنَّا. الذي رآهُ يُوحنَّا في الإصحاحِ الأوّل يُبرِزُ الجزءَ الأوَّلَ من مُهِمَّتِهِ، عندما قِيلَ لهُ أن يكتُبَ ما رأى، وأن يُوجِّهَ هذه الرُّؤيا المكتُوبة إلى الكنائِسِ السبع التي كانت في آسيا الصُّغرى في تِلكَ الأيَّام.

إلتَفَتَ يُوحنَّا ليَنظُرَ، تماماً كما مالَ مُوسَى جانِباً لينظُرَ اللهَ أمامَ العُلَّيقَةِ في البَرِّيَّة. (خُروج 3: 3، 4). لقد إلتَفَتَ يُوحنَّا لِيَنظُرَ الصَّوت الذي تكلَّمَ معَهُ، ولمَّا إلتَفَتَ تكلَّمَ الصَّوتُ معَهُ. لاحِظُوا الأفعال التي إستخدمَها يُوحنَّا ليَصِفَ لنا إختِبارَهُ. "ولمَّا إلتَفتُّ"، يقُول، "رَأَيتُ. فلمَّا رأيتُهُ، سقطَّتُ عندَ رِجلَيهِ كَمَيتٍ." يبدو أنَّ الرمزِيَّة كانَت أنَّ شرطَ الحُصُولِ على إختِبارٍ عميقٍ معَ الله هو بأن نميلَ جانِباً.

لقد كانَ الرسُولُ يُوحنَّا يُكمِلُ الجزءَ الأوَّلَ من مُهِمَّتِهِ عندما سجَّلَ ذلكَ الإختِبار. بعدَ أن أُمِرَ يُوحنَّا "فاكتُبْ ما رأَيتَ،" أُعطِيَت لهُ المعلُومات "أكتُبْ ما هُوَ عَتيدٌ أن يكُونَ." لقد أكمَلَ يُوحنَّا الجزءَ الثَّاني من مُهِمَّتِهِ في الإصحاحِ الثاني والثالِث عندما كتبَ الرسائِل إلى الكنائِس السبع في آسيا الصُّغرى.

بالإختِصار، يُخبِرنا الإصحاحُ الأوَّلُ عن الأُمُورِ التي رآها يُوحنَّا عندما إختَبرَ هذا الإختِبار. الإصحاحَان الثاني والثالِث هُما الجزءُ الثاني من هذه المُهِمَّة، والتي كانت أن يكتُبَ "ما هُوَ كائِن"، أي الأُمُور المَوجُودَة في الكنائِسِ السبع. هذه الكنائِس، أفسُس، سميرنا، برغامُس، ثِياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، ولاوُدكيَّة، كانت كنائِس حقيقيَّة.

تذكَّرُوا أنَّهُ في الإصحاحِ الأوَّل من سفرِ الرُّؤيا، رأى يُوحنَّا سبعةَ منائِر من ذَهَب. إن إعلانَهَ ليسُوع المسيح كانَ أنَّ المسيحَ كانَ يتمشَّى في وسطِ هذه المنائِر. ثُمَّ يُخبَرُ يُوحنَّا أنَّ المنائِرَ هي الكنائِس. ويُخبَرُ يُوحنَّا أيضاً أنَّ الذي يقِفُ في وسطِ المنائِر هُوَ المسيح. رُغمَ أنَّ هذه الكنائِس كانَ لديها الكثير من المشاكِل، ولكنَّ المسيحَ الحَيَّ القائِم من الموت يتمشَّى في وسطِها. فمهما كانت هذه الكنائِسُ مُقصِّرَةً عمَّا ينبَغي أن تكُونَهُ بالفِعل، لا تنسُوا التالي: المسيحُ كانَ في وسطِها.

كانت الرِّسالَةُ التي وجَّهَها الرَّبُّ إلى كَنيسةِ أفسُس هي التاليَة: "لقد فقدتُم محبَّتَكُم." إنَّ هذا يُحَيِّرُني، لأنَّ تيمُوثاوُس كانَ المُشرِف على هذه الكنيسة. قالَ بُولُس لكنيسةِ فيلبِّي أنَّهُ كانَ يُرسِلُ تيمُوثاوُس إليهِم لأنَّهُ عرفَ أنَّهُ لم يكُن أحدٌ قادِراً أن يُحِبَّهم كما أحبَّهُم تيمُوثاوُس. لقد كانَ مِحوَرُ حياتِهِ الطبيعي الإهتِمامُ بالآخرين. فالآن، يبدُو وكأنَّ الرِّسالَةَ المُوجَّهَةَ إلى الكنيسة تحتَ إشرافِ تيمُوثاوُس كانَت سُؤالاً من قِبَلِ المسيح المُقام، "ماذا حدَثَ لمحبَّتِكُم؟" إن كُنتَ تشعُرُ أنَّكَ شخصٌ يُمكِنُ أن يُحِبَّ الرَّبُّ الناسَ من خِلالِكَ ، لا تنسَ أنَّهُ من المُمكِن أن تخسَرَ إختِبارَ أن تكُونَ أداةً من خِلالِها يُحِبُّ المسيحُ الناسَ الذين إئتَمَنَكَ على أن تُحِبَّهُم بمحبَّتِهِ.

المِفتاحُ الرَّابِع
  • عدد الزيارات: 27890