الفَصلُ الخامِس عشَر سفرُ الرُّؤيا - المِفتاح السادِس
المِفتاح السادِس
إنَّ هدَفَنا من قِراءَةِ سفرِ الرُّؤيا ينبَغي أن يكُونَ العِبادة بدَلَ الفَهم، عندما نقرَأُ هذا السفر. هذا الأمرُ هُوَ غايَةٌ في الأهمِّيَّة. فهُناكَ وعدٌ بالبَركة على كُلِّ من يقرَأُ هذا الكِتاب ويحفَظُ أقوالَهُ (22: 18). هُناكَ عدَّةُ حقائِق تعبُّدِيَّة في هذا السفر – خاصَّةً في الرسائِل المُوجَّهة إلى الكنائِسِ السَّبع – والتي هِي حقائِق تعليميَّة وتأمُّليَّة. هُناكَ الكثيرُ من الحَقائِق التي لا نفهَمُها في سِفرِ الرُّؤيا، ولكنَّنا مُطالَبُونَ بطاعَتِها. يَميلُ بعضُ المُؤمنِين لعِبادَةِ فهمِ هذا السفر بدلَ الله والمسيح المُقام الذي أعطى هذا السفر ليُوحنَّا.
يُشيرُ الرسُولُ المحبُوبُ إلى هذا المِفتاح مرَّتَين قُرابَةَ نهايَةِ هذا السفر. نقرَأُ أنَّ يُوحنَّا سقطَ عند رِجلَي الملاك الذي فسَّرَ لهُ كُلَّ هذه الرُّمُوز وسجدَ لهُ. نحنُ نفهَمُ لماذا فعلَ هذا، ولكنَّ الملاكَ قالَ لهُ، "أُنظُرْ لا تَفعَلْ. أنا عَبدٌ معَكَ ومَعَ إخوَتِكَ الذين عندَهُم شهادَةُ يسُوع" (19: 10، 22: 8).
هذا تصريحٌ واضِحٌ عن القصد من قِراءَةِ سفرِ الرُّؤيا. هذا القصدُ ليسَ أن نفهَمَهُ كُلَّهُ، بل بأن نقرَأَهُ بِنفسِ الطريقة التي نقرَأُ بها إنجيلَ يُوحنَّا – لِكَي نرى يسُوع. وعندها نعبُدُ يسُوعَ الذي نراهُ، ونعبُد الله. دَعْ سفرَ الرُّؤيا يزيدُ حِسَّكَ بالهَيبَةِ والمخافَةِ والِعبادة. وبينما تقرَأُ هذا السفر، إقتَرِبْ من محضَرِ اللهِ.
- عدد الزيارات: 27881