الفَصلُ الحادِي عشَر اللهُ الذي يُسَيطِرُ على الوضع - تَطبيقاتٌ لِعَصرِنا الحاضِر
تَطبيقاتٌ لِعَصرِنا الحاضِر
تُقدِّمُ لنا القِصَّةُ بِضعَ تطبيقاتٍ لحياتِنا الشَّخصِيَّة. أوَّلاً، تأمَّلُوا بالعلاقاتِ التي كانت بينَ يُوسُف وأبيهِ وإخوتِهِ. لقد كان هذه العلاقاتُ بَعيدَةً عن أن تَكُونَ نَمُوذَجِيَّة! فواضِحٌ أنَّهُ لم يَكُنْ يَعقُوبُ والِداً مِثالِيَّاً. فتَحَيُّزُهُ تجاهَ يُوسُف جلبَ على إبنِهِ هذا ألماً وعذاباً أكثَرَ منَ الرَّاحة – وبالطَّبعِ لم يَكُنْ هذا عادِلاً بالنِّسبَةِ لباقي الأولاد. ولكن مَنْ منَّا لديهِ والدين كامِلين؟ وكم منَّا لدينا علاقاتٍ كامِلَةٍ معَ أشِقَّائِنا؟ فنَحنُ لم نَختَرْ العائِلة التي تَرَبَّينا فيها، ورُغمَ ذلكَ فأعضاؤُها يُشَكِّلُونَ حياتَنا. كَثيرُونَ منَّا لديهم أجنِحَة مُتَكَسِّرَة أو قُلوب مَجرُوحَة أو مصاعب في حياتِنا، نتيجَةً لهذه العلاقات. ولكنَّ الرِّسالَةَ التي تُقدِّمُها لنا قِصَّةُ يُوسُف هي التَّالِيَة: اللهُ يسُودُ على ظُرُوفِ حياتِنا، ولا توجَدٌ أوضاعٌ سَيِّئَةٌ لِدَرَجَةِ أنَّ اللهَ لا يستَطيعُ فِداءَها وإستِخراجَ الخيرِ منها. فاللهُ يستَطيعُ أن يستَخدِمَ تأثيرَ والِدَيكَ حتَّى ولو كانا مُذنِبَين. واللهُ قادِرٌ أن يستخدِمَ تأثيرَ أشِقَّائِكَ وشقيقاتِكَ حتَّى ولو كانُوا مُذنِبين. لقد إستَخدَمَ اللهُ عداوَةَ عائِلَةِ يُوسُف، لِكَي يَضَعَهُ بمُوجَبِ عنايتِه ِالإلهِيَّة في مِصر، ولكَي يُنقِذَ هذه العائِلة المُختارَة منَ المَوتِ جُوعاً، التي منها سوفَ يأتي المَسِيَّا إلى هذا العالم. وبإمكانِ اللهِ أن يستَخدِمَ تجاوُبَكَ معَ عداوَةِ عائِلَتِكَ، لكَي يُشَكِّلَ من خلالِ ذلكَ حياتَكَ. ويوماً ما، سوفَ ترى كيفَ تنظَّمَت ظُرُوفُ حياتِكَ بِواسِطَةِ العنايَةِ الإلهيَّة، لِكَي تُحَضِّرَكَ لتلعَبَ الدَّور الذي أرادَهُ لكَ اللهُ.
- عدد الزيارات: 7207