الفَصلُ الحادِي عشَر اللهُ الذي يُسَيطِرُ على الوضع - قِصَّةُ يُوسُف
قِصَّةُ يُوسُف
تدُورُ قِصُّةُ يُوسُف بالحقيقَةِ حولَ العِنايَةِ الإلهِيَّة. رِسالَةُ هذه القِصَّة تَتَلَخَّصُ في عَدَدٍ واحِدٍ في العهدِ الجديد، هُوَ رُومية 8: 28، والذي يَقُولُ، "ونحنُ نَعلَمُ أنَّ كُلَّ الأشياءِ تعمَلُ معاً لِلخَيرِ للذينَ يُحِبُّونَ الله، الذين هُم مَدعُوُّونَ حسبَ قَصدِهِ." لقد إضطَّرَبَ إخوَةُ يُوسُف كَثيراً عندما إكتَشَفُوا من كانَ أخُوهُم، ولكنَّهُ تجاوبَ معَهُم بهذه الكلماتِ المُعَزِّيَة – كَلِماتٍ تُؤَكِّدُ لنا كونَ اللهِ يعمَلُ خلفَ السِّتارِ في حياتِنا أيضاً: "والآن لا تَتَأسَّفُوا ولا تغتاظُوا لأنَّكُم بِعتُمُوني إلى هُنا. لأنَّهُ لإستِبقاءِ حَياةٍ أرسَلَني اللهُ قُدَّامَكُم... لِيجعَلَ لكُم بَقِيَّةً في الأرضِ وليَستَبقِيَ لكُم نجاةً عظيمة. فالآن ليسَ أنتُم أرسَلتُمُوني إلى هُنا بَلِ اللهُ." (تَكوين 45: 5، 7- 8).
في قِصَّةِ يَعقُوب، أبي يٍُوسف، رأينا رَجُلاً كانت حياتُهُ تسيرُ على ما يُرام، ولكن ليسَ لأنَّهُ هُوَ الذي جعلَها كذلكَ. بلِ اللهُ كانَ هُوَ المُسَيطر طِوالَ الوَقت. يُوضِحُ يُوسُف هذه الحقيقة نفسَها، ولكن من زاوِيَةٍ أُخرى. ففي قِصَّتِهِ، نَجِدُ رَجُلاً لم تَبدُ حياتُهُ أنَّها تَسيرُ على ما يُرام. فلقد بِيعَ عَبداً من قِبَلِ إخوَتِهِ؛ ثُمَّ إتُّهِمَ زُوراً بجريمَةٍ لم يقتَرِفْها؛ ونُسِيَ من أُولئكَ الذين وعدُوا بأن يُساعِدُوهُ. ولكن أيَّاً من تلكَ الظُّروف لم تحدُثْ نتيجَةً لتَصَرُّفاتِهِ هُوَ. لقد كان يجتازُ في مشاكِلَ وظرُوفٍ صعبَةٍ لِلغايَة، ليسَ لأنَّهُ إستَحَقَّها، بَل لِكَي يتمجَّدَ اللهُ ولكي تستَمِرَّ خُطَّتُهُ.
- عدد الزيارات: 7184