الكل واحدٌ جديد في المسيح
إلا أن هناك أمراً آخر لم يكن الله قد أعلنه أو ثبته حتى وقت رفض مسيا. ولأجل هذا الأمر قد أرجأ إرسال الروح القدس من السماء. ففي صليب المسيح قد وضع الله أساس هذا العمل الجديد وأصبح يجمع كنيسته من بين اليهود والأمم ليجعلهم إنساناً واحداً جديداً في المسيح. لا يخفى أن الإنسان يريد أن يجعل لنفسه أهمية في هذا العالم، وعندما يسمح لنفسه بالتهور في هذا الادعاء فإنه يسقط فريسة لمخالب العدو ويسهل عليه أن يخدع نفسه لأنه قبل صليب المسيح كان للإنسان مجال على درجة ما. فخرابه التام وعداؤه له وبغضه للنعمة المعلنة في شخص الابن كل هذا لم يظهر في ملئه حتى وقت الصليب. كما أنه قبل الصليب أيضاً لم يعلن لنا الله كما هو تعالى معلن اليوم – لا بل لم يكن في الإمكان إعلانه بهذه الصفة في ذلك الوقت. ولكن الابن الوحيد هو الذي أعلنه لنا بالنسبة للخطية وبالنسبة لبره – ذلك البر الجديد في نوعه الذي بواسطته ويبارك الذين يؤمنون بيسوع حتى ولو من أشر الناس.
والآن – إذا رغب القلب في النمو في ما أعلنه الله عن نفسه في المسيح حسب نعمته المتجهة نحو الكنيسة التي هي جسد المسيح الواحد، فإنني أستطيع حينئذ أن أحكم على الطبيعة أصلاً وفرعاً، وعلى العالم الذي يريد الإنسان أن ينال له فيه مركزاً. فكنيسة الله قد تأسست على حقيقة خراب الإنسان لتكون لمجد الله في ابنه كما صرح الروح القدس بذلك غير أن هذا يظهر المكانة السامية للحق الذي نتابع البحث فيه بالنسبة للنفس من حيث شركتها وسلوكها. (يا ليتنا نبتعد عن كل ما لا يتفق مع الاختبار ومع نسبة النفس إلى الله) والحقيقة هي أنه لا شيء (بفرض أننا طرحنا جانباً مسألة حق الكنيسة وحالة قلوبنا وضمائرنا وعلاقتنا بالله والعبادة والخدمة إلى حين) يميز المؤمنين ويربطهم معاً رباطاً متيناً إلا حق شخص المسيح، الذي لا سواه أكثر سطوة وبساطة ونفوذاً على سلوك الشخص المسيحي وسيرته.
- عدد الزيارات: 2688