Skip to main content

الفصل 16: اهرب من الغضب الآتي

يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه السماء وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون (متى 16: 3).

هذا ما قاله الرب يسوع للفريسين موبخا، لأنهم لم يميزوا علامات مجيئه الأول وهذا أقل ما سيقوله لك عند مجيئه الثاني وأنت أمام العرش الأبيض المهيب د، حيث ستقف أمامه للدينونة لكي تعطي حسابا على كل عصيان وليس عن ذلك فحسب بل عن "كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين"

(متى 12: 26).

والكتاب المقدس، ذهب على أبعد من ذلك في أمر الخطيئة فقال على فم داوود: السهوات من يشعر بها ومن الخطايا المستترة أبرئني (مزمور 19: 12).

نعم، ستحاسب عزيزي، عن السهوات وحتى عن الآثام الدفينة في دواخلك والتي لا يعلم بها أحد غلا أنت، وإن كان الأمر كذلك، فلن يخلص أحد، وأين أراك تهرب من الغضب الآتي، إن لم تسو الأمر اليوم، بل الآن قبل فوات الأوان وبالطريقة التي أعدها الله وحده..؟

كيف..؟

الخلاص... ليس أبدا ما يصنعه الإنسان لله، بل ما صنعه الله للإنسان..!

اله برحمته الغنية، رأى الإنسان عاجز عن إرضائه، لا بحفظ الناموس ولا بأعماله ولا بأي شيء صالح فيه، فتحنن عليه ونزل في أحشاء مريم العذراء المباركة وصار إنسانا مثلنا وأطاع حتى الموت، موت الصليب وحمل عنا جزاء خطايانا ومعاصينا وسمَّرها على خشبة العار، حيث صار خطيئة ولعنة لأجلنا... كل هذا، كان من أجلي ومن أجلك، أتؤمن..؟

وهذا ما يسميه الكتاب المقدس (النعمة) وكما يحدد لنا بولس الرسول هذا الأمر في رسالة (أفسس 2: 8- 9) قائلا: لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.

الخلاص هو إذا بالنعمة عزيزي القارئ، هو عطية الله المجانية التي تقدر بثمن لجنسنا البشري الساقط، فلماذا لا تستفيد منها الآن قبل فوات الأوان..؟

في أيام نوح، بينما رأى نوح الخطر محدقا به، هرب إلى الفلك لكي ينجو، واليوم الفلك الخشبي معبر عنه بشكل رمزي ألا وهو الصليب حيث هناك المصلوب... اهرب على يسوع عزيزي، ودخل فيه بالإيمان، لأنه هو وحده خشبة الخلاص وفلك النجاة.

فعلى ضوء ما قرأنا في كلمة الله من حقائق وعلى ما هو حاصل اليوم من حولنا وأمام أعيننا، الذي ليس سوى صورة مصغرة عما قد يحدث في المستقبل وما سيحل من ضيق على المسكونة، غذ أن الكتاب المقدس، يصف الوضع المستقبلي بعض الوصف قائلا: وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت كمسح من شعر والقمر صار كالدم ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة والسماء انفلقت كدرج ملتف وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاور وفي صخور الجبال وهم يقولون للجبال والصخور أسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف (رؤيا يوحنا 6: 12- 17).

أمام هذه الصورة القاتمة عما سيحدث لا محالة في المستقبل القريب، الذي لا منفذ للخلاص منه إلا بالصعود من الأرض إلى فوق هربا؟؟؟

قد يتساءل المرء، هل ذلك ممكن عمليا..؟

هل ستحدث أعجوبة، تنتشل خاصة الرب وترفعهم من هذه الأرض قبل أن ينزل الغضب..؟

ليس مطلوبا حقيقة لإتمام عملية الإنقاذ هذه، إلا وسيلة بمستوى الأعجوبة...

الأعجوبة ستحدث بحسب كلمة الله وهي) الاختطاف).

إنه لمن المؤلم حقا أن نرى في أيامنا الحاضرة قوما مسيحيين، بل السواد الأعظم منهم، لا يعيرون هذه الحادثة أي اهتمام خاص ولا يعلمون عنها أي شيء وينكرون أن ذلك سوف يتم تماما كما هو مكتوب... العجيب كيف هم مسيحيون؟ والأعجب من ذلك أيضا، كيف أنهم يقرون ويعترفون بأن الكتاب المقدس هو كتابهم وهم لا يصدقون ما هو مكتوب فيه..!

للأسف الشديد، إن معظم الكنائس المسيحية، أهملت هذا التعليم البهيج، مع أنهم يرددون النصوص الكتابية المتعلقة بموضوع الاختطاف في كل جنازة وما أكثرها في أيامنا هذه ولكنهم عن ذلك غافلون.

ألم يحن الوقت كي نلتفت جميعا كمسيحيين، نحن الذين اجتزنا ضيقات كثيرة إن لم يكن لأجل إيماننا فعلى الأقل لأننا نحمل اسم المسيح...

ألم يحن الوقت كي نلتفت إلى كتابنا العزيز ونستخلص منه العبر والتعاليم والعقائد النافعة لنا روحيا وزمنيا ولا سيما، هذا التعليم العظيم ألا وهو الاختطاف، الذي ليس لنا منه بديل،كمعزٍّ في أيامنا العصيبة هذه التي نمر بها...

وإليكم النص الذي يقرأ في جميع الكنائس بدون استثناء عند الجنازة وهو: ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام (1 تسالونيكي 4: 13- 18).

نعم، إن الرب يسوع سيأتي عما قريب لكي يخطفنا إليه ولكي ينقذنا من الغضب الذي سيحل على العالم وقد استودعنا رجاء الاختطاف لكي تتمتع به كنيسته، عروسته المحبوبة وهي متغربة عنه ولكي تظل في حال انتظار واشتياق دائم للعريس الذي سيأتي لكي يأخذها إليه.

فكما مكث بنو اسرائيل في البرية طوال أربعين سنة وهم في اشتياق وعلى أحر من الجمر للدخول إلى أرض الموعد، هكذا هو وضع الكنيسة المتغربة عن موطنها الحقيقي ألا وهو أورشليم السماوية، تلك المدينة البهيجة التي صانعها وباركها الله.

فعليه، سيأتي الرب من الأعالي كما وعد ليخطف خاصته المختارين، المخلصين، المفدين، الأموات منهم والأحياء.

فهل أنت واحد منهم..؟

ولماذا لا تكون واحدا منهم..؟

الاختطاف - الأعجوبة

... في ذلك اليوم، سيقوم المسيح يسوع عن عرش العظمة حيث هو جالس الآن وسينزل من بيت الآب في نزولهم إلى تحت، يصلون قبل كل شيء إلى ذلك الفردوس حيث أرواح الأبرار الذين حملوهم في الماضي من الأرض إليه عند موتهم.

فهكذا يوم الاختطاف، سيأخذون أرواحهم من جديد من الفردوس إلى الأرض، هذه الأرواح التي هي للمسيح الذي فداها واشتراها بدمه، فسيرسل المسيح هذه الأرواح من جديد إلى الأرض عند نزوله، حيث يصل كل منها بقوة الرب إلى ذرات جسدها حيثما كانت تلك الذرات وإذا بالجسد يتجمع والروح تلبسه ولكن، هذه المرة سماويا، روحانيا، طاهرا، مجيدا، ممجدا، نورانيا، خالدا...

هكذا تتم العملية الأولى في الراقدين (أي المؤمنين المائتين) بإقامتهم متغيرين، فيواصل الرب نزوله مع ملائكته والقديسين المقامين، فيجتازون منطقة الفلك أو الجلد أو الفضاء الخارجي بحسب التعبير العلمي الحديث، ثم يدخلون عالمنا هذا، في منطقة الهواء الذي بحسب الكتاب المقدس هو السماء الأولى وفيه ينتظرون محجوبين عن أنظار الأشرار الباقين على هذه الأرض للضيقة العظيمة... إذ يكون الراقدون قد تمت قيامتهم من بين الأموات فيتم عندئذ، بلحظة، بطرفة عين وبصورة عجائبية، تغيير أجساد المسيحيين المؤمنين الأحياء على وجه الأرض، من صورتها الآدمية الترابية، إلى صورة جسد مجد المسيح كما وعد بالضبط على لسان الرسول بولس الذي قال: هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوّق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن (أي الأحياء) نتغير (1 كورنتوس 15: 51- 52).

في هذه اللحظة المباركة، يركب السحاب الخارجون من قبورهم بالأجساد المنيرة، كما يركبه أيضا الأحياء المتغيرون إلى تلك الصورة المجيدة عينها ويخطف هؤلاء وأولئك معا في حفل مهيب لملاقاة الرب العريس الحبيب في الهواء، حيث سيبقون معه متعزين إلى أبد الآبدين...

نعم، هذا هو الاختطاف، هذا هو الرجاء المبارك، هذه هي القيامة الأولى كما يحددها الرسول يوحنا قائلا: مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى (رؤيا يوحنا 20: 6).

وبعد ذلك، سيأتي الضيق العظيم ونهاية العالم والقيامة الثانية، التي هي قيامة الأشرار للدينونة...

إن الرب يسوع لطالما نصحنا أن نسهر قائلا: اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أي ساعة يأتي ربكم (متى 24: 42).

وأيضا: فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان (متى 25: 12).

ربما قال قائل: "لقد سهرت الكنيسة طوال (2000) سنة ولم يأت الرب إلى الآن وربما لن يأتي قبل (2000) سنة أخرى، أو ربما لن يأتي أبداً..؟"

الجدير ذكره هنا بعد أن ثبتنا بالبراهين القاطعة من الكتاب المقدس نفسه ومن التاريخ ومن الأحداث التي تدور حولنا، إننا على أبواب مجيء المسيح ثانية، فهل يستطيع ذلك الشخص أن يثبت عكس ذلك..؟

ربما هناك من يسلم جدلا قائلا: " لماذا إذاً يتباطأ الرب في المجيء..؟"

هناك حقيقة تقال عن سبب تباطؤ الرب في المجيء، والسبب هو واحد كما أعلنه لنا الرسول بطرس محذراً: ولكن لا يخفى عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهولا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة... (2 بطرس 3: 8- 10).

يتأنى الله عليك عزيزي، فهولا يريدك أن تهلك في نار جهنم الأبدية بل يريدك أن تتوب وأن تترك شرك وعصيان قلبك، ومحبته هذه يحسبها البعض تباطؤ من قِبَلِهِ، أو عدم اكتراث، أو حتى نسياناً..!

الرب يحبك، فهل تدرك هذه الحقيقة..؟

تعال إلى يسوع، اسمعه يناديك قائلا: تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. (متى 11: 28)

تعال إلى يسوع، بأثقالك وأحمالك وهو ينزلها عنك...

عزيزي، إن التوبة أمر مستحيل بقوة الإنسان وحده، لذلك، إنوِ في قلبك واصرخ بصوتك عاليا كما صرخ إليه النبي أرميا في القديم قائلا: توّبني فأتوب... إنه بكل تأكيد يسمع ويستجيب ويسكب عليك من غنى نعمته الفائق، فيحل الروح القدس في قلبك ويغيرك تغييرا جذريا وتصبح من خاصة الرب، عندئذ أراك مردداً قول الرسول بولس القائل: إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (2 كورنتوس 5: 16- 17).

عزيزي، قريبا سيأتي الآتي ولا يبطئ وتذكر أن الله يكلمك كنفس دائمة الخلود ويا ليتك تجعلها خالدة بالقرب منه بدلا من أن تجعلها خالدة في العذاب الأبدي، مجتازاً في الضيقات التي ستحل قريبا على الأرض بعد اختطاف الكنيسة...

خلص نفسك قبل فوات الأوان واصبر عندئذ وانتظر حتى تدرك حلقات الأبدية وعند ذلك، ستعرف أن ال (2000) سنة، كانت كلاشيء...

سيكون الاختطاف غير مسموح وغير منظور من العالم، بتعبير آخر، لن يرى الأشرار المسيح في نزوله ولا المؤمنين في صعودهم معه، لكنهم في اليوم التالي من الحادثة، سيعلمون بكل حسرة ما قد حصل، لا من غياب المؤمنين الفجائي فحسب، بل أيضا مما سيصيب مرافق الحياة من خلل وارتباك وشل حركة التي كان يديرها مؤمنون وفجأة تركوها دون سابق إنذار...

فالاختفاء الفجائي للأشخاص وخلو مكانهم من بيوتهم وحقولهم، من مكاتبهم ومصانعهم ومن أعمالهم المتنوعة، سيكون مدهشاً..!

كم من طيار يقود طائرة محملة بمئات الركاب سيخطف..!

تصور عزيزي، مئات الآلاف من حوادث السير في جميع أنحاء العالم وذلك بسبب اختطاف سائقيها فجأة..!

قطارات وبواخر ستصبح تائهة فجأة من دون قائد...

كم من عائلات ستفقد معيلها أو معيلتها أو بنيها أو بناتها...

فماذا يكون..؟

كل دهشة وكل حسرة في القلب وكل خلل وكل خبل وكل ارتطام واصطدام واحتراق الخ... وغير ذلك مما يبتدئ ولا ينتهي، بل يتفاقم خطبه شيئا فشيئا حتى تضطرم ناره إلى نار حرب (هرمجدون) التي ستكون فاتحة لتلك النار التي لن تطفأ إلى الأبد في جهنم النار...

يا لهول ذلك اليوم المشؤوم وأثره العميق على الناس ولا سيما المدعوين مسيحيين الذين كانوا يظنون أنفسهم حكماء ذلك الزمان، فكانوا حقيقة حكماء لكن في أعين أنفسهم، حكمتهم كانت من هذا الدهر والتي هي عند الرب جهالة، إذ ما أغبى وما أحزن هذا الأمر، أن يجدوا أنفسهم متروكين من الذي دعي اسمه عليهم وذلك لكي يدانو كالآخرين أيضا!!!

وماذا تفعلون في يوم العقاب حين تأتي التهلكة من بعيد إلى من تهربون للمعونة وأين تتركون مجدكم... يقول لهم الرب في (أشعياء 10: 3)..؟

أتهرب وتلجأ إلى يسوع القادر وحده أن يحفظ وديعتك إلى ذلك اليوم المشؤوم للكثيرين، والبهيج جدا للمخلصين المفديين...

عزيزي، عن نفسك ثمينة جدا في نظر الرب، فهل أدركت قيمتها..؟ عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح. نعم هذه هي قيمة نفسك كما يوضح لنا ذلك الرسول بطرس في (1 بطرس 1: 18- 19).

إن مال وفضة وذهب العالم كله لا يعادل قيمة نفسك, إذ إن ثمنها هو دم المسيح الطاهر الذي لا يقدّر بثمن مادي...

وأيضاً, هل خطر ببالك يوماً أن تزن نفسك في ميزان كلمة الرب...؟

اسمع الرب يسوع يزنْها لك: لأنه ماذا ينتفع الإنسان لوربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه (متى 16: 26).

نعم, لو وضعت نفسك في كفة ميزان ووضع العالم كله ومباهجه في الكفة المقابلة, فإنه لا يوازن ثقل نفسك بالنسبة للرب!!!

أتترك كل هذه الحقائق جانباً وتخسر نفسك..؟

أم تؤمن بها وتتخذها لنفسك رجاءً تتمسك به وتهرب من الغضب الآتي؟؟؟

اهرب من الغضب الآتي...

  • عدد الزيارات: 4435