الفصل 10: حلفاء روش وماشك وتوبال
لا شك بأن الاتحاد السوفياتي سيغزو إسرائيل لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيكون وحده, أم سيأتي إلى إسرائيل مع حلفاء له..؟
يقول الكتاب: وكان إليّ كلام الرب قائلاً: يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال وأرجعك وأضع شكائم في فكّيك وأُخرجك أنت وكل جيشك خيلاً وفرساناً كلهم لابسين أفخر لباس جماعة عظيمة مع أتراس ومجان كلّهم ممسكين السيوف فارس وكوش وفوط معهم كلهم بمجن وخوذة وجومر وكل جيوشه وبيت توجرمة من أقاصي الشمال مع كل جيشه شعوباً كثيرين معك استعد وهيئ لنفسك أنت وكل جماعتك المجتمعة إليك فصرت لهم موقّراً بعد أيام كثيرة تفتقد في السنين الأخيرة تأتي إلى الأرض المستردّة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال إسرائيل...
وأيضاً: هكذا قال السيد الرب: هل أنت هو الذي تكلمت عنه في الأيام القديمة عن يد عبيدي أنبياء إسرائيل الذين تنبأوا في تلك الأيام سنينا أن آتي بك عليهم ويكون في ذلك اليوم يوم مجيء جوج على أرض إسرائيل يقول السيد الرب إن غضبي يصعد في أنفي وفي غيرتي في نار سخطي تكلمت أنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل... واستدعي السيف عليه في كل جبالي يقول السيد الرب فيكون سيف كل واحد على أخيه وأعاقبه بالوباء وبالدم وأمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطراً جارفاً وحجارة برد عظيمة وناراًَ وكبريتاً فأتعظّم وأتقدّس وأُعرف في عيون أمم كثيرة فيعلمون أني أنا الرب... (حزقيال 38).
روسيا السوفياتية ستأتي إلى إسرائيل مع حلفاء فعّالين لها, يدورون في فلكها ويأتمرون بأمرها مباشرة. هذا ما تؤكده كلمة الله المباركة التي بين أيدينا والتي هي المرجع الوحيد الموثوق به الذي نستطيع أن نلجأ إليه ونتّخذه دستوراً لحياتنا ونلقي عليه ة رجاءنا...
يقول الكتاب المقدس بكل وضوح أن حلفاء روش وماشك وتوبال هم: (فارس- كوش- فوط- جومر- توجرمة).
إنها أسماء أُطلقت على بلدان معينة في الفترة التي تكلم عنها حزقيال النبي لكن, مع مرور الزمن تطورت وتغيرت هذه الأسماء كـ (روش) مثلاً التي أصبحت (روسيا) ومن ثم تغيرت إلى (الاتحاد السوفياتي) حالياً.
فارس
يقول وليم جيسينيوس: إن إيران الحالية, كانت في فترة من فترات التاريخ تدعى فارس...
سنة (1979) انتهى حكم الشاه, هذا الحكم الإمبراطوري الذي دام ما يقارب الـ(2500) سنة.
تتصدّر هذه الدولة أخبار العالم واهتمام الاتحاد السوفياتي العميق لما حدث ويحدث هناك.
الأهم من كل ذلك, مما هو جدير بالتأمل, إنه هناك معاهدة صداقة وتعاون بين إيران وروسيا, تمّ التوقيع عليها سنة (1921) وهي تقضي بأن يدافع البلدان, الواحد عن الآخر في حال تعرّض أحدهما للاجتياح أو لعدم الاستقرار, أو غير ذلك من الأحداث ذات الأهمية, والمعلوم أن الاتحاد السوفياتي يعطي هذه المعاهدات أهمية كبيرة جداً ولو من طرف واحد, كحجّة للتدخّل في البلد المنعقدة معه المعاهدة, والبرهان على ذلك ما حدث في أفغانستان سنة (1979), حين تدخّل بحجة المساعدة لشعب صديق تزعزع استقراره.
فمن غير المستبعد أن يتّجه الاتحاد السوفياتي إلى تنفيذ العملية نفسها مع إيران, متذرعاً بالحجة عينها أو بغيرها من الحجج وإن كان لا يتدخل اليوم, فلأنه على قاب قوسين من هذا البلد الصديق...
كوش
يقول جيسينيوس: إن الحبشة أي إثيوبيا الحالية هي كوش المذكور عنها في سفر حزقيال وفي أماكن أخرى عديدة في الكتاب المقدس وهذا ما يؤكده أيضاً القس غسان خلف في كتابه (لبنان في الكتاب المقدس).
وقد ألمح عنها دانيال النبي داعياً إياها ملك الجنوب... وبعد سنين يتعاهدان وبنت ملك الجنوب تأتي إلى ملك الشمال لإجراء الاتفاق (دانيال 11: 6).
لمدة (30) سنة, كان الغرب يساهم بمئات الملايين من الدولارات لإنماء إثيوبيا وفي يوم لم يحسب له حساب, وقع انقلاب عسكري ماركسي, حيث خلع الإمبراطور المُسِنْ هيلا سيلاسي وقامت القيامة على الغرب وخصوصا على أميركا, حيث أعطيت الجالية الأميركية وعددها (300) شخص, أربعة أيام لمغادرة الأراضي الإثيوبية وفي الوقت نفسه, وصلت شحنات الأسلحة السوفيتية مرفقة بالخبراء ويومها تمّت النبوءة بين ملك الشمال وملك الجنوب تماماً كما جاء في سفر دانيال ودخلت كوش أي إثيوبيا في فلك الاتحاد السوفيتي وحتى يومنا هذا, تُتخمنا الصحف والإذاعات بأخبار القرن الأفريقي, الذي أصبح تحت السيطرة الماركسية.
فوط
فوط, بحسب وليم جيسينيوس والقس غسان خلف, هي ليبيا.
ولا أحد يشك أبداً بيسارية حكم ليبيا ودورانها في فلك المعسكر الشيوعي والكل سمع مؤخراً, طلب ليبيا الانضمام إلى حلف وارسو بعد الغارات الأميركية الأخيرة عليها.
جومر
يقول وليم جيسينيوس: انها بالتحديد المنطقة الواقعة فيها ألمانيا الشرقية وتمتد شرقا نحو بولونيا وجنوبا نحو تشيكوسلوفاكيا وهذه المنطقة مذكور عنها في التلمود اليهودي بلفظة (جيرماني). المؤرخ اليهودي يوسيفوس, يسمي هذه المنطقة (ريجينا) ويؤكد أنها ليست ألمانيا الشرقية وبولونيا وتشيكوسلوفاكية فحسب, بل أوروبا الشرقية..!
توجرمة
إنها تركيا بحسب جيسينيوس وشعبها يسمى التوركمان اليوم وهذه الكلمة مشتقة من الأصل الذي هو توجرمة.
على حدود تركيا الشمالية الشرقية, هناك ولاية سوفيتية تدعى توركمانية وهي امتداد لتركيا وهاتان المنطقتان كانتا تدعيان في الماضي توجرمة.
أما القس غسان خلف, ففي كتابه (لبنان في الكتاب المقدس) يقول: إنها بلاد أرمينيا...! الحقيقة تقال عن تركيا وأرمينيا, إن هذين البلدين متداخلان جغرافيا لدرجة أنك لا تستطيع أن تميّز أيهما كان توجرمة في الماضي..؟
فعليه, إن كانت أرمينيا فهي طبيعيا إحدى ولايات الاتحاد السوفيتي, وإن كانت تركيا, لنلقِ نظرة على ما تكتبه الصحف العالمية عن هذا البلد اليوم وهل تركيا حقيقة على طريق الشيوعية..؟
قالت إحداها: إن وضع تركيا الحالي يشبه تماما الوضع الذي كان سائداً في إيران قبل ثورة الخميني.
أعمال شغب عديدة قام بها متظاهرون في مناطق عديدة من تركيا ضد أميركا والوجود العسكري الأميركي فيها, مما يبشّر بقرب انضمام تركيا إلى المعسكر السوفيتي..
قالت أخرى: سنة (1978) ولأول مرة منذ (45) سنة, زار تركيا وفد عسكري سوفيتي رفيع المستوى وذلك لبحث وضع تركيا العسكري.
اليوم وبعد هذه الزيارة, إن أضخم المساعدات التي تقدّم إلى تركيا وفي المجالات, تأتي من الاتحاد السوفيتي.
مشاريع اقتصادية ضخمة ينفّذها السوفييت اليوم في تركيا.
عدد لا بأس به, من الخبراء السوفييت الذين يتكلّمون اللغة التركية بطلاقة, متواجدون اليوم على الأراضي التركية.
وأما الآن عزيزي القارئ, بعد أن تبيّن لك من خلال رجوع روسيا السوفيتية مع حلفائها إلى المسرح التاريخ المعاصر تماما كما تُنبئ عنه في الكتاب المقدس وذلك كعلامة مميّزة قبل مجيء الرب ثانية لاختطاف كنيسته المحبوبة لكي يخلّصها من الغضب الآتي كما هو مكتوب: لأنه يكون ضيق عظيم لم يمكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون ولو لم تقصّر تلك الأيام لم يخلص جسد... لكن لأجل المختارين تقصّر تلك الأيام (متى 24: 21- 22).
هل أنت من المختارين..؟
ودليل اختيارك, هو إيمانك بأن الأيام ستقصر لأجلك, إذ إن الرب نفسه سيأتي من السماء لكي يأخذك إليه..!
هل عندك رجاء..؟
اللّه يريد أن جميع الناس وإلى معرفة الحق يقبلون. هذا ما يقوله الرسول بولس في (1 تيموتاوس 2: 3).
اللّه يريد أن يخلّصك ويعطيك الحياة الأبدية.
أترفض..؟
أم أنك تتجاوب مع محبته إذ قدّم ابنه الوحيد على خشبة الصليب عوضاً عنك..
أتصرخ بكل إيمان وتقول: نعم أنا أقبل عمل المسيح لأجلي على الصليب وأؤمن به مخلّصاً لي وربّاً على حياتي وسأكون معه يوم الاختطاف المجيد حين سيخلّصني من الغضب الآتي ومن حرب (هرمجدّون) الطاحنة...فجمعهم إلى الموضع الذي يقال له بالعبرانية هرمجدون... (رؤيا يوحنا 16: 16).
إن حرب (هرمجدون) لا شك آتية, لأن مسبّبها مستعد مع حلفائه والمسبّبات كلّها موجودة منتظرة ساعة الصفر, إذ سيأتي لا محال جوج رئيس ماشك وتوبال من أقاصي الشمال مع حلفائه إلى اسرائيل ليسحقها, عندئذ ستتخبّط جميع ممالك الأرض بعضها ببعض, لتخوض أكبر معركة شهدتها البشرية منذ تأسيسها وستكون النهائية بحيث سيفنى العالم من بعدها...
اهرب...
- عدد الزيارات: 13884