Skip to main content

أن المصلوب قد أدين بتهمة التجديف ولا يمكن أن يكون المسيح مجدفاً

"روى يوحنا أن المصلوب حكم عليه بالصلب كونه جدف وكفر، وذلك بحكم قيافا المسلم بنبوته (يو 11: 49-52). وهذا دليل فيه إلزامان:

1-إن المصلوب يمتنع أن يكون الله، وهل يقال على الإله جدف، لأن الحكم عليه بالتجديف كان عن نبوة قيافا، وحكم النبوة عدل لا نزاع فيه.

2-إن المصلوب غير عيسى، لأنه لا يصح أن يقال أنه عيسى الرسول وأنه الكافر معاً، ولا يصح إنكار نبوة قيافا"[1].

التعليق:

قبل أن نعلق على القول السابق، نسجل النصوص الكتابية التي تتعلق بهذا الموضوع حتى تكون الصورة كاملة وواضحة.

*يو 11: 45-53 "فكثيرون من اليهود الذين جاؤوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به. وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع، فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن به الجميع ويأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا. فقال لهم واحد منهم وهو قيافا، كان رئيساً للكهنة في تلك السنة، أنتم لستم تعرفون شيئاً. ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد. فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه".

*مت 26: 63-66 "فأجاب رئيس الكهنة قال له: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ قال له يسوع: أنت قلت، وأيضاً أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء. فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً: قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود، ها قد سمعتم تجديفه. ماذا ترون، فأجابوا وقالوا: إنه مستوجب الموت"

*يو 18: 28-32 "ثم جاؤوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية. وكان صبح ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح. فخرج بيلاطس إليهم وقال: أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان. أجابوا وقالوا له: لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك. فقال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم. فقال له اليهود: لا يجوز لنا أن نقتل أحد، ليتم قول يسوع الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت".

*يو 19: 6، 7، 12 "فقال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واصلبوه، لأني لست أجد فيه علة. أجابه اليهود: لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله .. كان بيلاطس يطلب أن يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين: إن أطلقت هذا فلست محباً لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر".

لو 23: 1-2 "فقام جمهورهم وجاؤوا به إلى بيلاطس. وابتدأوا يشتكون عليه قائلين "إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية لقيصر، قائلاً إنه مسيح ملك"

من خلال النصوص السابقة نقدم ردنا في نقاط محددة:

أولاً: التجديف في العهد القديم:

"التجديف لغوياً هو الكفر بالنعم أو استغلال عطاء الله وتوجيه الإهانة أو التعيير إليه. وهناك بضع كلمات عبرية تترجم إلى العربية بكلمة جدف أو تجديف وهي:

1-بارك: وهي في العبرية تعني البركة أو اللعنة، وقد ترجمت "بارك" بمعنى "العن" في قول امرأة أيوب له "بارك الله ومت" أي 2: 9. وترجمت إلى "جدف أو يجدف" في أي 1: 5، 11. وكذلك في حادثة تابوت اليزرعيلي (1مل 21: 10، 13).

2-جدف: بمعنى قذف أو أهان أو شتم كما في (1مل 9: 6، 12. إش 37: 6، 23. حز 20: 27)

وترجمت إلى "شاتم" في مز 44: 16، وإلى "يزدري" في عدد 15: 3.

3-نقب: بمعنى "طعن" عن تجديف ابن المرأة الإسرائيلية على اسم الله وكان عقابه القتل رجماً (لا 24: 11-16)[2].

ثانياً: عقوبة التجديف:

لقد كانت عقوبة التجديف هي الموت رجماً، عن طريق إلقاء الحجارة على الشخص المتهم حتى يموت. وكان يتم خارج المدينة (لا 24: 23. عدد 15: 35-36. 1مل 21: 13) وكان شهود الاتهام –كانت الشريعة تستلزم وجود شاهدين على الأقل (تث 17: 6)- يضعون أيديهم على المتهم (لا 24: 14. تث 17: 7)، لنقل الذنب من الجماعة إلى المذنب، ثم يكون الشهود أول من يرميه بالحجارة، ثم يرميه سائر الشعب بعد ذلك (تث 17: 7)، وذلك لنزع الشر من وسط الشعب (تث 12: 21)[3].

ثالثاً: هل جدف المسيح؟

" لقد حرص المسيح" على أن يتجنب النطق بالاسم القدوس والذي اعتبر في عصور متأخرة تجديفاً، وأن يدعي أنه المسيا لا يكاد يعتبر تجديفاً، فقد يكون هذا على كل حال ادعاء صحيحاً، أما الادعاء بأنه مسيح الرب في هذا الموقف غير المناسب، ربما ينظر إليه على أنه استخدم اسم الرب باطلاً، وهكذا فلم تترك كلمات يسوع أمام السلطات إلا اختيارين لا ثالث لهما، إما أن يتقبلوا ما يقوله، أو يحكموا عليه بسبب هذا التجديف"[4]. وإذ ننظر للأمر نظرة فاحصة عادلة نرى:

أ-إن المسيح بادعائه أنه مسيح الرب لم يجدف، لأنه هو فعلاً كذلك.

ب-إن اتهام المسيح من قبل رؤساء الكهنة بالتجديف، لا يعني صحة هذا الاتهام فما أكثر الاتهامات الباطلة التي يثيرها الناس ضد أعدائهم، واليهود قد قرروا التخلص من المسيح، فكان لا بد من الافتراء بأي تهمة كاذبة تتيح لهم هذا. ويرى م.أحمد عبد الوهاب: "حسب الشريعة اليهودية نجد أنه لا الأقوال التي تنسب ليسوع عن نقض الهيكل، حتى لو أمكن إثباتها، ولا إجابته لرئيس الكهنة، تعتبر تجديفاً على الاسم الإلهي، مما يقتضي شجبه بطريقة خاصة، حسبما يذكر سفر اللاويين "كل من سب إلهه يحمل خطية، ومن جدف على اسم الرب فإنه يقتل ويرجمه كل الجماعة رجماً" (لا 24: 15-16). ثم يتساءل:

"إذا كان يسوع قد أدين بسبب التجديف (كما يقرر الإنجيل) فلماذا لم تقم السلطات اليهودية ذاتها بتنفيذ العقاب، وذلك برجمه حتى الموت"[5].

وهذا ما سوف نجيب عليه في السطور التالية.

رابعاً: لماذا لم يرجم المسيح؟

أصدر السنهدريم –مجمع السبعين- حكمه على يسوع بالإعدام رجماً لأنه جدف، وقد كان يلذ لليهود أن ينفذوا فيه هذا الحكم، ليرووا غليلهم من دمه، لولا أن الدولة الرومانية الحاكمة، كانت قد سلبت منهم هذا الحق، فعندما "قال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم، فقال له اليهود: لا يجوز لنا أن نقتل أحداً" يو 18: 31.

ويقول التلمود: قبل خراب الهيكل بأربعين عاماً، انتزع من إسرائيل حق الحكم بالإعدام، ولئن تم لليهود مرة أن يحكموا على اسطفانوس بالإعدام رجماً بالحجارة –لأن الحاكم الروماني كان غائباً عن أورشليم في ذلك الأوان- إلا أنهم لم يستطيعوا أن يوقعوا هذه العقوبة على المسيح لسببين:

1-لأن الحاكم الروماني –بيلاطس- كان موجوداً وقتئذ في دار الولاية في أورشليم لمراقبة اليهود أثناء عيد الفصح.

2-لأن السماء كانت قد سبقت فقضت بأن يموت المسيح مصلوباً، ولا بد أن يتم المكتوب فيتم ما قاله المسيح عن نفسه ينبغي أن يرفع ابن الإنسان[6].

وقد كتب الرسول يوحنا بعد اعتراف اليهود بأنه لا يجوز لهم أن يقتلوا أحداً، "ليتم قول يسوع الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت" يو 18: 32.

أي أن يسوع المسيح قد أخبر أنه سوف يموت مصلوباً وليس مرجوماً.

*وقد أثير هذا الموضوع حديثاً في بريطانيا عندما أصدر السياسي البريطاني "أنوك بويل" كتابه "نشوء وارتقاء الإنجيل"[7]. وهو عبارة عن ترجمة جديدة لإنجيل متى مع تعليقات وهوامش. جاءت فيه سطور قليلة عن موت المسيح. حيث يرى أنوك أن محاكمة المسيح جرت وانتهت برجمه بعد أن أدانته المؤسسة اليهودية بالتجديف، لأنه أطلق على نفسه لقب ابن الله.

وقد رد عليه كثير من المتخصصين مثل:

-البروفيسور جيزا فيرنز الحجة في مجال دراسة الأديان وتاريخ فلسطين في القرن الأول بجامعة أكسفورد والذي قال: إنه من بين العديد من الأشياء غير المؤكدة المحيطة بشخصية المسيح، فإن واقعة الصلب هي أكثر الأشياء يقينية "ثم يضيف رداً على أن المجلس اليهودي الأعلى لم يكن يحتاج إلى عرض المسيح على الوالي الروماني" إنه لا يوجد دليل على أن المجلس كان لديه القدرة أو الصلاحية لعقد محاكمة للتجديف بعد أن أصبحت أرض الميعاد إقليماً تابعاً للرومان ... وحتى لو كان للمحكمة اليهودية القدرة على الحكم بالموت، فلا يوجد دليل على أنها أدانت المسيح بالكفر لأنه لقب نفسه بابن الله. فعبارة ابن الله في التفسير اليهودي –بخلاف المعنى المسيحي- لا تعني أن الإنسان له نفس طبيعة الله.

*وإلى صفحة الرأي بجريدة "التايمز" أرسل البروفيسور بيتر جونز المتخصص في الكلاسيكيات بجامعة نيوكاسل، رداً يقول فيه أنه "إذا كان اليهود قد رجموا المسيح حتى الموت، فإن الأناجيل التي تتضح بمشاعر العداء لليهود كانت ستهلل بإذاعة هذا النبأ بدلاً من أن تخفيه –كما يزعم بويل- من أجل الفوز ببعض المعتنقين للمسيحية"

-إن فكرة رجم المسيح بتهمة التجديف ذكرت في رواية تلمودية يهودية ليس لها قيمة تذكر، لأنها تعود للقرن الثالث الميلادي هدفها التشكيك في المسيحية وتهديد المسيحيين.

مما سبق نرى أن اليهود لم يرجموا المسيح، لأنه لم يكن من سلطتهم في ذلك الوقت إصدار حكم الإعدام وتنفيذه. ولذلك كان يجب أن تغير التهمة الموجهة للمسيح لأن السلطات اليهودية كانت تعلم تماماً أن تهمة التجديف لن يصغي إليها بيلاطس أو يضعها في اعتباره، لذلك أمامه تغيرت التهمة من دينية إلى تهمة سياسية يجد بيلاطس أمامها نفسه مضطراً أن يصدر حكماً. ولذلك اتهموا يسوع بأنه:

1-يفسد الأمة

2-يمنع أن تعطى جزية لقيصر

3-يقول عن نفسه إنه مسيح ملك

أي أن الاتهام تغير من اتهام ديني عقوبته الرجم –حسب شريعة اليهود- إلى اتهام سياسي عقوبته الموت صلباً حسب القانون الروماني.

والآن نأتي إلى الجزء الثاني من هذه القضية وهو نبوة قيافا.

أولاً: من هو قيافا؟

هو رئيس الكهنة[8]وقد عينه الحاكم الروماني فاليريوس جراتوس سنة 14م، واستمر حتى عام 36م بعد استدعاء بيلاطس إلى روما. وقد كان هو رئيس الكهنة عندما جاء بيلاطس إلى فلسطين سنة 26م. وكرئيس للكهنة فقد كان رئيساً للسنهدريم الأعظم الذي حاكم المسيح.

ثانياً: هل تنبأ قيافا؟

النص الكتابي: يو 11: 45-53.

*يرى وليم باركلي: " إن قيافا نطق بعبارة لم يكن يعرف أنها نبوة، ولم يكن يدرك العمق البعيد الذي تنطوي عليه كلماتها. لقد نادى بأنه خير أن يموت يسوع عن الشعب من أن تهلك الأمة بأسرها .. لقد تنبأ قيافا بنبوته كرئيس للكهنة أمام المجمع اليهودي المقدس. ولقد كان اعتقاد اليهود أنه حين يسأل رئيس الكهنة مشورة الله بخصوص مستقبل أمته، كان الله يتحدث بواسطته ويقدم رسالته عن طريقه. أي أنه يصبح في هذه الفرصة في مركز نبي (عدد 27: 18-21) .. لقد نطق بنبوة، ولكنه لم يدرك عمقها ولم يفهم مداها .. إن الله في مقدوره أن يتحدث برسالته عن طريق أي إنسان، وبأية واسطة، دون أن يعرف ذلك الإنسان أو تدرك تلك الواسطة، في مقدوره أن يستخدم حتى أبواق اللعنة ليوصل حقه للآخرين. لقد كان مقدراً ليسوع أن يموت لا لنجاة أمة واحدة، ولا عن جنس واحد، بل عن أبناء الله المتفرقين في العالم أجمع خلال العصور والأجيال"[9].

*ويرى د.القس إبراهيم سعيد: "كان قيافا رئيساً للكهنة في تلك السنة، فكان إذا بحكم وظيفته متكهناً بمقاصد الله، وناطقاً بلسانه ومترجماً عن فكره (خر 28: 3، عدد 27: 21، 1صم 30: 7).

فمع أنه لم يكن نبياً في ذاته، لأن أخلاقه بعيدة كل البعد عن صفات الأنبياء، سيما أنه مقام في وظيفته بيد الرومان[10] لا بإرادة الشعب، إلا أنه كان يتقلد الوظيفة الكهنوتية، وكان "الأوريم والتميم" أداة التكهن بالمستقبل في سلطانه، لذلك سخرته العناية الإلهية، فتفوه بـ"نبوته" وهو لا يدري. فجاءت منه رمية من غير رام .. إن وجه الحق في كلمات قيافا هو أن موت المسيح فدائي، من أجل ذلك تبرع يوحنا البشير لهذه الكلمات بلقب "نبوة" مع أنها لا تحمل من علامات النبوة إلا صورتها. ويعتقد بعضهم أن البشير قال هذا تهكماً، وكأنه والقدر يسخران بقيافا"[11].

*بينما رأى د.وليم إدي: "إن قيافا أراد أن يصرف النظر عن كون يسوع مذنباً أو باراً مستحقاً الموت أو لا وأن يقصره على أن منفعة الأمة تقتضي قتله، لأنه إذا قتل فلا خوف من هياج الشعب ولا من انتقام الرومانيين المتوقف على ذلك الهياج وخلاصة كلامه أن يسوع أقلق الراحة، فيجب أن نقتله ونستريح منه.

وليس هناك دليل على أن قيافا قصد بما قاله النبوة، ولا على أن له قوة التنبؤ.

نعم أن الحبر الأعظم كان قديماً قادراً على ذلك بواسطة "الأوريم والتميم" (خر 28: 30. تث 27: 21. 1صم 30: 7-8. هو 3: 4)، لكن ذلك زال عنه منذ قرون، ولم يقصد قيافا أن يتكلم عن كون موت يسوع ذبيحة عن خطايا الشعب، لكن الله جعل لكلماته معنى غير الذي قصده، وهو أن موت المسيح فداء عن العالم، وكذلك تنبأ بلعام على غير إرادته وقصده (عدد 23). أي لم يقصد النبوة بنتائج موت يسوع العظيمة، إنما قصد قتله لحفظ سلطة الكهنة ورؤساء الشعب، ولكن الله جعل كلامه كنبوة بتلك النتائج واستخدمه كما استخدم بلعام قديماً.

لم يكن قيافا نبياً حقيقياً ولم يلهمه الله أن يتنبأ حينئذ، وهو نفسه لم يعرف أن ما قاله نبوة، ولكن سماه البشير نبوة لأنه تم بقصد الله وتعيينه.

إن موت يسوع عن الأمة، لم يتم بحسب فكر قيافا، لأن فكره كان أن موت يسوع يكون واسطة لبقاء سلطة رؤساء الأمة وبقاء الهيكل والمدينة ... أما الله فقصد أن يكون ذلك الموت واسطة لخلاص نفوس الأمة"[12].

ونلخص الآراء السابقة فيما يلي:

1-إن قيافا ليس نبياً، ولكنه كان قادراً عن طريق استخدام "الأوريم" التنبؤ بالمستقبل، وأنه قال هذه النبوة وهو لا يدري هدفها وقصدها.

2- إن قيافا ليس نبياً، ومقدرة التكهن عن طريق الأوريم والتميم قد زالت منذ عدة قرون وأنه لم يتنبأ، ولكن ما قاله قد سماه الرسول يوحنا نبوة لأنه تمم مقاصد الله.

*توضيح أخير:

"إن كلمة تنبأ مشتقة من الاسم "نبي" وليس مدلولها "تكلم كلام النبوة" ولكن "سلك سلوك الأنبياء" و"عمل عمل النبي" وصيغة "تفعل" هذه لم تستعمل في العهد القديم قط لأعمال الأنبياء الكبار، أنبياء الله المرسلين، الذين حفظت لنا نبواتهم في الكتب المقدسة، إذ أن عمل هؤلاء الأنبياء، يعبر عنه دائماً بصيغة "الانفعال" (بالعبرية نفعل أي نبا وهنابي)

وجاءت صيغة "تنبأ" في عدة مواضع منها 1صم 10: 4، عن زمرة من الأنبياء في قصة تملك شاول وهي لا تعني أن زمرة الأنبياء تكلموا كلام النبوة بل أنشدوا ورنموا. وفي إرميا 26: 10، عن أوريا الذي لم يكن نبياً مسلماً به.

وفي عدد 11: 25-27 عن عمل الشيوخ الذين حل عليهم الروح فتنبؤوا أي تصرفوا تصرف الأنبياء في الساعة التي حل عليهم الروح. واستعملت هذه الصيغة أيضاً لنبوة أنبياء البعل (1 مل 17: 29، إر 23: 15)، ولنبوة الأنبياء الكاذبين (1مل 22: 10، 2 أخ 18: 9، إر 14: 14، حز 13: 17)

فهذه الصيغة "صنعَ صنع النبي دون أن يكون بحق نبياً أي ادعى النبوة".[13]

وبناء على هذا التوضيح:

*نرى أن يوحنا يوجه اتهاماً ساخراً إلى قيافا (بقوله عن المسيح أنه خير أن يموت واحد عن الأمة) بأنه نبي كاذب أو مدعي النبوة.

*إن اتهام قيافا للمسيح بأنه يجدف، لا يعني أن المسيح قد جدف –لأنه اتهام كاذب- وكون قيافا قد تنبأ لا يعني أنه نبي وأنه لا يصح إنكار نبوته أو أن نبوته مسلم بها.

*كون أن المسيح قد اتهم كذباً أنه جدف فهذا لا يمنع أن يكون الله، لأن كون البعض ينكر وجود الله، فهذا لا يعني أنه موجود.

 

(75) الفارق بين المخلوق والخالق. ص 577.

وأيضاً المسيح بين الحقائق والأوهام. ص 176.

(76) دائرة المعارف الكتابية. جـ2. ص 513-541.

(77) دائرة المعارف الكتابية. جـ4. ص 74-75.

(78) التفسير الحديث. متى. ص 425-426.

(79) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 152.

من الحالات التي يعاقب مرتكبوها بالموت رجماً.

أ-عبادة آلهة أخرى (تث 17: 2-3)

ب-من يغوي شخص لعبادة آلهة أخرى (تث 13: 6-11)

جـ-من يقدم ابنه ذبيحة للأصنام أو آلهة الأمم (لا 20: 2-5)

د-العرافة (لا 20: 7)

هـ-كسر يوم السبت (عدد 15: 32-36)

و-جريمة الزنا (تث 22: 21-24)

ز-الابن العاصي (تث 21: 18-21)

(80) شرح بشارة يوحنا. د.إبراهيم سعيد. ص 583.

(81) هذا الجزء مأخوذ عن مقالة تحت عنوان "باحث بريطاني لامع يؤكد ... المسيح لم يصلب" ترجمها عن الإندبندنت, يوسف الحسيني وأعدها عصام زكريا, ونشرت في مجلة "روز اليوسف" عدد 3456 في 5/9/94. ص 23-26.

أنوك بويل: واحد من أكثر السياسيين الإنجليز مشاكسة وحدة. يبلغ من العمر 82 عاماً كان رئيساً سابقاً لحزب المحافظين, له آراء عنصرية بخصوص الحد من الهجرة لبريطانيا. وهو لم يكتب هذا للتشكيك في المسيح وصحة الكتاب المقدس. ولكن بويل يحاول فقط أن يثير مناظرة جيدة, وأنه يستمتع بكونه مثيراً للجدل. كما يقول هنري شادويك الأستاذ المتخصص في تاريخ الكنيسة المسيحية الأولى. والذي يشكره بويل في مقدمة كتابه من أجل الوقت والصبر اللذين بذلهما معه. ومع ذلك يرفض شادويك ما جاء به بويل عن قصة رجم المسيح.

(82) جاء في الأهرام تحت عنوان "العثور على مقبرة رئيس الكهنة اليهودي الذي حاكم المسيح وسلمه للرومان ليصلبوه "كشف تقرير في مجلة أمريكية متخصصة في الآثار الدينية عن العثور على مقبرة في القدس يعتقد أنها تضم رفات قيافا رئيس الكهنة اليهودي الذي حاكم المسيح وسلمه للرومان كي يصلبوه, وقال التقرير إن المقبرة تضم معلومات هامة عن الفترة التي عاش فيها المسيح وقالت المجلة أن المقبرة عثر عليها منذ عامين ولم يكشف عنها الإسرائيليون إلا في مارس الماضي"

جريدة الأهرام القاهرية في 16/8/1992.

(83) تفسير إنجيل يوحنا. جـ2. ص 213-214.

(84)جاء في تاريخ يوسيفوس: "إن الحاكم الروماني فاليريوس جراتوس عزل رئيس الكهنة حنان وأقام إسماعيل بدلاً منه, وبعد فترة وجيزة عزل إسماعيل وأقام أليعازر بن حنان عوضاً عنه, وبعد مضي سنة واحدة عزل أليعازر ونصب سمعان مكانه, وهذا الأخير لم يظل في وظيفته غير عام واحد, ثم عين بدلاً منه يوسف الملقب قيافا, الذي ظل في وظيفته أحد عشر عاماً" المرجع السابق ص 509.

(85) شرح بشارة يوحنا. ص 510-511.

(86) الكنز الجليل. جـ2. ص 197.

(87) مقالة بعنوان "حول تاريخ الأنبياء عند بني إسرائيل" م. ص. سيجال. أستاذ دراسات العهد القديم في الجامعة العبرية بإسرائيل. تعريب د.حسن ظاظا "أبحاث في الفكر اليهودي" دار الفكر. سوريا. ط1 سنة 1987. ص 86-88.

  • عدد الزيارات: 1348