Skip to main content

بشارة لوقا: المسيح كابن الإنسان مخلص

هذه البشارة تلائم الخاطئ لأنها تعلن لنا لطف المسيح ومحبته التي حملته على ان يصير إنساناً لكي يخلصنا. والمظنون أنها كتبت لإفادة اليونان ولذلك تتبّع كاتبها سلسلة انساب المسيح حتى آدم مبيناً أنه ابن الإنسان وابن الله، مخلص الجنس البشري بأكمله. فيسوع هو ابن العلي من جهة لاهوته، وابن العذراء أَمةِ الرب المتضعة من جهة ناسوته.

ذكر لوقا زيارة الرعاة الذين بُلّغوا البشرى وهم يحرسون حراسات الليل على رعيتهم.قال لهم الملاك "إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب". بين المواشي جلس ضيوف مخلصنا الأولون كأنهم في بيوتهم.

قال سمعان الشيخ وقد أخذ الصبي القدوس على ذراعيه "لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك" وكذلك حنة النبية "تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم"

أما عند اعتماده فنراه قد جاء إلى يوحنا المعمدان كواحد من الجمهور ولم يذكر عنه لوقا ما ذكره متى من حيث كونه قاضياً ورفشه في يده لينقي بيدره، ولا ذكر نداءه الذي كان ينادي به "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" بل شرع يخبرنا عنه في بداية خدمته الجهارية أنه جلس في مجمع الناصرة يقرأ ما ورد عن نفسه في سفر أشعياء من أقوال النعمة والرجاء لذوي القلوب المنكسرة ويطبقها على ذات شخصه.

وكتب لوقا حادثة إشفاق المسيح على أرملة نايين ورحمته العميقة على المرأة الخاطئة وقصة زكا العشار وما جرى من تذمر الفريسيين وتشكِّيهم على المسيح الذي قبل ضيافة إنسان خاطئ. ومعظم الأمثال المذكورة في بشارته تدل على شفقة يسوع بالخاطئ، وعلى قوة ذراعه الشافية. هذه الأمثال تبدأ في الغالب "إنسان"، كمثل السامري الصالح ومثل الفريسي والعشار والأرملة اللجوج. وعدا هذا توجد ثلاثة أمثال، وردت في الإصحاح الخامس عشر، تعد من أبلغ أمثال الكتاب المقدس في الدلالة على ترحيب الله بالخطاة وهي مثل الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الشاطر.

وفي بشارة لوقا ورد مثل العشاء العظيم متضمناً إلزام الخطاة بالدخول إلى الوليمة ومصرحاً فيه بأنه لا تزال توجد أمكنة خالية في دار العريس وبأنه يجب إحضار الناس إليها من السياجات والطرق والأسواق ومن كل مكان. ووجود هذه الأمكنة الخالية خير حجة لنا على وجوب التبشير في العصر الحاضر وفي كل عصر وقطر.

وكذلك تفرد لوقا فأخبرنا أن المسيح حالما نظر إلى أورشليم بكاها، وأنه صلى في البستان بجهاد متجاوز الحد حتى كان يرشح عرقه كقطرات الدم، وأنه في وسط نـزاع الموت، تقبَّل صلاة اللص وأسعفه بعلاج نعمته الفائقة جانياً من نفس صليبه باكورة أثمار آلامه المقدسة، وأن المسيح رافق تلميذين إلى عمواس وهما يتحدثان في سيرته (وربما كان لوقا نفسه أحدهما)، وأنه تنازل أن يأكل مع تلاميذه قليلاً من السمك المشوي والشهد ليظهر لهم أنه ما زال إنساناً بعد قيامته من الأموات ونصرته الفائقة على القبر، وأنه قادهم إلى بيت عنيا وما صعد إلى السماء حتى رفع يديه وبارك تلاميذه.

  • عدد الزيارات: 3392