الرسالة إلى تيطس: المسيح خلصنا
بعث بها بولس الرسول إلى تيطس أسقف كريت وكان مركزه حرجاً (1: 12 و 13) وكان قد فوض إليه تسوية الخلاف الذي نشأ في كنيسة كورنثوس (2 كو 2: 13؛ 12: 18؛ 7: 6- 15). وقد نجح في هذه المأمورية الصعبة كما يظهر لدى مطالعة الرسالة الثانية إلى كورنثوس.
تعين هذه الرسالة الصفات التي يجب على الأسقف أو الشيخ أن يتصفا بها. وتحرض (1) على التعليم الصحيح و (2) على الأعمال الصالحة.
إن هاتين الفقرتين "الله مخلصنا" "والمسيح مخلصنا" وردنا معاً في مرتبة واحدة في كل من إصحاحات هذه الرسالة كأن الرسول يقصد بذلك زيادة الاثبات للاهوت المسيح. وفي الرسالة فقرتان على جانب عظيم من الصراحة والتأكيد في كون الخلاص بالنعمة (2: 11 – 14؛ 3: 4 – 8).
إصحاح 2: 11 – 14 "قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس" (ع 11). لاحظ ظروف هذه النعمة في الماضي والحاضر والمستقبل. أما الماضي فلأن يسوع المسيح بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم. وأما الحاضر فلأنه يطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة (13 و 14). وأما المستقبل فيدل عليه بقوله "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" كأن مجيء المسيح ثانياً، الذي كتب عنه لكنيسة تسالونيكي منذ ثلاث عشرة سنة، ما زال رجاءه المبارك عند دنو أيامه الأخيرة. انظر 1 تي 6: 14؛ 2 تي 4: 8 فكأن هذه هي كلماته الأخيرة.
- عدد الزيارات: 2973