الفصل الحادي عشر: سفر عوبديا
بين خليج العقبة وبحر لوط سلسلة من التلال الحمراء الشامخة تعرف بجبل سعير. في ذلك الجبل نـزل عيسو بعد أن احتقر بكوريته؛ وغزا بنوه الحوريين سكان سعير الأصليين وأجلوهم عنه (تك 14: 6) ثم كثروا وانتشروا في كل الجبل (تث 2: 12). وعاصمتهم مدينة صليع أو بترا أي صخرة وهي مدينة وحيدة في نوعها بين أعمال البشر موفوعة كعش النسر (عد 4) في حصون من الجبل يعسر الوصول إليها. ويرجح أنهم نحتوا بيوتهم في الصخر على شكل الكهوف والمغائر (3 و 6) في مكان منيع لا يطمع فيه العدو.
القضاء على أدوم: تنبأ عوبديا على هذا الشعب.
أمر الله إسرائيل (تث 23: 7) قائلاً "لا تكره أدوميا لأنه أخوك. لكن أدوم أظهر بغضاً شديداً لشعب الله المختار من يوم لم يسمح لهم بالمرور في أرضه في رحلتهم من مصر إلى كنعان (20: 14 – 21) إلى يوم دمر الكلدان أورشليم ونادى أدوم بشماتة "هدوا هدوا حتى إلى أساسها" (مز 137: 7).
فمن أجل قساوة أدوم وبغضه للشعب المختار وكبريائه صدر أمر الله بتدميره وملاشاته (3 و 4 و 10). ونـزل عليه قضاؤه بعد خراب أورشليم بخمس سنوات حينما طرده بختنصر وهو يعد الطريق الحربية إلى مصر من وادي العربة. ثم انقرض كأمة قبل المسيح بنحو قرن ونصف وأمحى اسمهم عندما سبى الرومان أورشليم "كما فعلت يفعل بك".
نجاة بيت يعقوب: يختم عوبديا سفره منبئاً بيت يعقوب بالنجاة: "وأما جبل صهيون فتكون عليه نجاة ويكون مقدساً ويرث بيت يعقوب مواريثهم". وتنبأ عوبديا أيضاً عن يوم الرب وتأسيس ملك المسيح.
- عدد الزيارات: 3143