Skip to main content

الصليب في الرموز

1 – وعد وأقمصة من جلد :

إن أول لمحة من أضواء النبوة تلمع بجمالها الرائع بعد سقوط الإنسان , نجدها في الإصحاح الثالث من سفر التكوين فقد جاء الله ليعلن حبه للبشر , وليريهم الطريق الذي رتبه لإنقاذهم من الهلاك ويلذ لنا أن نعرف أن الله قبل أن ينطق بحكم العدالة على آدم وحواء أعطى أولا وعد الفداء العتيد , فقال للحية ((وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه)) تك 15:3 , وكان هذا الوعد هو النور الوهاج الذي أشرق أمام الإنسان بالرجاء , إذ فيه سمع الإنسان عن ميلاد ((نسل المرأة)) الذي يسحق رأس الحية القديمة إبليس والشيطان , وقد تم هذا الوعد بصورة واضحة إذ ((لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة)) 4:4 ليكون فعلا وحقاً ((نسل المرأة)) الظافر المنتصر الذي يسحق بصليبه رأس إبليس , ويسحق إبليس عقبه بآلام الصليب

وجدير بنا أن نلاحظ أن هذا النسل الموعود هو ((نسل المرأة)) أي أنه وليد يأتي من امرأة بغير رجل , وقد تمت هذه النبوة في شخص المسيح وسجلها متى في إنجيله قائلا ((وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا)) متى 22:1 و 23

وفوق ذلك فإننا نرى خلال قصة السقوط رمزاً صريحاً عن طريق الفداء ((بالدم)) , إذ نقرأ الكلمات ((وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما)) تك 21:3

فكيف تسنى لله أن يصنع هذه الأقمصة الجلدية ؟ لا ريب في أن هذا قد تم بواسطة سفك دم حيوان بريء , أخذ الله جلده وكسا به عري الإنسان , وهكذا تبزغ أمامنا الحقيقة التي بدت بعد ذلك واضحة في الرموز , والذبائح , والنبوات , حقيقة مجيء ((البديل البريء)) , الذي سيأخذ مكان الإنسان , ويسفك دمه لأجله لينال الإنسان الغفران والحياة إذ أنه ((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة))

وهنا قد يعترض معترض قائلا : إن فلسفة ((البديل)) , فلسفة غير عادلة , لأنها ترضى أن يموت البريء عوضاً عن المجرم الأصيل , وأن يأخذ الذي لم يفعل الجريمة , مكان المعتدي الأثيم !!

ويجيب ((جيويلبويد)) عن هذا الاعتراض قائلا ((انه في كل قضية إنسانية مشابهة أربعة أطراف إلى جانب المجرم الحقيقي :

أولا : القاضي ثانيا : البديل ثالثا : المجتمع الذي أسيء إليه رابعا : رأس الدولة الممثل لقانون البلاد , والذي أقسم القاضي في محضره أن يكون نزيها في تنفيذ عدالة القانون , وفي قضية هذه أطرافها لا يمكن للقاضي أن يحكم على شخص بريء حتى ولو رضى ذلك الشخص أن يأخذ مكان المجرم الأصيل , لأن عملا كهذا يسيء إلى المجتمع الذي لم يأخذ القانون مجراه في القاتل الحقيقي لأحد أفراده , كما يسيء إلى القانون الذي أقسم القاضي على تنفيذه بعدالة وصدق , ويجعل القاضي في موقف الرضى عن الظلم والغش والتدليس

أما في ((قضية الصليب)) , وفي وضع المسيح كبديل بريء عن البشر الآثمين , فالأمر يختلف كل الاختلاف0 إذ أننا نرى في هذه القضية أن المجرم الحقيقي هو ((الإنسان الخاطئ الأثيم)) , ولكننا لا نجد أمامه سوى شخص واحد هو ((القاضي)) , وهو نفسه ((المجتمع الذي أسيء إليه)) , وهو ((واضع القانون)) , وهو ((ممثل القانون)) وهو في ذات الوقت الذي ارتضى أن يكون ((البديل البريء)) وهو ((الله المحب الشفوق العادل البار القدوس)) , الذي لا يمكن أن توافق عدالته على أن يغفر للناس بغير حساب ولذا فان الله حين جاء في المسيح ليموت على الصليب , لم يكن منفذاً لقانون شخص آخر , بل للقانون الذي وضعه هو , والجريمة لم ترتكب ضد شخص سواه وفوق الكل فانه لم يأخذ شخصا آخر بعيداً عنه ليجعله بديلا للإنسان , بل على العكس قد رفض هذا في وضوح عندما عرض عليه موسى أن يجعله بديلا لإسرائيل وأن يمحوه لأجلهم من كتابه الذي كتب ] خروج 30:32 – 35 [ , ولكنه جاء بنفسه آخذاً صورة العبيد الآثمين , وحمل في الجسد الإنساني الذي أخذه عقاب قانونه وبهذا وفق بين عدله ورحمته , وبين قداسته ومحبته , وبين كراهيته الشديدة للخطية , ومحبته الفائقة للإنسان !! وبينما تألم ومات على الصليب , نجده يعلن عن نفسه أنه ((القاضي العادل ديان كل الأرض)) ] مت 41:13 -43 و 31 -46 [ , وعلى هذا فنحن لا نجد الله القدوس يعاقب شخصا بريئا باعتباره طرفا ثالثا في القضية بل نرى أن ((القاضي)) هنا هو الله المثلث الأقانيم, وأن الأقنوم الثاني من اللاهوت , قد رضى في محبته أن يأخذ شخصية المجرم ممثلا إياه في كل شيء ما عدا الخطية, وأخيراً صار هو نفسه ((خطية)) , وارتضى أن ينفذ في شخصه عقاب القانون الذي وضعه هو ضد الخطية , وهو القانون القائل ((النفس التي تخطيء هي تموت)) , وفي ذات الوقت نجد أن هذا القانون لا وجود له بعيداً عن وجود الله العادل الذي وضعه في الوجود))

وكل هذا يرينا بأن فلسفة ((البديل البريء)) التي تنادي بها المسيحية, هي القمة الشاهقة التي يعلن الله من فوقها عن صفاته الأدبية الكاملة , والتي تظهر فيها حكمة الله ومحبة الله

حدثنا مستر مودي في كتاب ((الكلمة الحمراء)) عن سيدة ذهب زوجها إلى كاليفورنيا بحثا عن الرزق , وعندما صادفه النجاح , أرسل إلى زوجته لتأتي إليه مع ابنهما الوحيد ! استقلت الزوجة الباخرة , وأقلعت الباخرة متجهة صوب هدفها المقصود , ولم يمض وقت طويل حتى سمع ركابها صراخ شديد ((النار النار)) , وأدرك القبطان أن الباخرة سيكون مصيرها الدمار لأنها كانت تحمل شحنة من ((البارود)) , فأسرع بإنزال قوارب النجاة , وطلب من ركاب السفينة الإسراع في النزول , وفي لحظة خاطفة كانت جميع القوارب ممتلئة بالناس , وكانت الأم وولدها على ظهر الباخرة التي ينتظرها الحريق !! وصرخت الأم متوسلة ((خذوني وخذوا ولدي)) لكن ركاب القوارب رفضوا أخذهما إذ لم يكن لهما موضع في أي قارب للنجاة وبكت المرأة بالدموع , حتى رق لها قلب الركاب , وقالوا لها : إننا لا نستطيع أن نأخذ سوى شخص واحد في القارب وبلا تردد احتضنت الأم ولدها , وقبلته قبلة الوداع , ثم قالت له : ((يا ولدي الحبيب , إذا قيض الله لك الحياة حتى ترى أباك , فقل له أن أمي ماتت عوضا عني ماتت لكي تهبني أنا الحياة))

إننا نقف أمام تضحية هذه الأم لأجل ابنها وقد أحنينا رؤوسنا في إجلال !! وكل تضحية في الوجود تثير في القلب مشاعر الاحترام والتقدير , فهل يمكن أن يكون الله أقل تضحية من خليقته ؟!

إننا نقف خاشعين أمام أب يحترق ليخلص أحد أولاده من الحريق !! أو جندي يثبت في موضعه حتى الموت لينقذ فرقته من الدمار !! أو شاب يلقي بنفسه وسط الأمواج العاتية لينقذ إنسانا أشرف على الغرق !! وفي كل هذه الصور نحن نرى فلسفة ((البديل)) , ونرى في هذا البديل شهامة تستحق منا المحبة والإجلال والتوقير !

ومع ذلك فان هذه الصورة مجتمعة , لا تعبر إلا تعبيراً باهتاً ضعيفاً عن تضحية المسيح البريء , وموته الاختياري على الصليب , ليخلص الإنسان من العقاب والهلاك , ويريه كيف دخل معه في معركة الموت لينقذه إلى الأبد من هذا العدو الرهيب

لقد حاول الإنسان ب أن أحس بعريه المشين , أن يستر عري نفسه بأوراق التين , لكن هذه الأوراق جفت وآلت إلى ذبول ! وهنا ((صنع الرب الله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما)) , ومعنى ذلك أن الخلاص هو من ((صنع الله وحده)) , وأنه ليس من أعمال الإنسان. أو مجهوده , أو تفكيره , بل معناه كذلك أن الخلاص لم يتم إلا عن طريق ((الدم)) الذي سفك لستر عري الإنسان , وهذا الرمز قد تم بأجلى بيان في صليب المسيح فهناك أتم الله عملية الفداء وأنقذ الإنسان من العار , والعري , والشقاء كما يقول بولس الرسول ((لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله 0 ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد)) ( أفسس 8:2 و 9 )

2 – ذبيحة هابيل :

إذ نقلب سفر التكوين يقابلنا في الإصحاح الرابع رجلين هما ((قايين)) و ((هابيل)) ونراهما وهما يحاولان الاقتراب إلى الله كل واحد بالطريقة التي أرادها , أما قايين فقد ((قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب)) وأما هابيل فقد قدم ((من أبكار غنمه ومن سمانها)) ! فكيف نظر الله إلى تقدمة كل منهما , يقول لنا كاتب سفر التكوين ((فنطر الرب إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر)) !

فلماذا رفض الله تقدمة قايين وقبل تقدمة هابيل ؟ إن تقدمة قايين في جملتها ليست إلا نكراناً شاملا لكل ما قاله الله عن لعنته للأرض وأثمارها , وعن حقيقة الخطية والحاجة إلى مخلص يكفر عنها الأمر الذي أوضحه الله لآدم وحواء عندما صنع لهما أقمصة من جلد , والذي لا شك أنه أكده أكثر من مرة في تعاليمه ووصاياه لكليهما ولهذا كان طريق قايين طريقاً مضاداً لمشيئة الله , وهذا الطريق هو طريق الذي يتكلون على أعمالهم الصالحة , ومجهوداتهم , وثمار أتعابهم , مع أن الله قد أعلن أن أعمالنا الصالحة لا يمكن أن تخلصنا من عقاب خطايانا , وأن حسناتنا لا يذهبن سيئاتنا , فقال على لسان نبيه اشعياء ((قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا)) اش 6:64 , وقد قيل إن ((عدة المرأة هي أيام طمثها)) , فأنظر كيف يصور الله أعمال برنا بثوب امتلأ نجاسة وقذارة ؟! ثم قل : فماذا تكون أعمال شرنا ؟! لقد رفض الله تقدمة قايين لأنها كانت من ثمار الأرض الملعونة , فكانت تحمل اللعنة في ثناياها

أما ذبيحة هابيل فقد قبلها الله , لأنها كانت اعترافا وديعا متواضعا , وقبولا صحيحا واضحا لطريقة الله في الغفران والقبول 0 ويسجل كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن هابيل هذه الكلمات ((بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين فبه شهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه)) عب 4:11 , ويقينا أنه لا يمكن أن يكون هناك إيمان ما لم يكن هناك إعلان سابق يستند عليه هذا الإيمان لأن ((الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله)) , وعلى هذا فان هابيل لم يقدم ذبيحته الدموية لمجرد استحسانه الشخصي أو تفكيره العقلي , بل لابد أن الله قد أعلن منذ البدء الحقيقة الكبرى أنه ((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة)) , وأن هابيل قد عرف هذه الحقيقة من آدم أبيه وقبلها في ثقة ويقين , فكانت ذبيحته رمزاً للمسيح الذبيح الأعظم.

3 – فلك نوح :

نصل الآن إلى رمز ثالث لشخص المسيح هو فلك نوح , ففي أيام ذلك الرجل البار فسدت الأرض وامتلأت ظلما , وكان لابد أن يفعل الله شيئا ليظهر كراهيته للخطية , وحكمه الرهيب عليها , وفي ذات الوقت كان عليه أن ينقذ الأقلية الضئيلة التي آمنت به وعاشت بحسب وصاياه , وكان نوح وعائلته هم هذه الأقلية الأمينة ((فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلما منهم فها أنا مهلكهم مع الأرض اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الأرض يموت

ولكن أقيم عهدي معك فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك)) تك 13:6 و 14 و 17 و18

ومن سياق القصة نهرى أن الفلك قد عمل بتصميم الله , وأنه كان السبيل الوحيد لنجاة نوح وأفراد أسرته , وبهذا أنقذهم جميعهم من موت محقق 0

وكل هذه الصفات تنطبق تماما على شخص ربنا يسوع المسيح فهو المخلص المعين من الله , الممسوح منه لأجل الخلاص , وهو الطريق الوحيد لخلاص البشر كما قال فيه بطرس ((وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص)) أع 12:4 , وهو الذي طمت عليه تيارات ولجج غضب العدل الإلهي عوضاً عن الخطاة الآثمين , فصار من يلجأ إليه في حمى من دينونة الله كما يؤكد ذلك بولس الرسول قائلا ((اذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح)) رو 1:8 وهكذا نرى في ذلك الفلك القديم رمزاً جميلا للرب يسوع المسيح

4 – تقديم اسحق :

نستمر سائرين مع السجل المقدس , إلى أن نصل إلى قصة تقديم اسحق , وهي قطعا من أروع قصص العهد القديم وقد ذكرها الكتاب في هذه الكلمات ((وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم فقال هأنذا فقاتل خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك)) تك 1:22 و 2 وقد أطاع ابراهيم صوت الله , وأخذ ابنه المحبوب ليقدمه محرقة لأجله , ولكنه ما كاد يصل إلى الجبل , ويربط اسحق ويضعه على المذبح فوق الحطب الذي أعده حتى ناداه الرب من السماء قائلا ((ابراهيم ابراهيم لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا)) تك 11:22 ((فرفع ابراهيم عينيه ونظر وإذا كبش ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه)) تك 13:22

وفي تتبعنا لسياق القصة تقابلنا هذه الحقائق الهامة وهي :

أولا : إن الله قد أشفق على اسحق فلم يسمح لأبيه أن يذبحه , وهذا أصدق دليل على أن الله لا يحب الذبائح البشرية , ولا يوافق عليها بحال , وكل ما في الأمر أنه أراد أن يجيز ابراهيم في اختبار حي , وأن يعطيه شعاعة من نور محبته للبشر ((لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية)) يو 16:3 , أجل إن الله ((لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين)) رو 32:8 لكي يعلن لنا مدى حبه , ومقدار عواطف قلبه , وبينما أشفق على ((ابن ابراهيم)) وقال لأبيه ((لا تمد يدك إلى الغلام)) ترك ابنه الوحيد معلقا على الصليب يتجرع آلامه المريرة , وموته القاسي البطيء الرهيب لأجل العالم الأثيم ويصف يوحنا هذا الحب الإلهي قائلا ((في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا)) 1 يو 10:4

أما الحقيقة الثانية التي نراها في هذا الرمز الجميل , فهي أن اسحق وهو يحمل المحرقة على كتفه ويصعد به إلى جبل المريا إنما كان يرمز إلى ذاك الذبيح الحقيقي الذي قال عنه يوحنا في إنجيله ((فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة حيث صلبوه)) يو 17:19 و 18 , وليس ببعيد أن يكون الله قد رفع حجاب الزمن عن عيني ابراهيم في هذه الساعة بالذات فرأى بديل البشرية الأوحد يسوع المسيح ولذا فقد قال رب المجد لليهود ((أبوكم ابراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح)) يو 56:8

وهناك حقيقة ثالثة في هذه القصة الخالدة هي حقيقة الفداء ((بالدم)) إذ لما رفع ابراهيم عينيه رأى كبشا ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه 

وهكذا مات الكبش البريء مكان الولد الذي كان مزمعا أن يموت تماما , كما مات المسيح ((حمل الله)) بدل كل خاطئ أثيم وذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد عب 9:2

5- سلم يعقوب :

إذ نستمر في سياحتنا في سفر التكوين نقرأ عن سلم يعقوب التي رآها في حلمه الفريد , واليك قصة هذا الحلم ((فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران , وصادف مكانا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان ورأى حلما وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها وهوذا الرب واقف عليها)) تك 10:28-13 , والواقع أنه ما كان لنا أن نقول إن هذه السلم ترمز إلى شخص المسيح الكريم , لولا أن أشار رب المجد إلى ذلك بكلام صريح إذ قال ((الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان)) يو 51:1 , وفي بحثنا عن أوجه الشبه بين هذه السلم وبين شخص المسيح , نرى الانطباق في نواح ثلاث , فهذه السلم قد أوصلت الأرض بالسماء , ويسوع هو الوسيط الوحيد الذي أوصل الأرض بالسماء كما قال عنه بولس الرسول ((لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح)) 1 تي 5:2 كما أن هذه السلم من الطول والعظمة بحيث يستحيل أن تقيمها أيادي بشرية , وهذا دليل على أنه من العبث أن نحاول إقامة سلم من أعمالنا الصالحة لتوصلنا إلى السماء , وفوق ذلك فان هذه السلم قد أقامها الله للتعبير عن محبته ورعايته لإنسان ضعيف وحيد نظير يعقوب , وشخص المسيح هو التعبير المتجسد لمحبة الله ولأجل هذا فقد نزل إلى أرضنا على درجات سلم الاتضاع , ليرفع البشر على ذات هذه السلم إلى السماء , وعن هذا يقول رسول الأمم ((فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً 0 الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه ] 1 [ أخلى نفسه ] 2 [ آخذاً صورة عبد ] 3 [ صائراً في شبه الناس ] 4 [ وإذ وجد في الهيئة كانسان ] 5 [ وضع نفسه وأطاع حتى الموت ] 6 [ موت الصليب)) في 5:2 – 8 , وبهذا الموت الكفاري أحيانا الله مع المسيح ((وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع)) أفسس 6:2 وصارت الملائكة عن هذا الطريق في خدمتنا وحراستنا ((أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص)) عب 14:1 , وهكذا في سلم يعقوب رمزاً جميلا رائعاً للمسيح المصلوب الكريم.

6- خروف الفصح :

عندما نصل إلى سفر الخروج الإصحاح الثاني عشر نجد أن كل آية من آيات هذا الإصحاح المبارك تنضح بالدم , دم الحمل المذبوح لنجاة شعب الله , والآن دعنا نقرا معاً بعض عبارات هذا الإصحاح الثمين ((وكلم الرب موسى وهرون في أرض مصر قائلا هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور هو لكم أول شهور السنة كلما كل جماعة إسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت تكون لكم شاة صحيحة ذكراً ابن سنة ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها فاني اجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك)) خر 1:12 – 13

وترينا هذه الحادثة أمرين : دينونة الله وطريق النجاة – أما الدينونة فهي ((موت كل بكر)) وأما طريق النجاة فهو ((دم الخروف المذبوح)) إذ قال الرب ((فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك)).

ويقول الواعظ الأشهر مستر مودي ((إن الله لم يقل : حين أرى أعمالكم الصالحة , وحين أرى كيفية صلاتكم , وحين أرى دموعكم أعبر عنكم ! بل قال ((فأرى الدم وأعبر عنكم)) , فكل شيء كان متوقفاً على تصديق كلمة الله , ووضع الدم على القائمتين والعتبة العليا !! لكن لماذا لم يوضع الدم على العتبة السفلى ؟ ذلك لأن الله لا يسمح أن ندوس دم ابنه الثمين , مع أن هذا هو ما يفعله العالم اليوم , حين يحتقر الهالكون طريق الخلاص بالدم , ويزدرون بدم المسيح الكريم

ويجدر بنا أن نلاحظ أن موت ((خروف الفصح)) كان هو السبيل لنجاة الشعب , وليس الخروف الحي , وما أثمن الدرس الذي لنا هنا , فالخروف الذي بلا عيب كان شيئاً ثميناً , لكن وسيلة خلاص الشعب كانت في دم هذا الخروف , لا في مجرد بقائه حياً , فيسوع الكامل القدوس كان لابد أن يموت وأن يسفك دمه على الصليب لأجل خلاص البشر ولكن الغريب أن يقول الكثيرون إن حياة المسيح العالية المثالية هي التي تخلص الناس , مع أن الله لم يقل لشعبه ((خذوا خروفاً صحيحاً نظيفاً واربطوه حياً على باب بيتكم , وحينما أرى الخروف أعبر عنكم كلا !! لقد كان دم ذلك الحمل هو وسيلة النجاة ((فأرى الدم وأعبر عنكم)) ولو أن أي واحد من أفراد الشعب ربط ((الخروف)) على باب بيته حيا لدخل الملاك وضرب بكره ضربة الموت بغير جدال

كان الدم وحده هو طريق الخلاص , وكان البكر في أفقر بيت من بيوت شعب الله , في أمان وراء الدم تماما كموسى , وهرون , ويشوع وكالب , وأي واحد من عظماء العبرانيين

وقد يقول قائل : إنني لا أستطيع أن أدرك تماما لماذا يطلب الله الدم؟! أهو يسر بمنظر الدماء الجارية كالأنهار ؟ أهو يفرح بهذه المئات من الذبائح تنحر على مذبحه ؟ أهو يتلذذ بموت هذه الكباش والثيران والحملان؟

لكن صاحب هذه الأسئلة , ينسى الحقيقة المركزية في معنى هذه الذبائح الدموية , وقد أوضح سفر اللاويين السبب الرئيسي في أن الله يطلب الدم في هذه الكلمات ((لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يكفر عن النفس)) لاويين 11:7

فالله قد طلب ((الدم)) ووضع هذه الذبائح العديدة , لكي يركز في عقل الإنسان أن ((أجرة الخطية هي موت)) , نفس الحقيقة التي قالها لآدم ((لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت)) , ففي كل مرة يخطئ الإنسان كان عليه أن يقدم لله ذبيحة , وكأنه يعترف وهو يضع يده على ذبيحته , أنه يستحق الموت الذي ستحتمله هذه الذبيحة البريئة لأنه أخطأ وتعدى وصية الله ((وأجرة الخطية هي موت))

لقد قال الشيطان لحواء وهو يغريها للأكل من الشجرة ((لن تموتا)) , لكنه كان كاذباً في ادعائه 0 وتمت كلمة الله , وكان لابد أن يموت الإنسان أو أن يموت ((المسيح بديله على الصليب))

وكانت هذه الذبائح التي قدمت على مر عصور التاريخ قبل مجيء المسيح رمزاً جميلا وإشارة صريحة إلى موت الصليب !!

وفي اعتقادي أن الذين لا يحبون الله الذي يطلب ((الدم)) لا يقدرون في ذات الوقت أن يعيشوا تحت نظام يخالف عدالته :

فهب أن رئيس دولة قال : إنني رجل طيب القلب , وأشعر بالأسى لأن المجرمين والقتلة في السجون , ولن أرضى من اليوم بأن أحكم على قاتل واحد بالإعدام , وسآمر بفتح السجون وإخراج المسجونين أحراراً , فمن من المواطنين يرضى برجل كهذا على رأس الدولة التي يعيش فيها ؟ إنها قطعا ستكون دولة الفوضى , والجريمة , وانتهاك حرمات الآمنين !!

إن الله محبة هذا حق لامع واضح , لكنه لا يغفر خطية الخاطئ إلا ((بالدم)) الذي هو رمز الموت أو بمعنى آخر أنه لن يرضى بتحطيم عدالته على حساب رحمته , وقد قالت عدالته ((إن النفس التي تخطئ هي تموت)) , وهذا هو السبب الحقيقي في وجود هذا الخط القرمزي من الدم خلال صفحات الكتاب المقدس

كان الدم اذاً هو وسيلة خلاص أبكار شعب الله ! لكن هل استهزأ العالميون بهذا الدم أم خضعوا لهذه الوسيلة البسيطة التي رتبها الله ؟! يقينا أن كثيرين من عظماء جوسان قد نظروا إلى ما يفعله شعب الله في استهزاء وتهكم واستغراب , ولا يبعد أن الكثيرين منهم رأوا في ((الدم)) لطخا غير جميلة شوهت بيوت العبرانيين , وهذا هو موقف الهالكين إزاء صليب المسيح كما يقول بولس الرسول ((فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله)) 1 كو 18:1 فحاذر يا صاحبي من الاستهزاء بالدم , وحاذر من الاستهانة بالصليب , طريق خلاص الله 0

لقد تمم الله كلمته ((فحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الأسير الذي في السجن)) خر 29:12 , فبيعداً عن حمى الدم لا يوجد سوى الموت والهلاك ! فهل ترى حمل الله يسوع المسيح , مرموزاً إليه في خروف الفصح الذي ذبح في أرض مصر ؟ لقد رأى بولس فيه هذه الحقيقة فهتف في فرح قلبه قائلا ((لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا)) 1 كو 7:5

7- الصخرة المضروبة :

نستمر سائرين إلى مناسبة أخرى من المناسبات الواردة في العهد القديم حيث نرى الله يشير برمز صريح إلى المسيح المصلوب ! وفي قصة الصخرة المضروبة يتجسم أمامنا هذا الحق الجميل , فدعنا نقرأها معا ((ثم ارتحل كل جماعة بني إسرائيل من برية سين بحسب مراحلهم عل موجب أمر الرب ونزلوا في رفيديم ولم يكن ماء ليشرب الشعب فخاصم الشعب موسى وقالوا أعطونا ماء لنشرب فقال لهم موسى لماذا تخاصمونني لماذا تجربون الرب وعطش هناك الشعب إلى الماء وتذمر الشعب على موسى وقالوا لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش فصرخ موسى إلى الرب قائلا ماذا أفعل بهذا الشعب بعد قليل يرجمونني فقال الرب لموسى مر قدام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل وعصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك واذهب ها أنا أقف أمامك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل)) خر 1:17 –6

شعب يموت عطشا في الصحراء , في أرض ناشفة يابسة بلا ماء ! يعطيه الله ماء لحياته وإرواء عطشه من صخرة ضربها موسى بعصاه مع أنه عرف أن الرب نفسه واقف على هذه الصخرة ! ويكفينا بولس الرسول مشقة الاستنتاج , مؤكداً لنا أن هذه الصخرة كانت رمزاً للمسيح الذي ضرب من أجلنا على الصليب , فيقول ((فاني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا في البحر وجميعهم شربوا شرابا واحداً روحياً 0 لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح)) 1 كو 1:10 و 4 أجل , فكما أن الصخرة في البرية وقف عليها الرب , كذلك كان ((الله في المسيح مصالحاً العالم في نفسه)) , معطياً للعالم الذي كاد العطش أن يميته ماء الحياة من قلبه الذي جرح على الصليب , ولذا فليس بغريب أن يقول السيد للمرأة السامرية ((من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية)) يو 14:4 , وهذا الماء الجاري الفياض قد صار لنا لأن ((يسوع)) قد ضُرب لأجلنا كما يقول اشعياء ((ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولا وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا وبحبره شفينا)) أش 4:53 و 5.

8- الحية النحاسية في البرية :

نمر الآن سريعاً لنصل إلى هذه القصة في سفر العدد ((وارتحلوا من جبل هور في طريق بحر سوف ليدوروا بأرض أدوم فضاقت نفس الشعب في الطريق وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل فأتى الشعب إلى موسى وقالوا : قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات فصلى موسى لأجل الشعب فقال الرب لموسى : ((اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا)) فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا)) عدد 4:21 – 9 والآن دعنا نقف لحظة متأملين في هذا الرمز الجميل الذي أكد السيد له المجد أنه يشير إلى موته على الصليب حين قال لنيقوديموس , ((وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية)) يو 14:3 فلماذا رفع موسى الحية في البرية ؟ لقد رفعت هذه الحية لأجل أناس رفضوا طريق الله , ورفضوا الطعام الذي قدمه لهم وأسموه ((الطعام السخيف)) , ولدغتهم الحيات المحرقة فسرت سمومها في دمائهم لإماتتهم ؟؟ ولم تكن هذه الحية النحاسية من ابتكار موسى بل كانت بتدبير الله , وكانت حية واحدة فقط لكنها كانت كافية لشفاء ((كل من ينظر إليها)) , وكان النظر إليها يهب الحياة من جديد لكل من لدغته حية محرقة !! وكانت حية من نحاس لها شكل الحية المحرقة لكنها خالية من سمها !! وكل هذه الأوصاف تنطبق على شخص ربنا يسوع , المخلص الوحيد الذي أخذ صورة الإنسان لكنه كان خالياً من خطية الإنسان والذي يهب الحياة لكل من ينظر إليه بالإيمان ((التفتوا اليّ وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر)) اش 22:45

وفي كل هذه الرموز التي مرت بنا نرى ناحية من نواحي عمل الصليب , ففي أقمصة الجلد نرى المسيح الذي يكسو عري الإنسان , وفي ذبيحة هابيل نجد المسيح طريق اقترابنا إلى الله , وفي فلك نوح نرى المسيح الذي يحمينا من الدينونة , وفي تقديم اسحق تشع علينا أنوار محبة قلب الآب الذي بذل ابنه الوحيد , وفي سلم يعقوب نرى يسوع الوسيط الوحيد بين الأرض والسماء , وفي خروف الفصح يشير الدم المسفوك في أرض مصر إلى حمل الله الذي يرفع خطية العالم , وفي الصخرة المضروبة نرى سيدنا الذي احتمل ضربة سيف العدل الإلهي لأجل خطايانا , وفي الحية النحاسية المرفوعة في البرية نرى طريق نوال الخلاص بنظرة مصدقة إلى المسيح المصلوب وهكذا يلمع أمامنا الصليب بأنواره الساطعة في كل هذه الرموز

9- الذبائح في سفر اللاويين :

وإذ نقرأ سفر اللاويين نرى صفحاته وقد غمرها تيار جارف من دماء الذبائح التي تشير كلها إلى ذبيحنا الوحيد العظيم فهناك نقرأ عن ذبيحة المحرقة التي تشير إلى المسيح كمن أنهى مسألة الخطية وأعلن مجد الله على القياس الأكمل ] اقرأ لاويين 1[ , ونقرأ عن ذبيحة السلامة التي تشير إلى الشركة مع الله على أساس السلام الذي صنعه المسيح بالصليب ] لاويين 1:3 – 17 , 11:7 – 34 [ , وكذلك عن ذبيحة الخطية , وذبيحة الإثم وهما تشيران إلى دينونة الله الشديدة ضد الخطية عندما وضع خطايانا على بديلنا القدوس ] اقرأ لا 4 و1:5 – 19 و 1:6 – 7 [ 0 ونحن نذكر هذه الذبائح باختصار تام , تاركين لمن يريد التوسع , أن يبحث لنفسه عن المعاني السامية لموت المسيح , كما هي موجودة في هذا السفر الجليل

  • عدد الزيارات: 10695