Skip to main content

4- الصليب ضرورة لأن الله اشترى به الإنسان وأعاده إلى ملكيته

يصف الرسول بولس نفسه قبل أن يقترب إلى الصليب قائلا ((وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية)) رو 14:7 , ويقول إيليا النبي لآخاب الذي أعماه الطمع حتى قتل نابوت اليزرعيلي ليستولي على حقله ((وجدتك لأنك قد بعت نفسك لعمل الشر)) 1 مل 2:21 وهذه الكلمات تنطبق على الإنسانية جمعاء لأن ((الرب من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله الكل زاغوا معا فسدوا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد)) مزمور 2:14 و3 , ((لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله)) رو 22:3 و 23 , فالبشر في الموازين هم إلى فوق , والعالم قد اشتراه الشيطان مجاناً بخداعه ومكره , كما يقول الله لإسرائيل المرتد ((مجانا بعتم)) اش 3:52

واذاً فلابد أن يشتري الله من جديد الخليقة التي باعت نفسها للشيطان , ورضت بعبوديته فأي ثمن يدفعه لشراء الإنسان ؟!

يقول بطرس ((عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كم من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح)) 1 بط 18:1 و 19 وفي سفر الرؤيا نسمع هتاف المفديين ((وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة)) رؤ 9:5 ونحن نقرأ في سفر اللاويين عن شريعة الفكاك , أي إعادة الشيء المباع بشرائه من جديد ونرى أروع منظر للفكاك في الإصحاح الخامس والعشرين في هذه الكلمات ((وإذا طالت يد غريب أو نزيل عندك وافتقر أخوك عنده وبيع للغريب المستوطن عندك أو لنسل عشيرة الغريب فبعد بيعه يكون له فكاك يفكه واحد من إخوته , أو يفكه عمه أو ابن عمه أو يفكه واحد من أقرباء جسده من عشيرته)) لاويين 47:25 – 49 , ومن هذه الآيات نلاحظ أن من يرد الإنسان الذي بيع يشترط فيه ثلاثة شروط :

أن يكون قريباً للشخص المباع ( 2) أن تكون له إرادة للفكاك (3) أن يكون بيده الثمن و وهذا ينطبق تماما على ما عمله الرب يسوع المسيح فقد اشترك معنا في اللحم والدم ليعتقنا من إبليس الغريب كما يقول كاتب العبرانيين ((فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية)) عب 14:2 , وكذلك رضى طوعا واختياراً أن يضع نفسه عنا لكي يشترينا من جديد لله أبيه كما قرر هو بذاته قائلا ((ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه)) ((لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً)) يو 17:10 و 18 , وفوق هذا فقد دفع الثمن العظيم الذي يفك به الإنسان المستعبد الضعيف وهو دمه , ولم يكن في مقدور أحد غيره أن يدفع هذا الثمن كما يؤكد ذلك المزمور القائل ((الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر)) مز 7:49 و 8 , فأين هي هذه الفدية الكريمة التي يستطيع الإنسان دفعها ؟ إنها ليست شيئاً !! انه شخص المسيح الكريم الذي قال لتلاميذه ((إن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين)) مت 28:2 , أجل انه دفع الثمن وفك العبد البائس الفقير !! وكان هذا الثمن هو موته على الصليب ولذا فليس بعجيب أن يرنم له إنسان أحس بفضله :

كنت في سجن الخطايا عبد إبليس الرجيم

غير مأمول خلاصي ثم نجاني الرحيم

واشتراني واشتراني ذاك بالدم الكريم

 

لم يفي بالمال ديني ذلك الفادي العظيم

بل فداني بدماه من عذابات الجحيم

واشتراني واشتراني ذاك بالدم الكريم

  • عدد الزيارات: 3577