Skip to main content

الفصل السابع: القصاص الأبدي والادعاء بملاشاة الأشرار - قيامتنا ودينونتنا

الصفحة 2 من 4: قيامتنا ودينونتنا

قيامتنا ودينونتنا

تكلم الرب يسوع (يوحنا ص 5) عن قيامتين متميزتين الواحدة عن الأخرى "قيامة الحياة" و "قيامة الدينونة" ومع ذلك ظن كثيرون أنهما قيامة واحدة عامة للقديسين والأشرار بدليل قوله "تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته ..." (ع 28، 29) مع أن هذه الساعة في حقيقتها ليست حرفية إذ بمقارنتها بالساعة التي قال عنها الرب في نفس الفصل "تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات (روحياً) صوت ابن الله والسامعون يحيون (روحياً) (ع 25) يتبين إن الساعة التي فيها لا زال ابن الله يحي النفوس المائتة روحياً والمعبر عنها بالقول "تأتي ساعة وهي الآن" قد مضى عليها نحو إلفي عام منذ نطق الرب بهذه الأقوال فليس المقصود إطلاقاً وقتاً زمنياً محدوداً بل كل ما يقصده الرب هو توكيد الحقيقة العامة وهي أن الجميع سيسمعون صوته مع الفارق المطلق الكبير بين نوع وطابع القيامتين فيهما سيلبي كل من الفريقين نداءه.

مع أننا نفهم من فصول أخرى أن الأبرار لهم قيامة خاصة بهم فيها تقام الأجساد التي فسدت في القبر وفي نفس الوقت تتغير أجساد القديسين الأحياء وسبق الكلام عن فصل المؤمنين عن غير المؤمنين هنا على الأرض وهم على قيد الحياة، وإن مصير الإنسان الأبدي يتقرر هنا على الأرض: فإما ن يؤمن الإنسان وينتقل من الموت إلى الحياة وإما لا يؤمن فهو يبقى في الموت. قال الرب يسوع لليهود "لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو (أي المسيح الذي تنتظرونه) تموتون في خطاياكم" (يوحنا 8: 24). والذي يموت في خطاياه فإن خطاياه سوف تلازمه وسوف يقام في خطاياه في قيامة الدينونة وسوف يطرح في بحيرة النار في خطاياه (راجع هذا الموضوع الذي سبق الكلام عنه عند الكلام عن "الوعي أو الشعور بعد الموت". في الفصل السادس

وقيامة الحياة الخاصة بالمؤمنين يسميها الرب يسوع "قيامة الأبرار" (لوقا 14: 14) وتسمى في (رؤ 20: 5) "القيامة الأولى" ومبارك ومقدس من له نصيب فيها. وهناك تعبير خاص انفردت به هذه القيامة وهو "القيامة من الأموات" أو "من بين الأموات" الأمر الذي جعل التلاميذ يتساءلون ماذا عسى أن يكون هذا القيام من الأموات (مرقس 9: 10) أو "القيامة من وسط الأموات" " What rising" "from among the dead" أي قيامة أجساد البعض (المؤمنين) دون البعض الآخر (غير المؤمنين).

وعن هذه القيامة الخاصة كان يتكلم الرب في حديث مع الصدوقين حينما قال له المجد "ولكن الذين حسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من بين الأموات لا يزوّجون ولا يزوَّجون إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة" (لوقا 20: 34 – 36) فكيف يمكن للناس أن يحسبوا أهلاً للحصول على قيامة عامة يشترك فيها الجميع بلا استثناء ؟ أو كيف يمكن أن يكونوا جميعاً أبناء الله إذ هم جميعاً أبناء قيامة عامة ؟ أن مثل هذا المسخ في المنطق والتفكير لا يليق بأي مسيحي عاقل له في قلبه احترام لأقوال الرب الواضحة.

وهناك شاهد آخر في (1كو 15: 23) إصحاح القيامة عندما يتكلم بولس الرسول عم مراتب القيامة وترتيب أدوارها فيضعها على الصورة التالية "المسيح باكورة ثم الذين للمسيح (أي المؤمنين به) سيقومون أولاً" والمؤمنين الأحياء يتغيرون ويخطف الجميع (جميع المؤمنين فقط) لملاقاة الرب في الهواء – وهذا يتم فبل ظهور المسيح للعالم لأنه "متى أظهر المسيح حياتنا (الذي هو حياتنا) فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد"(كولوسي 3: 4).

عند الاختطاف أي في القيامة الأولى لا يرى العالم شيئاً. كن حتماً سيشعرون به. لكن العالم سوف ينسى سريعاً هذا الحادث عندما يرى الشمس تُشرق وتغُرب كالمعتاد خصوصاً وإن الأحياء الذين سيخطفون سيكونون قليلين لأن قطيع الرب دائماً هو "قطيع صغير" (لوقا 12: 32).

وأما في سفر الرؤيا (ص 20) فنقرأ عن "القيامة الأولى" باعتبار أن شهداء الضيقة لهم نصيب فيها – شهداء مبتدأ الأوجاع الذين نرى نفوسهم في (ص 6: 9) تصرخ لله طالبة الانتقام من الساكنين على الأرض وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً (ثلاث سنين ونصف) حتى يكمل رفقائهم العتيدون أن يقتلوا مثلهم (في النصف الثاني من الأسبوع) وبعد أن تكمل سبع سنين الضيقة يقام هؤلاء وأولئك لأن الله جعل لهم نصيباً في القيامة الأولى وسوف يملكون مع المسيح نظير قديسي العهد القديم – لمدة ألف سنة – وأما بقية الأموات (وهم جميع الأشرار بداية من قايين) فلم تعش (لم تقم) حتى تتم الألف سنة" (رؤيا 20: 4 – 6).

واضح من هذا أنه بعد أن تتم الألف سنة تقوم بقية الأموات، وهذه هي "قيامة الدينونة" (يوحنا 5: 29) ومن أجل هذا بالذات ليس للمؤمنين نصيب فيها – أنهم لا يأتون إلى الدينونة إطلاقاً (يوحنا 5: 24)؛ (رومية 8: 1).

إن الكتاب لا يحدثنا عن قيامة الأشرار، وهي في الحقيقة لا تستحق أن تدعي قيامة ولكنهم يقامون لكي يدانوا (يحاكموا) – دينونة عادلة كل واحد بحسب أعماله أي بحسب جسامة شرّه وكذلك بحسب النور الذي أضاء أمامه كما يتضح من (لوقا 12: 47 ، 48).

أما قيامة الأبرار فيتحدث الكتاب عنها كثيراً، إذ هي ثمر عمل المسيح الفدائي وهي وحدها الموصوفة في (1كو 15) فهي التي يقال عنها "يقام في مجد" و"يقام في قوة". "يقام جسماً روحانياً" وهي صفات لا يمكن أن ينطبق شيء منها على قيامة الأشرار. نعم "يقام الأموات عديمي فساد" وفي نفس الوقت ونحن الأحياء نتغيّر (كو 15: 52). أما في (2كو 5: 4) فيقول عن الجسد المائت عندما يتغيّر "يبتلع المائت من الحياة".

أما ما يقوله السبتيون وشهود يهوه عن فناء الأشرار فهو محض أكاذيب. ويكفي أن يقول لنا الرب ولو في موضوع واحد أن الذين فعلوا السيئات سيخرجون (من قبورهم) إلى القيامة الدينونة (يوحنا 5: 29). وإن سيئاتهم التي فعلوها ستأتي بهم إلى الدينونة (المحاكمة). بل إن الموت الذي يقولون عنه أنه فناء سيكون في ذلك الوقت قد أبطل (أي الموت الأول) أما الموت الثاني فسوف يبدأ بعد طرح الأشرار في بحيرة النار الذي هو الموت الثاني (رؤيا 20: 14).

ومع أن الألف سنة بدأت بأناس أبرار لكن يلد لهم عدد كبير من الذراري طوال الألف سنة التي لا يكون فيها مرض ولا موت ولكن هذا النسل الذي يولد سيكون عدد كبير منهم غير مولودين ثانية-هذا النسل في نهاية الألف سنة سيقومون بثورة ضد" المدينة المحبوبة" وذلك بتحريض من إبليس وهذا هو آخر عمل لابليس-وسوف تنزل نار من السماء وتأكلهم. أما ابليس الذي كان يضلهم فيطرح في بحيرة النار والكبريت" حيث الوحش والنبي الكذاب" (اللذين طرحا فبل بداية الألف سنة (رؤيا 19: 20) وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين) (رؤيا 20: 7 – 10). لقد طرح الوحش والنبي الكذاب كما رأينا في بداية الملك الألفي وهكذا بعد 1000 سنة نراهما لا يزالان يعذبان في بحيرة النار وسيستمران إلى أبد الآبدين ومن هنا نفهم أن بحيرة النار لا تفني الأشرار أي أن الموت الأول ليس فناء للأشرار لا بحيرة النار التي هي الموت الثاني وهذا يدحض أفكار السبتيين وشهود يهوه.

دينونة الأحياء
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10427